لندن ـ سليم كرم
يقترب لاعب وسط تشلسي البلجيكي إدين هازارد من تقلد الموقع الثالث بين نجوم الكرة العالمية، بعد ليونيل ميسي وكريستيانو رونالدو، ولكن ليس على طريقة الإعلام، التي تضع هالة من التوقعات عن اللاعبين الشباب قبيل
توقيعهم أول عقد احتراف مع الأندية الكبرى، بغرض تلميع أسماءهم.الأمر مختلف تمامًا بالنسبة لهازارد، الذي قطع تقريبًا نصف المسافة، وينقصه النصف الآخر، حتى يصل إلى عرش الكرة العالمية، لينضم إلى ميسي ورونالدو، فهو اللاعب المتميز، الذي سطع نجمه في وقت كان فيه ناديه يجأر بالشكوى من رحيل أرجين روبين إلى ريال مدريد، حيث تمكن من أن يسد الفجوة التي خلفها اللاعب لما يتمتع به من سرعة وذكاء.
ونال هازارد ثقة مدربه، الذي بدأ في إطلاقه في وجوه الفرق المنافسة منذ الدقيقة الأولى من المبارايات، وكانت المباراة الأولى التي بدأها مع ناديه هي مباراة تشيلسي أمام ويست هام، ليرعب الفريق المنافس من اللحظة الأولى، حيث بدا أن ويست هام في هذه المباراة لم يحسن تقدير قوة الخصم.
ومن أوجه الشبه بين اللاعبين هازارد ورونالدو هو القميص رقم 17، الذي ارتداه رونالدو في بداياته، والذي يرتديه هازارد في الوقت الحالي، وبينما يبدو رونالدو أقوى، نرى أن هازارد أكثر رشاقة وخفة في الأداء في المستطيل الأخضر، ولهازارد طريقة رائعة في التمرير، والتغلب على المدافعين، حيث يتمكن من خلال الأداء الرشيق من تجاوز المدافعين، والتمركز في المكان المناسب بعد تسديد كراته كالبرق.
ووصف فرانك لامبارد هازارد بأنه لاعب شاب، لا يتجاوز سنه 22 عامًا، يجيد السيطرة على الكرة، ويتحمل الضغط، لأنه لاعب جيد، كما أن لديه القدرة على ممارسة الضغط الهجومي على الخصم، ويتمتع بكل ما يحتاجه المهاجمون العظماء، وهو ما يجعله مؤهلاً للانضمام إلى قائمة أفضل لاعبي العالم.
ومن أهم المميزات التي يتمتع بها هازارد هو قدرته على اللعب جهة اليسار واليمين، وكمهاجم صريح تمامًا، مثلما يفعل رونالدو وميسي، حيث يقع مستوى أداء هازارد في منطقة متوسطة بين اللاعبين.
يذكر أن بدايات اللاعبين الثلاثة متشابهة للغاية، حيث بدأ الأرجنتيني ميسي اللعب على الأجناب، ثم انتقل إلى الوسط، بعدها أعطاه المدير الفني حرية التنقل بين المراكز، عندما أعطاه اللاعب الثقة في قدرته على التسجيل إذا ما مُنح تلك الحرية، وحدث نفس الشيء مع رونالدو ويحدث الآن مع هازارد.
ولم تبدأ مظاهرة الأهداف التي ينظمها رونالدو وميسي إلا بعد أن أصبحا أحرار في المستطيل الأخضر، يلعبان أينما شاءا، أما هازارد، فلا زال يحتاج إلى إحراز المزيد من الأهداف حتى يحصل على الحرية في أرض الملعب.
ورغم مرور هازارد بأوقات عصيبة، أيام كان روبرتو دي ماتيو مديرًا فنيًا انتقاليًا لتشيلسي، حيث كان يجلسه على دكة البدلاء معظم الوقت، إلا أنها هذه المرة كانت أقل بعد تولي بينيتيز قيادة الفريق الأزرق، حيث بدأت مشاركاته في وقت ساء فيه أداء الفريق بالكامل، وما إن واتت الفرصة هازارد، حتى أثبت أنه جدير بثقة مدربه، وبالمشاركة منذ الدقيقة الأولى في مباراة تشيلسي أمام سبرة براغ في إطار مبارايات دوري الأبطال.
كما يتفوق هازارد على رونالدو وميسي في عدد الأهداف، حيث وصل عدد الأهداف التي صنعها لغيره من اللاعبين في كل البطولات إلى 15 هدفًا، بينما صنع مسي 12 هدف، ورونالدو 6 أهداف فقط، وهو دليل على أنه لاعب أكثر تعاونًا مع زملاءه من رونالدو وميسي.