مطار طرابلس الدولي

بعد إنتهاء القصف والاشتباكات بين المتناحرين حول مطار طرابلس الدولي ، بالسيطرة على المطار من قبل ثوار "فجر ليبيا" ، انتظر كافة سكان العاصمة الليبية طرابلس عودة الهدوء والاستقرار الحقيقي للعاصمة مع بداية العام الدراسي الجديد ، ولكن خابت آمالهم بعد عودة قصف مدينة ورشفانة بصواريخ جراد منتصف الأسبوع الجاري وعودة القتال للعاصمة مرة آخرى.
وبالرغم من إعلان وزارة التربية والتعليم الليبية بدء العام الدراسي الجديد أوائل الاسبوع الجاري الا أن معظم أولياء الامور أمتنعوا عن أرسال أبنائهم إلي المدارس خوفا عليهم من القذائف التي تنطلق بعشوائية وتصيب العديد من المدنيين.
و في بيان لها ، قالت الحكومة الليبية ، "إن أغلب مؤسسات الدولة ومقراتها والمرافق الحيوية ، خارج سيطرتها وأن بعضها محتل من قبل تشكيلات مسلحة غير شرعية حسب قولها " .
وذكر بيان صحفي للحكومة الليبية " نعلن أن أغلب الوزارات ومؤسسات الدولة بالعاصمة طرابلس ، هي خارج سيطرتها ، بعد محاصرتها واقتحامها ومنع موظفيها من دخولها ، وبات من الخطورة الوصول إلى مقار أعمالهم ، دون تعرضهم لخطر الاعتقال أو الاغتيال " ، وأضاف " أن الحكومة تعلن أن هذه المقار والمباني والمؤسسات غير آمنة ، ويتعذر الوصول إلي بعضها بعد أن صارت تحت سيطرة المسلحين " .
ونبهت الحكومة ، أنه حتى يتم تأمين هذه المؤسسات ، فإنها ستواصل تسيير أعمالها ، عبر التواصل مع موظفي الدولة من أي مدينة ليبية ، إلى حين تكليف حكومة جديدة ، وأكدت عودة كافة الوزراء والمسؤولين بالحكومة لممارسة مهامهم مجدداً ، فور خروج كافة التشكيلات المسلحة من العاصمة طرابلس .
من جانبه، أدان مجلس النواب الليبي ما وصفه بالاعتداءات بالقتل والإعتقال على الهوية التي طالت المدنيين وممتلكاتهم في العاصمة طرابلس ، من قبل ميليشيات خارجة عن القانون ، كما أدان المجلس في بيان له ، الأعتداءات التي طالت مخيمات تاورغاء بمنطقة الفلاح بالعاصمة ، والإعتداء على مقار البعثات الدبلوماسية .
ودعا المجلس النائب العام الليبي بالبدء في التحقيق عن المسئول على قصف منطقة ورشفانة بالأسلحة الثقيلة .
وقال مجلس النواب في بيانه " إننا إذ ندين هذه الأعمال الإجرامية التي تنتهك حقوق الإنسان ، ونؤكد أن يد القانون ستطال مرتكبي هذه الجرائم وسيقدمون للعدالة" ، وطالب الإلتزام بقراره رقم (3) بشأن وقف إطلاق النار ، داعيا مديريات الأمن إلى حفظ الأمن وحماية المدنيين.
وقد استمرت العمليات العسكرية في مناطق الماية والمعمورة والزهراء والنجيلة ومناطق ورشفانة بالعاصمة طرابلس .
وقالت المنظمة الوطنة لحقوق الانسان الليبية في بيان لها ، "إن "فجر ليبيا" استخدمت الأسلحة الثقيلة وصواريخ في قصف ماوصفته بـ"العشوائي الممنهج" الذي طال الأبرياء والمدنيين وأدّى إلى تدمير بعض المنازل" ، وأضافت " أنها رصدت وقوع عشرات من الجرحى والمصابين والقتلى في صفوف الأطفال والنساء والشيوخ والمدنيين".
وطالبت اللجنة مجلس النواب بضرورة التحرك من أجل إيقاف التشكيلات المسلحة عن القيام بجرائم وانتهاكات مروعه بحق المدنيين العزل في مناطق ورشفانة.
وبدوره قال المكتب الاعلامي لقوات "فجر ليبيا" في بيان له ، إن " ميليشيات ما يسمى بجيش القبائل ورشفانة ، قامت بقصف معسكر ال27 بجميع أنواع الأسلحة ، وهذا ما جعل عناصر "فجر ليبيا" يتقدمون داخل منطقة ورشفانة حوالي 5 كيلومترات ، لتطهيرها من بقايا نظام القذافي " ، وأضافت ، أن من يقوم بالعملية والتوغل نحو المنطقة المذكورة ، هو صلاح وادي أحد قادة ثوار ورشفانة رفقة قوة تابعة لفجر ليبيا .
وكان يشغل معسكر الـ27 للقوات الخاصة بالجيش الليبي ، قوات تابعة للدرع ليبيا (لواء الغربية) وغرفة عمليات ثوار ليبيا ، لكنه سقط بيد قوات تابعة للقبائل الليبية قبل شهر ، بعد معارك عنيفة استمرت أربعة أيام ، سقط فيها أكثر من 40 قتيلاً .
و أدانت مؤسسات المجتمع المدني ، بتاورغاء الليبية ، "اقتحام قوات "درع الوسطي" لمخيم الفلاح ، وقتل أحد أفراده ، وإصابة ثلاثة آخرين ، وشجبت في بيان لها ، "القصف العشوائي الذي طال السكان ومقار إقامتهم ، فضلا عن القبض على عدد منهم بدون وجه حق ، محمّلة المسؤولية لقوات "فجر ليبيا" وتطالبهم بتقديم الجناة للعدالة.
وقد أدانت عملية "فجر ليبيا" ما وصفته بـ "الهجوم الجبان" الذي وقع على مخيم للنازحين من مدينة تاورغاء ، ما أدي إلي سقوط قتيل وإصابة ثلاثة من المدنيين" ، متعهدة "بالتعاون من الجهات الأمنية لتعقب الجناة وتقديمهم للعدالة".
وذكر بيان مقتضب لعملية "فجر ليبيا" اليوم " نرفض كل مظاهر الفلتان الأمني بالعاصمة" ، داعية مديرية أمن العاصمة لبذل كل جهودها للوفاء بكل احتياجاتها ، متعهدة بمد يد العون للجهات الأمنية.
في المقابل ، أكد عضو لجنة الأزمة بالمجلس المحلي طرابلس ناصر الكريوي ، أن الحياة في العاصمة عادت إلى طبيعتها والوضع العام بالمدينة آخذ في التحسن بعد توقف الاشتباكات ، مضيفا أن اللجنة تسعى جاهدة لتوفير كافة الاحتياجات الرئيسية للمواطنين.
وقال الكريوي في تصريحات له إن " لجنة الأزمة تبذل جهودا كبيرة لتوفير كافة الاحتياجات الأساسية للمواطنين في العاصمة بعد توقف الاقتتال الدائر فيها " ، موجهاً الدعوة إلى كافة الموظفين خصوصا في المرافق العامة للانتظام في العمل وتسهيل إجراءات المواطنين ، وأضاف أن " الأسر النازحة من العاصمة بدأت في العودة تدريجيا إلى منازلها بعد توقف الاشتباكات وتحسن الوضع الأمني" ، لافتاً إلى أن عدد الاسر النازحة خلال فترة الاشتباكات التي شهدتها العاصمة تجاوز 12 الفا و600 أسرة أغلبهم من مناطق قصر بن غشير وطريق المطار ومشروع الهضبة وحي الأكواخ وغيرها.
والسؤال الذي يطرح نفسه الآن هل بعد هذه الاشتباكات والقصف والاقتحامات ، عاد الهدوء والاستقرار فعلا للعاصمة الليبية طرابلس؟