كيتو - صوت الإمارات
يحيي البابا فرنسيس ثاني قداس مفتوح له في خلال ايام قليلة في الاكوادور الثلاثاء، وهذه المرة في العاصمة كيتو التي شهدت خلال الاشهر الماضية احتجاجات مناهضة للحكومة.
ويتوقع ان يحضر القداس مئات الالاف لمشاهدة البابا المولود في الارجنتين والذي بعث برسالة لوحدة وانسجام العائلة في قداس في الهواء الطلق الاثنين في مدينة غواياكيل الساحلية.
وتاتي زيارة الحبر الاعظم (78 عاما) الى الاكوادور وسط اضطرابات واسعة بسبب السياسات الاجتماعية للرئيس رافائيل كوريا الذي تراجعت شعبيته منذ توليه السلطة في 2007.
ويتوقع تدفق اعداد كبيرة من الناس على حديقة بايسنتنيال حيث سيجري القداس الذي يتوقع ان يحضره كذلك الرئيس.
وتاتي زيارة البابا وسط اضطرابات سياسية في الاكوادور حيث يواجه كوريا دعوات متزايدة للتنحي، وتنظم تظاهرات حاشدة مناهضة للحكومة تعتبر الاضخم التي تشهدها البلاد خلال السنوات الاخيرة.
وعقد البابا لقاء خاصا الاثنين مع كوريا لمدة نصف ساعة، الا انه لم يتم الكشف عن فحوى ما دار في اللقاء.
ودعا البابا الى "الحوار" بشكل اكبر بين الاطراف "والمشاركة دون استبعاد" الاخرين في الاكوادور، وقال ان صلاته "لشعب الاكوادور العظيم والنبيل" هي "الا يكون هناك تفريق (...) والا يهمش احد".
والاثنين تجمع عدد كبير من المسيحيين الكاثوليك جاء العديد منهم من دول مجاورة، وحملوا صور البابا او السيدة مريم العذراء في حديقة سامانيس فيما لوح لهم البابا بيده من عربته قبل ان يحيي قداسا.
ورش رجال الاطفاء الماء على الحشود لتبريدهم وسط الحر الشديد فيما احتمى العديد منهم من الشمس تحت المظلات.
وتوقعت السلطات مشاركة اكثر من مليون شخص في اليوم الثاني من رحلة البابا في المنطقة والتي ستشمل محطات في بوليفيا والباراغواي.
وقال البابا "العائلة تمثل ثروة اجتماعية عظيمة لا يمكن ان تعوضها اية مؤسسة اخرى. ويجب مساعدة وتقوية العائلة".
وقد كرس البابا قداسه لموضوع العائلة بوصفها العمود الفقري للمجتمع.
وستكون العائلة احدى القضايا التي ستناقش في الفاتيكان في تشرين الاول/اكتوبر اثناء اجتماع الاساقفة الذي ستناقش خلاله الكنيسة عددا من القضايا الحساسة ومن بينها رعاية الاطفال من قبل الاب او الام لوحدهما، والطلاق وزواج المثليين.
كما ستكون مشكلة الفقر من بين القضايا الرئيسية في رحلة "بابا الفقراء" في اميركا الجنوبية.
وهذه اول زيارة يقوم بها حبر اعظم الى الاكوادور منذ ثلاثة عقود.
وقالت المعلمة اوليمبيا هيريرا (62 عاما) انها مقتنعة بكلمات البابا بشان بشان العائلة "وهي كلمات نحتاجها لوجود العديد من الأسر المفككة".
وقبل قداس الاثنين زار البابا ضريح "الرحمة الالهية" على مشارف المدينة، حيث قام بمباركة نحو الفي شخص من بينهم مجموعة من الاشخاص الذين يعانون من الاعاقات.
وكانت الزيارة الاخيرة للبابا لاميركا الجنوبية الى البرازيل في 2013 وتكللت بالنجاح مع مشاركة ثلاثة ملايين نسمة على شاطىء كوبا كابانا في ريو لقداس بمناسبة انتهاء ايام الشبيبة الكاثوليكية.
ويتحدر العدد الاكبر من الكاثوليك في العالم من اميركا اللاتينية رغم زيادة شعبية المعتقدات الانجيلية في السنوات الاخيرة.
وخلال جولته يتوقع ان يلقي البابا 22 خطابا على الاقل ويقوم بسبع رحلات جوية تغطي 24 الف كلم (15 الف ميل).
وغالبية السكان في البلدان الثلاثة التي يزورها البابا من الكاثوليك ويعانون من الفقر والعوز والتفاوت الاجتماعي خصوصا في صفوف السكان الاصليين.
ومنذ انتخابه على راس الكنيسة الكاثوليكية في اذار/مارس 2013 يطالب البابا بانتظام بحقوق الفقراء ويتطرق الى المشاكل الاجتماعية والبيئية.
وهذه الرحلة هي التاسعة للبابا لكنها الزيارة الثانية لحبر اعظم الى الاكوادور. وزار البابا الراحل يوحنا بولس الثاني هذا البلد في 1985.
وفي حينها كان 94% من السكان من الكاثوليك مقارنة مع 80% اليوم في بلد يقدر عدد سكانها ب16 مليونا.
وسجل هذا التراجع في حين نجحت الكنائس الانجيلية في جذب عدد كبير من الاتباع، العديد منهم هم من السكان الاصليين المستائين من قلة الاهتمام الذي يحظون به من قبل الكنيسة الكاثوليكية.
والاربعاء يغادر البابا متوجها الى لاباز في بوليفيا ومنها الى الباراغواي الجمعة قبل ان يعود الى روما في 12 تموز/يوليو.
نقلًا عن وام