نيودلهي - صوت الامارات
يلتقي وزير الدفاع الاميركي الثلاثاء في نيودلهي المسؤولين الهنود في محاولة لتعزيز العلاقات الدفاعية بين الولايات المتحدة والهند، في وقت يثير الطموح الصيني بالتوسع في المنطقة مزيدا من القلق.
وسيلتقي اشتون كارتر رئيس الحكومة الهندية ناريندرا مودي ونظيره موناهار باريكار ومسؤولين آخرين.
وتسعى الولايات المتحدة الى ادخال الهند في شبكة التحالفات الدفاعية التي اقامتها في منطقة اسيا-المحيط الهادىء، في وقت تشعر المنطقة بقلق بالغ ازاء تصلب الهند حول مسألة بحر الصين الجنوبي.
وتسعى الهند من جهتها الى الوصول الى التكنولوجيا الاميركية لانتاج اسلحة متطورة على اراضيها، وهو سعي يندرج في اطار حملة "صنع في الهند" التي اطلقها ناريندرا مودي.
وقال كارتر الاثنين من على متن السفينة الاميركية "يو اس اس بلو ريدج" التابعة للاسطول السابع الاميركي خلال توقف في مرفأ مورموغاو بغرب الهند، "تتقاطع قيمنا ومصالحنا في كثير من المواضيع المهمة".
وقال مسؤول اميركي كبير "نريد ان يكون الهنود قادرين على الدفاع عن مصالحهم باقصى قوة ممكنة، لان لدينا مصالح مشتركة مهمة جدا".
وقال مسؤول كبير في وزارة الدفاع الاميركية "نتقاسم فعلا قيما على الصعيد العالمي تستند الى قوانين والى حرية الملاحة"، في اشارة مقنعة الى الوضع في بحر الصين الجنوبي حيث تطلق بكين اشارات حول رغبتها في استعمال القوة لفرض سيادتها على حساب الدول المجاورة التي لها ايضا خلافات حدودية مع الهند.
وتبني الصين على جزر اصطناعية مدارج هبوط للطائرات ومرافىء. وتنشر في الوقت نفسه رادارات وصواريخ على شبه جزيرة بارسيل شمال المنطقة.
واشار المسؤول في وزارة الدفاع الاميركية الى ان البحرية الحربية الصينية "تبحر اكثر فاكثر عبر جنوب شرق اسيا والمحيط الهندي، وهو أمر توليه الهند والولايات المتحدة انتباها كبيرا".
وعلى الصعيد الصناعي، تسعى الهند خصوصا الى الحصول على مساعدة الولايات المتحدة لتطوير جيلها الجديد من حاملات الطائرات.
وتريد نيودلهي الافادة من الخبرة الاميركية في مجالات صنع الطائرات، علما انها تملك حاملتي طائرات. لكن التقنية التي تستخدمها على هاتين الحاملتين لمساعدة الطائرات على الاقلاع، لا تسمح الا باقلاع طائرات خفيفة الوزن نسبيا.
- انتاج مشترك للطائرات الحربية -
وتبدو الصناعة الاميركية مستعدة لتزويد الهند بمقاتلات من نوع اف-16 او اف-18 في اطار عقد ضخم للانتاج المشترك من اجل تصنيع اكثر من مئة طائرة وعلى ان يتم تصنيع قسم من هذا الطائرات في الهند.
وتحاول شركة "داسو" الفرنسية التفاوض حول عقد مماثل مع الهند لصنع طائرات رافال، بدون اي تقدم حتى الان، اذ ان نيودلهي اعربت عن نيتها حتى الان شراء فقط 36 طائرة رفال مصنعة في فرنسا.
وتأمل الولايات المتحدة ايضا توقيع اتفاق لوجستي عسكري مع الهند يتم التفاوض بشأنه منذ سنين من شأنه ان يسهل بشكل كبير العمليات العسكرية المشتركة في المنطقة.
واوضح مسؤول اميركي في وزارة الدفاع ان "هذا الامر سوف يسهل عددا من الاشياء، من التدريبات العسكرية الى كيفية التعامل مع الاوضاع الطارئة". واضاف "هذا الامر سيتيح لنا مثلا ان نبيع الهند محروقات بشكل اسهل او تزويدها بقطع غيار".
وساد الحذر طويلا العلاقات بين واشنطن ونيودلهي خلال الحرب الباردة، عندما كانت الهند العضو في مجموعة دول عدم الانحياز، تركز على علاقاتها مع الاتحاد السوفياتي، في حين كانت الولايات المتحدة حليفة باكستان.