نيويورك - صوت الإمارات
دعا الرئيس الأميركي باراك أوباما دول العالم للانضمام إلى تحالف محاربة "داعش" في العراق وسوريا مؤكدا على أن هذا التنظيم شديد التطرف والعنف ولا يفهم سوى "لغة القوة".
جاء ذلك خلال الخطاب الذي أدلى به أوباما أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة اليوم في نيويورك مشيرا الى أن "القوة" هي اللغة الوحيدة التي يفهمها هذا التنظيم المتطرف .
وتعهد أوباما بان تعمل بلاده في إطار تحالف واسع تجاوز الأربعين دولة للقضاء على شبكة الموت هذه. ونفى بأن يكون لدى بلاده أي نية لإرسال قوات أميركية لتحتل أراضي أجنبية. ودعا العالم للإنضمام لهذا التحالف واصفا الجماعات المتطرفة والتطرف الذي يشهده العالم الإسلامي بالسرطان العنيف ويعتمد على أيديولوجيات مشوه تنحرف بمبادئ الاسلام وتقسم العالم إلى أتباع وكفار ويحرض على قتل المدنيين الأبرياء وترويعهم بأساليب وحشية لم تكن من قبل.
وأكد على أن حرب الولايات المتحدة على داعش وغيرها من المنظمات المتطرفة لن تكون أبدا حربا على الإسلام الذي يعلم السلام ودعا المجتمع الدولي لإتخاذ خطوات جماعية ملموسة لمعالجة الخطر الذي تشكله الاتجاهات المغذية للفكر التطرفي وتجنيد الشباب المنتشر حاليا في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بعد ان تفشى سابقا في أفغانستان.
كما طالب أوباما المجتمع الدولي بتركيز سياسة مواجهته الجماعات الارهابية وفي مقدمتها تنظيم داعش على أربعة محاور رئيسية وهي أولا مواجهة جماعة "داعش" بلغة القوة الوحيدة التي تفهمها وثانيا إتخاذ الخطوات الملموسة لمواجهة تمويل حملات نشر الكراهية للآخرين وإيذاء الأبرياء وإفساد العقول الشابة عبر الأيديولوجيات العنيفة وثالثا معالج دائرة الصراع الطائفي السني والشيعي بالمنطقة ورابعا الإستثمار بالشباب وطاقاتهم لمواجهة ومنع عمليات تجنيدهم للجماعات الارهابية.
وشدد أوباما إلى مكافحة نشر أفكار المتطرفين "على الإنترنت وعلى شبكات التواصل الاجتماعي" موضحا أن "دعايتهم دفعت شبانا للتوجه إلى الخارج لخوض حروبهم.
وتعهد الرئيس الأميركي بأن تدعم بلاده العراقيين والسوريين بالتدريبات والسلاح لتمكينهم من استعادة مجتمعاتهم من الارهابيين وطالب من العالم كله المشاركة في هذا الجهد.
وذكر بان بلاده ستواصل تسليح وتدريب المعارضة السورية لتمكينها من مواجهة عنف داعش ووحشية نظام الأسد مؤكدا على أن الحل الدائم للحرب الأهلية الدائرة في سوريا يكمن في تحقيق الإنتقال السياسي الشامل الذي يستجيب للتطلعات المشروعة لجميع المواطنين السوريين بغض النظر عن العرق أو العقيدة.
كما شدد أوباما على الضرورة الملحة لمعالجة الصراع الفلسطيني الإسرائيلي الذي اشار الى انه شكل مصدرا للمشاكل الأخرى في المنطقة وأكد على أن الوضع القائم في الضفة الغربية وقطاع غزة غير قابل للاستمرار وقال "سندافع عن المبدأ القائل بأن الإسرائيليين والفلسطينيين والمنطقة والعالم كله سيكون أكثر عدلا مع دولتين تعيشان جنبا إلى جنب في سلام وأمن".
وبشأن الملف الإيراني النووي دعا الرئيس أوباما الإيرانيين إلى "عدم تفويت الفرصة الحالية لإبرام اتفاق حول برنامجهم النووي مؤكدا على أن المفاوضات الجارية ممكن أن تصل إلى حل يلبي حاجات إيران في مجال الطاقة مع ضمان سلمية برنامجهاالنووي.
وجدد إلتزام الولاياتة المتحدة بالسعي لإيجاد حل دبلوماسي للمشكلة النووية الإيرانية وأكد على أن هذا لا يمكن القيام به إلا إذا اغتنمت إيران هذه الفرصة التاريخية.
وعلى صعيد آخر طالب الرئيس أوباما روسيا بتغير سياستها في أوكرانيا وأعلن يده الممدودة لها في مجال رفع العقوبات عنها وإستئناف التعاون معها في حال اختار طريق الدبلوماسية والسلام في أوكرانيا.
وإعتبر الرئيس أوباما بأن العالم يمر بمفترق طرق بين الحرب والسلام بين الفوضى والتكامل بين الخوف والأمل.
وعدد الإنجازات الفريدة التي تحققت في مجالات الديمقراطية وخفض معدلات الفقر إلى النصف وتحسين الإقتصاد العالمي بعد أسوأ أزمة مالية وفي مجال مجابهة الأمراض وتسخير قوة الرياح والشمس. الا أنه عدد التهديدات المتعاظمة التي يمر بها العالم كتفشي وباء الايبولا في غرب أفريقيا وغيرها مشيرا الى أن كل هذه المشاكل تتطلب اهتماما دوليا عاجلا.
وخير العالم ما بين الإنخراط في المسؤولية الجماعية لمواجهة جملة هذه المشاكل العالمية أو الإغراق في المزيد من المشاكل وتفشي عدم الاستقرار.
وبشأن إنتشار وباء الإيبولا تعهد أوباما بأن تواصل الولايات المتحدة جهودها لمواجهة هذا المرض في أفريقيا وتعزيز الأمن الصحي العالمي على المدى الطويل.
وأكد على أن الولايات المتحدة ستظل قوة بالمحيط الهادئ ومصدرا لتعزيز السلام والاستقرار وحرية تدفق التجارة بين الدول ودعا جميع الدول الالتزام بقواعد العلاقات الدولية واللجوء لحل خلافاتها بالطرق السلمية الإقليمية بما يتفق مع القانون الدولي لضمان حماية التقدم العالمي الذي أحرز.
وأكد على أن أمريكا ملتزمة بجدول أعمال التنمية بحلول عام 2030 وستواصل دورها في مساعدة الشعوب لتمتعها بحياة الفرصة والكرامة ونوه الى أن بلاده تسعى نحو تحقيق تخفيضات طموحة في انبعاثات الكربون لديها وتعزيز استثماراتها في الطاقة النظيفة وستقوم بدورها في مساعدة الدول النامية على الحصول على هذه الطاقة.
المصدر: وام