دبي – صوت الإمارات
أكد مشاركون في جلسة "الإنسانية في مواجهة التطرف"، أن غياب مفهوم وتعريف واضح للإرهاب أحدث ازدواجية في التعامل معه، حسب الميول والاتجاهات السياسية. وكشفوا أن 90% من المنضمين للجماعات الإرهابية تم تجنيدهم من خلال وسائل التواصل الاجتماعي، وطالبوا الإعلام بالتكاتف في محاربة الإرهاب، خصوصًا أن هناك إعلام دول يخدم ويدعم الإرهاب من خلال تبرير وجوده.
وأفاد رئيس تحرير صحيفة "الشرق الأوسط" سلمان الدوسري، بأن الإرهاب تطور خلال السنوات الأخيرة، ليملك جيوشًا ودولًا، بعد أن كان يمارس أعماله من خلال منظمات صغيرة متخفية، وأصبح في نشاطه يستهدف جيوش دول قوية بعد أن كان يتعامل مع بؤر صغيرة.
وأوضح أنه في ظل غياب معايير ومفاهيم واضحة ومحددة للإرهاب على مستوى العالم، فإن دولًا سخّرته حسب ميولها واتجاهاتها السياسية، وأصبحت تتعامل بازدواجية مع الأحداث في العالم العربي، مطالبًا بضرورة معالجة الإرهاب كظاهرة اجتماعية بشكل أساسي، مؤكدًا أن التراخي في معالجته من هذه الزاوية من شأنه التأخر كثيرًا في وضع حد له.
وأشار إلى أن 80% من العمليات الإرهابية صنع منفذوهًا موادهم المتفجرة من خلال شروحات متوافرة عبر الإنترنت، إضافة إلى أن 90% من المنضمين للجماعات الإرهابية تم تجنيدهم من خلال وسائل التواصل الاجتماعي، الأمر الذي يوجب فرض رقابة أكبر على هذه النافذة الخطرة، ومعالجة مهدداتها.
وذكرت الكاتبة الصحافية عائشة سلطان، أن سبب عدم الانتهاء إلى تعريف محدد للإرهاب يعود إلى عدم رغبة البعض في ظهوره، لأنها قد تقع في دائرته، ويمكن القول إن "الإرهاب هو حالة إجرام منظم مستمر تقوم به جماعات بهدف سياسي في الأغلب"، وهذا يختلف عن العمل الإجرامي الفردي الذي يدخل تحت اسم "العمل الجنائي".
وأكدت أن العالم العربي لم يعد الضحية والجلاد في مواجهة هذه الظاهرة، فالدول المتقدمة والكبرى تتعرض لمثل هذه الهجمات الإرهابية، ومن الواضح أن الأمر سيستمر ما لم يقف الجميع في مواجهتها بالتعرف إلى أسبابها، ومعالجتها، فهي لا تعد ظاهرة كونية يمتنع حلها.
وعزت أسباب انضمام الشباب للجماعات الإرهابية إلى ما يتعرضون له من "غسل الأدمغة"، والتأثر بالفكر المتطرف، إضافة إلى التربية الخاطئة، خصوصًا في المدارس، التي ربما تحتضن بعض حاملي هذا الفكر، ويعملون على نشره بين الطلبة.
وأوضح الكاتب والمحلل السياسي عبدالوهاب بدر خان، أن الخلاف على تعريف الإرهاب يظهر بسبب المجادلات السياسية حوله، فالولايات المتحدة الأميركية مثلًا ترفض أمورًا معينة في هذا الشأن بهدف إبعاد أي شبهة عن إسرائيل.
وذكر أن الأجندة الدينية حاضرة بشكل كبير في العمل الإرهابي الذي يسيطر على الساحة في عدد كبير من الدول العربية والإسلامية، فالجماعات المتطرفة تعتبر هذه الأجندة جواز مرور لشرائح الشباب الذين وجدوا على قارعة الطريق الفكري، ولم تتح لهم فرص أخرى لينخرطوا في العمل الإرهابي والمتطرف، ولذلك فإن هذه الجماعات قد أساءت للدين وللمجتمع معًا.
وطالب الباحث والمحلل السياسي هيثم الهيتي الإعلام العربي بالتكاتف في مواجهة الإرهاب، ومحاربته للقضاء عليه إعلاميًا، وذكر أن 80% من المدن التي كانت تحت حكم "داعش"، ترغب في حكم علماني، فيما تبين رضا 10% فقط منهم عن طريقة حكمهم، وذلك حسب دراسة أجراها بالتعاون مع إحدى المؤسسات البحثية العالمية.
وذكر الهيتي أن الإرهاب استخدمه الغرب كدعاية سياسية لتشويه صورة الإسلام في أذهان مجتمعاته، على الرغم من وجود فروق جوهرية بين الإرهاب الذي صدرته أفغانستان والموجود في سورية والعراق.