مسعفون يتدربون في كييف قبل العمل في اوكرانيا

عين الرئيس الاوكراني بترو بوروشنكو الاثنين ستيبان بولتوراك وزيرا جديدا للدفاع الذي شغل حتى الان قائدا للمتطوعين في المعارك ضد الانفصاليين في الشرق حيث يشكل التوصل الى حل سلمي موضع لقاءات دبلوماسية حاسمة هذا الاسبوع.

وستبدا الاتصالات الثلاثاء عبر لقاء في باريس بين وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ونظيره الاميركي جون كيري. ومن المقرر ان يلتقي بوروشنكو الذي يستعد لانتخابات تشريعية مبكرة في 26 تشرين الاول/اكتوبر، نظيره الروسي فلاديمير بوتين الجمعة في ميلانو بحضور مسؤولين اوروبيين املا باعادة اطلاق عملية السلام.

ووقف اطلاق النار الذي اعلن في الخامس من ايلول/سبتمبر انتهك باستمرار ووقعت معارك مجددا الاثنين في دونيتسك وماريوبول رغم الهدوء الذي يسود منذ بضعة ايام.

واختار بوروشنكو ستيبان بولتوراك (49 عاما) وزيرا للدفاع بدلا من فاليري غيليتي الذي اقيل الاحد.

وبولتوراك يتولى حاليا قيادة الحرس الوطني الذي يضم كتائب المتطوعين المنتمين في الغالب لحركة الاحتجاج الموالية لاوروبا في ساحة ميدان، والملتزمين الى جانب الجيش في شرق البلاد.

وبحسب الرئاسة، فقد اشاد بوروشنكو "بالجهود التي بذلها انطلاقا من الصفر لتشكيل الحرس الوطني المعروف بانضباطه".

ويحتاج هذا الاختيار لتصويت البرلمان الثلاثاء.

وقال الخبير العسكري غيرورغي مانتشولنكو "بفضله انتقل الحرس الوطني من حالة تجمع كتائب من المتطوعين الى جيش حقيقي". واعتبر هذا الاختصاصي ان تعيين غيليتي الذي يتحدر من الشرطة، كان "خطأ" وان ابداله يعود الى اقتراب الانتخابات التشريعية والرغبة في "اظهار ان الاخطاء قد جرى تصحيحها".

وغيليتي وزير الدفاع الثالث منذ وصول الموالين للغرب الى السلطة في كييف في شباط/فبراير الماضي، لم يتوصل الى استعادة السيطرة على قسم من حوض دونباس الناطق بالروسية.

واعتبر اولكسندر سوشكو الخبير السياسي انه "لم يثبت كفاءته في عدة اوضاع حرجة. فهو مسؤول جزئيا عن ماساة ايلوفايسك".

وكانت كييف اقرت بمقتل 108 من جنودها علقوا في اب/اغسطس في هذه المدينة الاستراتيجية في منطقة دونيتسك، الا ان وسائل الاعلام اشارت الى ان الحصيلة اكبر بمرتين.

ورحب سيمن سيمنشنكو قائد كتيبة المتطوعين في دونباس على فيسبوك باقالة غيليتي اذ اعتبرها "اشارة مهمة الى ان الرئيس يصغي الى الناخبين وان قائد القوات المسلحة يصغي الى الجيش".

ويستعد بترو بوروشنكو الذي انتخب في اواخر ايار/مايو لانتخابات تشريعية مبكرة في 26 تشرين الاول/اكتوبر ستقرر نتيجتها تشكيلة البرلمان في هذه المرحلة الصعبة التي تمر بها البلاد بين النزاع في الشرق والخلاف مع روسيا حول الغاز والركود الاقتصادي.

وقبل هذا الاستحقاق، يفترض ان تعطي اتصالات دبلوماسية مهمة دفعا جديدا للامل باحلال السلام الذي شجعته مذكرة مينسك.

وتوجه وزير الخارجية الاميركي جون كيري الاثنين من القاهرة الى باريس حيث سيلتقي وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف لبحث الازمة الاوكرانية الثلاثاء.

والجمعة، يتوقع عقد لقاء بين بوروشنكو وفلاديمير بوتين بحضور قادة اوروبيين اثناء قمة اقليمية في ميلانو.

ويبدو ان موسكو التي يتهمها الغرب والسلطات في كييف بتسليح الانفصاليين ونشر قوات نظامية لدعمهم، تسعى الى نزع فتيل الازمة فقد امر بوتين السبت بعودة 17600 جندي منتشرين على الحدود مع اوكرانيا الى قواعدهم.

من جهة اخرى اعلن المتحدث العسكري الاوكراني اندري ليسنكو ان القوات النظامية الروسية المتواجدة على الارضي الاوكرانية بدات بمغادرتها.

وحذر بوروشنكو في كلمة الى الامة الاحد من انه يتوقع ان تكون "المفاوضات صعبة"، الا انه اعرب عن امله في التوصل الى "وقف تام لاطلاق النار في الايام المقبلة".

وعشية اللقاءات الدبلوماسية في باريس وميلانو يبدو ان موسكو تلعب ورقة التهدئة بعد ان امر بوتين السبت بعودة 17600 جندي منتشرين عند الحدود الاوكرانية الى ثكناتهم.

وقال متحدث عسكري اوكراني ان القوات النظامية الروسية بدأت تنسحب من الاراضي الاوكرانية.

وتدهور سعر صرف العملة الروسية (الروبل) الاثنين الى ادنى مستوى له مقابل اليورو والدولار بسبب الازمة الاوكرانية وعواقبها على الاقتصاد الروسي وبسبب تراجع اسعار النفط ايضا.

وتجاوز سعر صرف العملة الاوروبية (اليورو) 51,20 روبلا، وهو رقم قياسي يعود الى اذار/مارس اثناء ضم شبه جزيرة القرم الى روسيا، ثم ارتفع الى حدود 51,258 روبلا وهو مستوى غير مسبوق.

من جانب اخر ارتفع سعر الدولار الى 40,50 روبلا ليبلغ مستوى تاريخيا جديدا. ثم تراجع بعض الشيء.

وقبيل ذلك، رفضت رئيسة البنك المركزي الروسي الفيرا نابيولينا فكرة تحديد معدل صرف ثابت للروبل من قبل المؤسسة المالية التي انفقت برايها ستة مليارات دولار في عشرة ايام تعزيزا للروبل.

وقالت في خطاب امام النواب ان "تحديد سعر صرف ثابت برايي سيشكل قرارا يترك نتائج عكسية".