الإنتخابات البرلمانية الأوكرانية

يتوجه ملايين الناخبين في أوكرانيا غدا الى صناديق الاقتراع للادلاء باصواتهم في الانتخابات البرلمانية المبكرة في ظل ظروف اقتصادية وامنية معقدة.

واعلنت لجنة الانتخابات المركزية الاوكرانية انشاء 12 دائرة انتخابية تضم 32 الف مركز اقتراع في عموم اوكرانيا باستثناء شبه جزيرة القرم وميناء سيفاستوبل التي انضمت الى روسيا رسميا في مارس 2014.

ويتنافس 29 حزبا وتحالفا سياسيا على شغل مقاعد البرلمان البالغ عددها 450 مقعدا والتي سيتم انتخابها مناصفة عن طريق القوائم الحزبية والدوائر ذات المقعد الواحد.

وتشارك عدة احزاب قوية في العراك الانتخابي ابرزها تحالف (بوروشينكو) المدعوم من قبل حزب (اودار) بقيادة عمدة مدينة كييف فيتالي كليتشكو والحزب الديمقراطي الراديكالي بزعامة اوليغ لياشكو وحزب (اوكرانيا القوية) بقيادة سيرغي تيغيبكو.

كما تشارك (الجبهة الشعبية) بزعامة رئيس الوزراء ارسيني ياتسينيوك وحزب (باتكيفشينا) بزعامة يوليا تيموشينكو وحزب (التحالف المعارض) بزعامة يوري بويكو اضافة الى الحزب (الشيوعي الاوكراني).

وامتنع حزب الاقاليم الذي اسسه الرئيس الاوكراني السابق فيكتور يانوكوفيتش عن المشاركة في الانتخابات والذي حصد اغلبية المقاعد في الانتخابات السابقة.

ويعتبر تحالف (بوروشينكو) الذي يدعمه الرئيس الحالي بيترو بوروشينكو الاوفر حظا للحصول على نسبة ملحوظة من المقاعد حيث اشارت استطلاعات للراي جرت مؤخرا في اوكرانيا الى استعداد 16 بالمئة من الناخبين للتصويت له.

ويسود اعتقاد بان الميول الغربية ستسود في البرلمان الجديد نتيجة للظروف التي تجرى فيها الانتخابات والتي تترافق مع حملة اعلامية غير مسبوقة معادية لروسيا واستمرار الحرب في شرق اوكرانيا بين الاقلية الروسية والقوات الاوكرانية واعلان كل من جمهوريتي دونيتسك ولوغانسك الانفصاليتين عدم المشاركة في الانتخابات المبكرة.

وفي الوقت الذي اعرب الرئيس بوروشينكو عن اعتقاده بان الشعب الاوكراني سينتخب برلمانا له ميول اوروبية غربية اعلنت موسكو على لسان الناطق باسم وزارة الخارجية الروسية الكسندر لوكاشيفيتش ارسال مراقبين للاشراف على الانتخابات الاوكرانية في اطار مجموعة منظمة الامن والتعاون في اوروبا.

ويلفت المراقبون السياسيون النظر الى ان الانتخابات الحالية تجري في ظل ظروف استثنائية واوضاع اقتصادية واجتماعية صعبة للغاية وزيادة في حجم البطالة وانعدام الموارد المالية وتردد اوروبي وامريكي في تقديم مساعدات اقتصادية ومالية ملموسة لانقاذ الاقتصاد الاوكراني من الانهيار واصرار روسي على دفع اسعار الغاز المصدر الى اوكرانيا مسبقا.

ويشدد المراقبون على انه بغض النظر عن نتائج الانتخابات البرلمانية فان القيادة الاوكرانية ستجد نفسها مجددا امام خيار واحد لا بديل عنه يتمثل في الاسراع بتطبيع العلاقات مع روسيا والحفاظ على شبكة العلاقات الاقتصادية والانتاجية الكبيرة التي تربط البلدين والتي مازالت تعود على كييف بمليارات الدولارات سنويا.

نقلاً عن كونا