غزة - صوت الامارات
قتل أربعة فلسطينيين بينهم شاب هاجم جنديا وأصيب نحو 270 بجروح في مواجهات مع الجيش الإسرائيلي إثر تظاهرات حاشدة الجمعة في الضفة الغربية المحتلة وقطاع غزة ضد الاعتراف الاميركي بالقدس عاصمة لاسرائيل.
وبذلك ارتفع الى ثمانية عدد القتلى منذ بدء حركة الاحتجاج في الأراضي الفلسطينية على قرار ترامب الذي يشكل انعطافا في السياسة الأميركية ازاء النزاع الفلسطيني الإسرائيلي.
وخرج عشرات آلاف الفلسطينيين في مسيرات وتظاهرات غاضبة بعد صلاة الجمعة أعقبتها مواجهات في القدس القديمة وعند النقاط الساخنة من شمال الضفة الغربية المحتلة الى جنوبها قرب الحواجز العسكرية وكذلك على طول الشريط الحدودي شرق قطاع غزة.
ومنذ قرار ترامب، شارك عشرات الاف العرب والمسلمين والناشطين المؤيدين للقضية الفلسطينية حول العالم في مسيرات وتظاهرات احرقت خلالها اعلام الولايات المتحدة واسرائيل وداس فيها متظاهرون على صور ترامب.
وفي الضفة الغربية المحتلة، جرت أعنف المواجهات في رام الله والبيرة وفي الخليل وبيت لحم وطوباس وحوارة وطولكرم.
وفي شمال البيرة، قرب رام الله، طعن الفلسطيني محمد عقل (29 عاما) جنديا من حرس الحدود، فرد الجنود باطلاق ثلاث رصاصات عليه نقل إثرها الى مستشفى في رام الله حيث توفي بعد ساعات. وظهر في الصور التي التقطت انه كان يضع ما يشتبه بانه حزام ناسف، لكن لم يتم التأكد من انه كان معدا للانفجار.
وأكدت وزارة الصحة الفلسطينية في آخر حصيلة لها أن فلسطينيا ثانيا قتل في الضفة الغربية هو باسل مصطفى ابراهيم (29 عاما) الذي أصيب برصاصة في الصدر خلال مواجهات في بلدة عناتا الملاصقة للقدس.
وفي قطاع غزة الذي لا يزال خاضعا لسيطرة حركة حماس، قتل فلسطينيان، هما ابراهيم ابو ثريا (29 عاما) وهو مُقعد وياسر سكر (23 عاما)، برصاص الجيش الاسرائيلي، بينما أصيب نحو 150 غيرهم بالرصاص الحي خلال مواجهات قرب الشريط الحدودي شرق غزة.
وقبل مقتله، ظهر أبو ثريا الذي فقد كلا ساقيه في شريط فيديو لوكالة فرانس برس، وهو يجلس على كرسي متحرك ويحمل العلم الفلسطيني، ويظهر ايضا وهو يزحف رافعا علامة النصر مباشرة امام السياج الفاصل للحدود وعلى مرأى من الجنود الاسرائيليين.
وأحصت وزارة الصحة 103 اصابات بينها اصابتان خطرتان في الضفة الغربية و164 اصابة في غزة بينها خمس اصابات خطرة، وجميعهم نقلوا الى المشافي الحكومية مصابين بالرصاص المطاطي والرصاص الحي.
واعلنت ان اكثر من الفي فلسطيني اصيبوا خلال المواجهات مع الجيش الاسرائيلي المستمرة منذ اسبوع.
وقال الجيش الإسرائيلي ان نحو 2500 فلسطيني شاركوا في المواجهات في الضفة الغربية، ونحو 3500 في غزة.
وشهدت القدس صدامات خفيفة بعد صلاة الجمعة.
وفي الأردن تظاهر الآلاف الجمعة واحرقوا العلمين الإسرائيلي والأميركي في تظاهرات دعت اليها الحركة الاسلامية.
- خيار الانتفاضة -
ومنذ أن أدار ترامب ظهره لعقود من الدبلوماسية الاميركية والدولية عمت التظاهرات الأراضي الفلسطينية وقتل اربعة فلسطينيين وجرح المئات في صدامات مع الجيش الإسرائيلي الذي اعتقل العشرات. وبين القتلى اثنان من عناصر حماس قتلا في غارة اسرائيلية بعد اطلاق صواريخ من قطاع غزة لم توقع اصابات.
ولم تتخذ الاحتجاجات حتى الان ابعادا كان يخشى منها فيما حذر المجتمع الدولي من ردود فعل يتعذر ضبطها وتوعدت حركة حماس التي تسيطر على قطاع غزة المحاصر بفتح "ابواب جهنم" على المصالح الاميركية، ودعت الى "انتفاضة جديدة".
ودعت حركة حماس الخميس الى جعل كل يوم جمعة "يوم غضب".
وتأتي التظاهرات والمواجهات قبل ايام من زيارة نائب الرئيس الأميركي مايك بنس الى اسرائيل بعد ان رفض الرئيس الفلسطيني محمود عباس لقاءه وأعلن الفلسطينيون انهم ما عادوا يعتبرون الاميركيين وسيطا في اي مفاوضات مع إسرائيل.
ولا يقتصر الاعتراف الأميركي بالنسبة للفلسطينيين الذين ينشدون اقامة دولة فلسطينية عاصمتها القدس الشرقية في الضفة الغربية وغزة المنفصلتين جغرافيا، على كونه حكما مسبقا على نتائج المفاوضات التي يفترض ان تبحث وضع المدينة المقدسة. بل انه يمثل انكارا للهوية العربية للقدس الشرقية التي ضمتها اسرائيل دون اعتراف دولي.
ومنذ 1980، تتعامل اسرائيل مع القدس بكاملها بصفتها عاصمتها "الأبدية الموحدة".
وافاد استطلاع راي اجراه مؤخرا المركز الفلسطيني للبحوث السياسية والمسحية ان 45% من الفلسطينيين يؤيدون انتفاضة شعبية لحل النزاع المزمن مع اسرائيل. وقبل ثلاثة اشهر ايد 35% منهم المقاومة المسلحة، واعتبر مدير المركز خليل الشقاقي ان "التفسير الممكن الوحيد" لهذه الزيادة يكمن في اعلان ترامب.
- غزة قابلة للانفجار -
ويعزى غياب التعبئة الكبرى الى فعالية القوات الاسرائيلية وتعاون الاجهزة الامنية التابعة للسلطة الفلسطينية، نواة الدولة العتيدة ومحاورة اسرائيل، على ما صرح الشقاقي لفرانس برس.
كما عزا ذلك الى ان "حماس ضعيفة جدا في الضفة الغربية وان حركة فتح لا تؤيد النضال المسلح".
واضاف ان "ذلك لا يبدو موشكا على التغير"، الا في حال بروز "شيء لا يطال فحسب الوضع السياسي للقدس. وهذا المكون الديني العاطفي غائب حاليا".
ويرى الفلسطينيون ان الاعتراف بالقدس عاصمة لاسرائيل "لا يمثل تغييرا جذريا للواقع"، نظرا الى ان القدس الشرقية خاضعة لسيطرة اسرائيل بالكامل بحسب الشقاقي.
في المقابل يحذر الخبراء من الاستنتاجات المتسرعة، ففي اقل من عشرة ايام اطلقت 12 قذيفة وصاروخا على الاقل من قطاع غزة المحاصر على اسرائيل، في زيادة بارزة عن الوتيرة المعتادة منذ نهاية حرب 2014. ورد الجيش الاسرائيلي باستهداف 10 مواقع في القطاع.
ويرى الخبراء، وسط احتمال انفجار الوضع، ان خطر التصعيد ليس بعيدا ابدا، حتى لو ان اسرائيل وحماس لا تجدان مصلحة فيه حاليا.
واتهم الرئيس التركي رجب طيب اردوغان الجمعة الولايات المتحدة "بالقاء قنبلة في الشرق الاوسط"، فيما حذر إمام وخطيب المسجد الحرام في مكة المكرمة الشيخ صالح بن محمد آل طالب من ان قرار ترامب سيؤجج "العنف والكراهية"، داعيا المسلمين الى الوحدة في مواجهة القرار.