سيول ـ أ.ف.ب
رفعت كوريا الجنوبية وحليفتها الولايات المتحدة الاربعاء مستوى التأهب العسكري المشترك بينهما في مواجهة "تهديد حيوي" من كوريا الشمالية التي قد تكون على وشك اطلاق صاروخ او اكثر مع اقتراب ذكرى عيد ميلاد مؤسسها في 15 الجاري. وقال مسؤول عسكري فضل عدم الكشف عن هويته لوكالة يونهاب الكورية الجنوبية ان القيادة المشتركة للقوات الاميركية والكورية الجنوبية رفعت من 3 الى 2 مستوى التأهب المشترك ما يشير الى "تهديد حيوي" او "تهديد قاتل". والمستوى 1 يعني حالة الحرب. لكن المستوى الحالي يعني تعزيز اجراءات المراقبة والاستخبارات العسكرية وليس استنفارا عملانيا للجيوش. وقال وزير الخارجية الكوري الجنوبي يون بيونغ-سي امام البرلمان ان اطلاق صاروخ يمكن ان يحصل "في اي وقت اعتبارا من الان" محذرا بيونغ يانغ من العقوبات الجديدة التي ستفرض عليها في حال قيامها بمثل هذا العمل. كما اعلنت اليابان الاربعاء "حالة الاستنفار" لاعتراض اي صاروخ يهدد الارخبيل. وكانت اليابان نشرت الثلاثاء صواريخ باتريوت في قلب عاصمتها استعدادا للدفاع عن سكان طوكيو الكبرى البالغ عددهم 30 مليونا من اي هجوم كوري شمالي محتمل. ومن المرتقب نشر بطاريات ايضا لاعتراض صواريخ في جزيرة اوكيناوا بجنوب البلاد. وقد وجه الامين العام للامم المتحدة بان كي مون خلال زيارته الى روما الثلاثاء نداء من اجل التهدئة معتبرا ان مستوى التوتر "خطير جدا". وقال "ان حادثة صغيرة ناجمة عن حسابات او احكام خاطئة يمكن ان تخلق وضعا يخرج عن السيطرة". وكثفت بيونغ يانغ في الاسابيع الاخيرة من تصريحاتها الحربية بسبب العقوبات الجديدة التي فرضتها الامم المتحدة عليها بعد التجربة النووية التي اجرتها في شباط/فبراير وغضبها من المناورات العسكرية المشتركة الجارية بين الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية. ونصبت بيونغ يانغ على ساحلها الشرقي صاروخي موسودان اللذين يمكن ان يبلغ مداهما اربعة الاف كلم ويطالا نظريا كوريا الجنوبية او اليابان او حتى جزيرة غوام حيث توجد قاعدة اميركية بحسب سيول. وتقول الاستخبارات العسكرية الكورية الجنوبية ان كوريا الشمالية اصبحت مستعدة لاطلاق صاروخ، مشيرة الى ان ذلك قد يحصل قرابة 15 نيسان/ابريل في ذكرى عيد ميلاد مؤسس كوريا الشمالية كيم ايل سونغ الذي توفي في 1994. ونقلت وكالة انباء يونهاب عن مصدر حكومي القول ان النظام الكوري الشمالي يمكن ان يقوم باطلاق عدة صواريخ. فقد تم رصد آليات تحمل بطاريات اطلاق وهي تنقل صواريخ سكود التي يبلغ مداها مئات الكيلومترات ورودونغ البالغ مداها اكثر من الف كلم. وقال المصدر "هناك مؤشرات متزايدة على تحضيرات لاطلاق عدة صواريخ". وبعد ان اعتبرت بعض الدول هذه التهديدات مجرد مزايدات، لوحت كوريا الشمالية الثلاثاء بالتهديد بحرب "نووية" ونصحت الاجانب في كوريا الجنوبية بالرحيل. وتتساءل كوريا الجنوبية وحلفاؤها الغربيون حول النوايا الفعلية للزعيم الكوري الشمالي الشاب كيم جونغ-اون الذي لم يبلغ الثلاثين من العمر بعد وخلف والده كيم جونغ ايل عند وفاته في كانون الاول/ديسمبر 2011. وحذر وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الاربعاء من تأثير المناورات العسكرية على الازمة مع كوريا الشمالية، لكنه قال ان موسكو وواشنطن متفقتان في موقفهما من الوضع. وصرح لافروف للصحافيين "بخصوص كوريا الشمالية ليست لدينا خلافات مع الولايات المتحدة" في اثناء لقاء مع نظيره الاميركي جون كيري في لندن على هامش اجتماع وزراء خارجية مجموعة الثماني. وتابع "ينبغي الا يخيف احد الاخرين بمناورات عسكرية وهناك فرص كبيرة في تهدئة الامور كلها"، من دون ان يوضح اسماء البلدان التي تجري هذه المناورات. واعلن الاتحاد الاوروبي الاربعاء انه لا ينوي في هذه المرحلة اجلاء بعثاته الدبلوماسية لا من بيونغ يانغ او من سيول. وقال متحدث باسم وزيرة الخارجية الاوروبية كاثرين اشتون "على رغم التوترات الحالية التي تحاول كوريا الشمالية عمدا زيادتها عبر خطاب عدائي، نعتبر ان الوضع في كوريا الشمالية لا يبرر اجلاء البعثات الدبلوماسية للدول الاعضاء في الاتحاد الاوروبي". والاربعاء كان ابرز مركز حدودي صيني مع كوريا الشمالية في داندونغ (شمال-شرق) مغلقا امام مجموعات السياح كما قال مسؤول في الجمارك في هذه المدينة مشيرا في المقابل الى ان الحدود مفتوحة امام الاعمال. وقال المسؤول رافضا الكشف عن اسمه ان "وكالات السفر لا يسمح لها بالتوجه الى هناك لان الحكومة الكورية الشمالية تطلب من الاجانب مغادرة البلاد. لكن على حد علمي بامكان رجال الاعمال الدخول الى كوريا الشمالية والخروج منها بحرية". وكانت بيونغ يانغ سحبت الثلاثاء الموظفين الكوريين الشماليين البالغ عددهم 53 الفا الذين يعملون في موقع كايسونغ الصناعي المشترك مع كوريا الجنوبية والواقع على اراضيها. وكانت حظرت منذ 3 نيسان/ابريل على العمال الكوريين الجنوبيين دخوله.