صنعاء ـ أ.ش.أ
دخل اليمن منعطفا جديدا يكسوه العنف المسلح المغلف بغطاء سياسي في محاولة لجره إلى أتون الصراع المسلح ومزيد من إراقة الدماء وسط انشغال الشارع السياسي اليمني كثيرا هذه الأيام بقضيتي التمديد للرئيس اليمنى الانتقالى عبدربه منصور هادي بعد انتهاء فترته الرئاسية. ويأتي ذلك وسط مطالبات من جانب سفراء الدول العشر الراعية لاتفاق المبادرة الخليجية الخاصة بنقل السلطة في اليمن هيئة رئاسة مؤتمر الحوار الوطني بالعمل على اختتام مؤتمر الحوار الوطني قبل الموعد المحدد لانعقاد الجلسة المرتقبة لمجلس الأمن الدولي المخصصة لاستعراض سير العملية السياسية في اليمن المقررة في 27 نوفمبر الجاري. وأكد مصدر يمنى مسئول بلجنة التوفيق المنبثقة عن مؤتمر الحوار أن سفراء الدول العشر الراعية لاتفاق المبادرة الخليجية، شددوا في رسالة خطية وجهوها لهيئة رئاسة مؤتمر الحوار على حسم السقف الزمني لإنهاء أعمال المؤتمر قبل انعقاد جلسة مجلس الأمن الخاصة باليمن الأربعاء القادم، لافتا النظر إلى أنه تم إشعار سفراء الدول العشر في الاجتماع الذي عقدوه مع أعضاء لجنة التوفيق بأنه في حال تم حسم شكل الدولة خلال الأيام القليلة المقبلة فسيتم اختتام مؤتمر الحوار قبل الموعد المحدد لانعقاد جلسة مجلس الأمن . وكشف المصدر عن بدء لجنة التوفيق المنبثقة عن مؤتمر الحوار بإعداد التقرير النهائي لمؤتمر الحوار استعدادا لاختتام أعماله التي امتدت شهرين إضافيين بعد تجاوز السقف الزمني المحدد لانعقاده في ال 18 سبتمبر الماضى . بدوره، قال الرئيس الدوري لتكتل اللقاء المشترك حسن زيد إنه يشعر بالصدمة والقلق بسبب حادث اغتيال عضو مجلس النواب عضو مؤتمر الحوار الوطني عبد الكريم جدبان ، و فى هذا التوقيت خاصة مع قرب ختام مؤتمر الحوار الوطنى بموجب المبادرة الخليجية واليتها التنفيذية المزمنة له دلالة خطيرة تعزز دلالة استهداف محمد علي العماد وهو أن هناك جهات ما تريد توسيع دائرة العنف والمواجهة من شمال الشمال إلى كل بيت وحارة في اليمن. وأشار الرئيس الدوري لتكتل اللقاء المشترك -فى تصريح اليوم /السبت/- إلى أنه يشعر بالرعب والخوف على اليمن وأبناء اليمن الذين يُراد تدمير كل مقومات العيش في وطنهم الذي يعاني من الفقر والأمراض، وانعدام الخدمات، قائلا "أشعر بالمسؤولية وأحملها للقيادات الفكرية والسياسية والاجتماعية التي تعتقد أنها ستظل بمنأى عن النار التي يشعلها بعض المرضى الموتورين في ظل صمت الأغلبية"، ومحذرا من أن يشعل الحادث النار الطائفية. وانشغل الشارع السياسي اليمني هذه الأيام بقضية التمديد للرئيس عبدربه منصور هادي بعد انتهاء فترته الرئاسية لمدة سنتين، بعد جدال طويل بين مؤيد ومعارض لقضية التمديد. وأبدى المعارضون لقضية التمديد مخاوفهم الشديدة من تحول الرئيس اليمنى الانتقالى عبد ربه منصور هادي الى رئيس مدى الحياة، على غرار سلفه الرئيس علي عبدالله صالح، الذي كان يخلق المبررات ويقوم بالتعديلات الدستورية بين الحين والآخر من أجل تهيئة الأجواء وشرعنة بقائه في السلطة مدى الحياة، ولم يتم نزعه من كرسي السلطة الا عبر الثورة الشعبية. فيما علق دبلوماسيون وسياسيون بالعاصمة صنعاء على التوجه القائم حاليا في اليمن بشأن التمديد للرئيس الانتقالى هادي بالقول ‘إن الرئيس هادي على ما يبدو يعمل جاهدا منذ توليه السلطة قبل أقل من عامين على ترسيخ كرسي السلطة ولم يسع الى ترسيخ النظام والأمن، لهدف واضح وهو خلق مبررات لبقائه في السلطة أطول فترة ممكنة، بتمرير عدم الاستقرار وإدارة البلد بالأزمات’. وفي سياق متصل، أعلن الحراك الشمالي المناهض لسياسة الرئيس الانتقالى عبد ربه منصورهادي عن فتح باب التسجيل للمتطوعين لتنفيذ اعتصام لمدة اسبوع واضراب مفتوح عن الطعام امام مكتب الامم المتحدة بصنعاء حتى يتم الغاء فكرة التمديد للفترة الرئاسية لهادي. وقال الحراك الشمالي في بيان رسمي ،هذه القائمة ستضم ألف متطوع لتنفيذ اعتصام لمدة أسبوع أمام مقر الأمم المتحدة، ومن ثم تنفيذ إضراب عن الطعام حتى يتم إلغاء أي إجراءات للتمديد للرئيس الانتقالى هادي’. وعلى الرغم من هذه التحركات المناهضة للتمديد لهادي، يرى الكثير من السياسيين ضرورة بقاء هادي في السلطة خلال الفترة المقبلة، لاستكمال استحقاقات الثورة الشعبية، بحسم القضايا العالقة وفي مقدمتها القضية الجنوبية واستكمال صياغة وإقرار الدستور الجديد وفق مخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل، وكذا إجراء الانتخابات العامة، خاصة وأن هادي هو الشخص الذي يحظى بالقبول من قبل مختلف الأطراف وهو الوحيد القادر على اتخاذ القرارات الحاسمة بشأن مختلف القضايا.