طبرزدي وموغريني

 

انتقدت الجبهة الديمقراطية الإيرانية، وهي من أبرز تيارات المعارضة داخل وخارج إيران، عدم طرح ملف حقوق الإنسان من قبل منسقة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، فيدريكا موغيريني، أثناء زيارتها إلى طهران خلال الأيام الماضية، معتبرة أن "أوروبا تساوم على قضية حقوق الإنسان في إيران وفقا لمصالحها".

وعبّر أمين عام الجبهة، حشمت الله طبرزدي، عبر رسالة مفتوحة وجهها لموغيريني، وتلقت "العربية.نت" نسخة منها، عن استغرابه إزاء "تجاهل الاتحاد الأوروبي ملف الانتهاكات في إيران رغم أنه يرفع شعار احترام حقوق الإنسان" قائلا إنه "على ما يبدو أن تعامل الدول الأوروبية مع هذا النظام المستبد يأتي من أجل إبرام الصفقات المربحة"، على حد تعبيره.

وذكر طبرزدي، وهو صحافي وقيادي بالحركة الطلابية الإيرانية وسجين سياسي سابق، في رسالته، جملة من الانتهاكات التي يتعرض لها الصحافيون والمعارضون والنساء والأقليات ونشطاء المجتمع المدني في إيران، مشيراً إلى ازدياد الإعدامات خلال العامين المنصرمين في عهد رئاسة حسن روحاني.

وخاطب أمين عام الجبهة الديمقراطية الإيرانية، مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، بالقول: "ليس هناك حزب ولا منظمة ولا جريدة يحق لها أن تبدي برأيها المعارض للنظام".

وأضاف: "أنا شخصيا قد خرجت مؤخرا من السجن، وأعلم بأنني بكتابة هذه الرسائل، أعرّض نفسي وعائلتي للخطر، لكنني أصر على أداء واجبي الإنساني، لأحتكم إلى ضميركم الواعي وضمير العالم".

ورأى طبرزدي أن "احتكار السلطة والثروة بيد خامنئي والأجهزة المرتبطة به كالحرس الثوري وباقي الأجهزة التي لا تخضع للرقابة، وكذلك التعدي على خصوصيات المواطنين وممتلكاتهم الخاصة، وعدم وجود الأمان للمؤسسات المستقلة، أدت إلى تفشي الفقر والفساد في البلد، ولهذا يعيش الملايين من الإيرانيين، خاصة العمال منهم، تحت خط الفقر".

وأضاف: "لكن في نفس الوقت، تصرف مليارات الدولارات في لبنان والعراق واليمن على مشاريع النظام الإيراني الحاكم لإشعال الحروب في المنطقة"، مؤكداً أن "الرئيس الإيراني نفسه يعتبر شريكا لخامنئي، ولم يحتج على سياسات المرشد إلى يومنا هذا".

وانتقد طبرزدي الانتخابات البرلمانية الأخيرة في إيران التي اعتبرها "غير ديمقراطية" و"غير حرة"، وقال إن "المعارضين تم اقصاؤهم بأوامر مباشرة وصريحة من خامنئي".
سياسات النظام العدوانية

من جهته، قال عباس خورسندي، أمين الجبهة الديمقراطية الإيرانية في الخارج، في اتصال مع "العربية.نت"، إن مواقف دول الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة من إيران وعلاقاتها الجديدة معه بعد الاتفاق النووي "تأتي في إطار المصالح الاقتصادية فقط"، معتبرا أن "السياسات العدوانية التي ينتهجها النظام الإيراني تجاه دول المنطقة أضرت بالمصالح الوطنية وأهدرت كل مصادر البلد والشعب الإيراني، وتسببت بزيادة الفقر والتدهور المعيشي في داخل البلد".

وأضاف: "كنماذج عن هذا السلوك العدواني الذي أضر بمصالح ومكانة إيران، يمكن أن نشير إلى عزلة إيران في قمة منظمة التعاون الإسلامي في تركيا أو قمة دول أوبك حول صادرات النفط".
ملف حقوق الإنسان يكبح جموح النظام

وفي نفس السياق، قال محمد زماني، المتحدث باسم الجبهة، في تصريحات لـ"العربية.نت"، إن "طرح قضية حقوق الإنسان من قبل الاتحاد الأوروبي والمجتمع الدولي يمكن أن تحشر النظام في الزاوية، وإذا أراد المجتمع أن يكبح جموح هذا النظام، فعليه أن يفتح ملف حقوق الإنسان والانتهاكات ضد المواطنين الإيرانيين والاستياء الشعبي الموجود".

ورأى زماني أن "النظام الإيراني تحول إلى عامل تهديد ليس ضد شعبه فقط، بل ضد شعوب المنطقة، لأنه يتخذ سياسة تتنافى والمصالح الوطنية، وتجعل إيران مصدر تهديد وقلق بالنسبة للجيران".

وبحسب المتحدث باسم الجبهة الديمقراطية الإيرانية، فإن "التدخلات العسكرية لإيران في دول المنطقة وتهديد دول الجوار من قبل القادة العسكريين والحرس الثوري، بما فيها التهديدات الأخيرة لمحسن رضائي ضد السعودية، تجعل من إيران دولة عدوة في نظر شعوب ودول المنطقة".

وأضاف: "نحن من هنا نقول ونؤكد أنه على الدول والشعوب العربية أن تعلم بأن النظام الإيراني لا يمثل شعبه، ولذا يجب أن يميزوا بين سياسات هذا النظام وبين الشعب الإيراني الذي يعارض هذه السياسات، ويريد إقامة علاقات طيبة مع جيرانه ومع العالم".