لندن - أ ش أ
رجحت هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي" الخميس وقوف تنظيم القاعدة في اليمن وراء التفجيرات التي وقعت صباح الخميس في محيط وزارة الدفاع في العاصمة صنعاء وأسفرت عن مصرع 30 شخصا حتى الآن. وأوضحت في تعليق بثته على قناتها التليفزيونية أن الوسائل والتكتيكات المستخدمة في تلك التفجيرات والتي دائما يعقبها هجوم مسلحين على مقر مستهدف وحدوث تبادل لإطلاق النار جميعها دلالات تشير إلى تورط أفراد تنظيم القاعدة في ذلك الحادث، معيدة إلى الأذهان حادثتي منشأة إن أميناس الجزائرية العام الماضي وتفجيرات مومباي في يوليو عام 2011. وألمحت إلى أن القاعدة في اليمن دائما ما تتبع استراتيجية ذات وجهين، فالأول هو محاولة السيطرة على أراض معينة وإرساء الشريعة داخل أنحاءها ومع فشل تلك المحاولات، تبدأ في اللجوء إلى أسلوب أخر ألا وهو الهجمات الإرهابية باستخدام مفجرين انتحارين. واستبعدت الشبكة بعض التقارير التي تشير إلى وجود علاقة بين الرئيس السابق علي عبدالله صالح القاعدة، فهذا الكلام عار عن الصحة ولا يوجد دليل واحد يثبت صحته، فوجود القاعدة داخل اليمن حقيقة قوية تتجسد على أرض الواقع وتعد أقوى أفرع التنظيم الذي يغلب عليه الفكر الجهادي الذي أرساه زعيم التنظيم أيمن الظواهري ومساعده زعيم فرع التنظيم في اليمن أبوبصير الوحيشي. وأشارت إلى أن القاعدة تستغل أيضا الغضب العارم بين المدنيين من الهجمات التي تشنها طائرات أمريكية بدون طيار وتستقطب المزيد منهم لتجنيدهم كمقاتلين وتقنعهم بضرورة القتال بين صفوفها، لذا فإن وجود فرع التنظيم في اليمن بات يزداد قوة يوما تلو الآخر مع قيامها بعمليات أخرى خارج اليمن واستعانتها بعدة مقاتلين محنكين من فرعي التنظيم في العراق وأفغانستان يتميزون بالعديد من المهارات الفنية والقتالية. وعزت الشبكة تعرض صنعاء إلى الهجمات الإرهابية المتكررة إلى ما وصفته ب "هشاشة" الحكومة الحالية وعجزها عن إرساء الاستقرار والأمن داخل العاصمة التي من المفترض أن تحظى بالمزيد من السيطرة والأمن من قبل الحكومة، حيث ينبغي على الحكومة مواجهة تلك التحديات داخل العاصمة فعدم قدرتها على المواجهة سيجعلها عاجزة عن السيطرة على الوضع الأمني في المناطق البعيدة عن العاصمة في الجنوب أو الشمال.