كشف وزير الدفاع السوداني الفريق أول عبد الرحيم محمد حسين أن الحركات المسلحة ومايعرف الآن بتحالف "الجبهة الثورية" حاولوا بعد التوقيع على اتفاق السلام بين السودان وجنوب السودان القيام  بعمليات عسكرية بهدف الضغط على الحكومة لخلق واقع تفاوضي جديد لصالح الحركة الشعبية في قطاع الشمال.   وقال الوزير السوداني في بيان  مفصل أمام برلمان بلاده،  تناول فيه  الوضع الأمني في جبهات القتال ومسارح العمليات المختلفة ،  إن تامين الجيش لقوافل السيارات والشاحنات إلى بعض ولايات دارفور عطل قيام الجيش بعمليات عسكرية نشطة لوقف خطر هذه الحركات، وهو الأمر الذي أغرى الحركات المتمردة بالهجوم أخيرًا على مناطق لبدو ومهاجرية في ولاية جنوب دارفور. وطالب  حسين بأن تتولى قوات الشرطة هذا الدور في المستقبل  والمتمثل في تأمين قوافل السيارات والشاحنات التي تحمل المؤن إلى مناطق في دارفور ، وأوضح أن الجيش استطاع تأمين قافلة تضم أكثر من 1500 شاحنة إلى مدينة نيالا في ولاية جنوب دارفور، بعد أن تكدست لأيام في مدينة الضعين، مشيرًا إلى أن قافلة الشاحنات  امتدت لمسافة طولها 35   كيلو مترًا،  واستغرق وصولها إلى جنوب دارفور وقتًا وجهدًا من القوات المسلحة كانت تحتاجه لمواصلة عملياتها العسكرية.   وعن ولايات دارفور الأخرى قال وزير الدفاع  السوداني، إن قوات حركة "العدل والمساواة" بزعامة جبريل إبراهيم  تعيش صراعات داخلية، وتتمركز في مناطق محددة  في شمال دارفور، وكذا الحال بالنسبة لحركة "تحرير السودان" التي يقودها مني أركومناوي  فقد انحصر  نفوذها بعد ضربات الجيش لها  في مناطق في ولاية جنوب دارفور. وأوضح أنه تم تأمين المدن والطرق في ولاية جنوب كردفان،  واستطاع الجيش وفي معارك شرسة  من كسر شوكة   التمرد ووقف تهديده  للمدن في الولاية واستطاع الجيش في معاركه الأخيرة من قتل قرابة 70 فردًا من قوات التمرد ، كما استطاع الجيش  وقف القصف  المدفعي  والصاروخي الذي كانت تقوم به عناصر التمرد  مستهدفة المدن الكبيرة.  وأكد أن عمليات نشطة جرت  وستجري لزيادة الرقعة الأمنية،  وفي قطاعات أخرى في غرب كردفان  استطاع الجيش في معاركه الأخيرة من تكبيد المتمردين خسائر في الأرواح والعتاد والاستيلاء على دبابات  وسيارات دفع رباعي. وأشار إلى أن الجهد الذي قام به الجيش أسهم في تامين حقول البترول  وزيادة الإنتاج النفطي للبلاد بشكل كبير،  كما  تم تأمين قرابة 326 كيلو مترًا من الحدود بين بلاده وجنوب السودان ، و استعرض الوزير في بيانه الخروقات والانتهاكات التي قامت بها المجموعات والحركات المتمردة.  وأوضح أن خطة القوات المسلحة الخاصة بزيادة عدد أفرادها  وتنوع التسليح وتكثيف عمليات التدريب والتأهيل  بمقدورها  الدفاع عن الوطن  واستقراره، مشيرًا إلى أن القوات المسلحة قامت بدور إيجابي في تأمين مناطق التعدين الأهلي  في ولايات عديدة، إضافة إلى مكافحة  عمليات التهريب،  وتأمين مشروعات التنمية الاستراتيجية من طرق وجسور  واستقطاب عدد من الراغبين في الانسلاخ من الحركات المتمردة، إضافة إلى إفشالها لمخططات كانت تنوي الحركات  تنفيذها، معتبرًا أن حملة الجيش الواسعة لضبط الأسلحة تعد من أبرز النجاحات. وتحدث  وزير الدفاع السوداني عن الوضع الأمني والعسكري في ولاية النيل الأزرق، وقال إن قوات التمرد سعت منذ فترة للقيام بعمليات بهدف احتلال  مواقع  وقطع   الطريق الاستراتيجي الرابط بين الكرمك  والدمازين حيث قامت هناك بعمليات محدودة ،  مشيرًا إلى أن الجيش كبّدهم في المعارك الأخيرة أكثر من 80 قتيلًا، و استولى على أسلحة ومعدات عسكرية متطورة من بينها دبابات حديثة.