أطفال العراق

أكدت منظمة الأمم المتحدة للطفولة "يونيسف"، أن ثلث أطفال العراق ويشكلون 3.6 مليون طفل يواجهون الخطر بسبب أعمال العنف والارهاب، وذكر تقرير للمنظمة ورد لـ"العرب اليوم" نسخة منه، "هناك 3.6 مليون طفل في العراق – أي واحدٌ من بين كل خمسة من مجموع الأطفال العراقيين – معرضون لخطر الموت والإصابة والعنف الجنسي والتجنيد القسري في الاقتتال والاختطاف".

ويكشف تقرير المنظمة الذي حمل عنوان "ثمن باهظ يدفعه الاطفال" عن زيادة عدد الأطفال المعرضين لخطر هذه الخروقات بـ 1.3 مليون طفل خلال فترة 18 شهراً فقط، وبحسب التقرير "فإن 4.7 مليون طفل في العراق وهم يشكلون ثلث أطفال البلاد يحتاجون للمساعدات الانسانية، بينما تواجه الأسر تدهورًا في الظروف المعيشية عقب العمليات العسكرية الأخيرة في الفلوجة وحول الموصل".

ونقل البيان عن ممثل اليونيسف في العراق بيتر هوكينز قوله: إن "الأطفال في العراق، دون أي ذنب ارتكبوه، يجدون أنفسهم وسط خط النار" مناشدًا "جميع الأطراف إلى ضبط النفس واحترام وحماية الأطفال في البلاد، فما زال بإمكاننا إعادة الأطفال الى طفولتهم من خلال توفير الدعم اللازم للتعافي من ويلات الحرب، والاسهام في جعل العراق أكثر سلماً وازدهاراً".

ويوثق تقرير اليونيسف حجم وتعقيد الأزمة في بلدٍ لا يزال يترنح من آثار ما يقرب من أربعة عقود متواصلة من النزاع وانعدام الأمن والإهمال والأثر السلبي على الأطفال، ويكشف التقرير عن "معدلات مروعة لحالات اختطاف الأطفال، بمجموع 1496 حالة اختطاف أطفال دون سن 18 عاماً حدثت في البلاد على مدى العامين والنصف الماضيين، وهذا يعني أن 50 طفلاً يُختطفون شهرياً، حيث يُرغَم العديد منهم على الانضمام إلى القتال أو يتعرضون للاعتداء الجنسي".

وكشف الممثل اليونيسف في العراق إلى أن "خطف الأطفال من بيوتهم ومدارسهم ومن الشارع أمراً مروعاً، ويجري اقتلاع هؤلاء الأطفال من حضن أسرهم ويتم إخضاعهم إلى أكثر أنواع الإساءة والاستغلال فظاعةً وإثارة للإشمئزاز".

وبحسب التقرير "فقد أجبر ما يقارب عشرة في المائة من الأطفال - أكثر من 1.5 مليون طفل على الفرار من منازلهم بسبب العنف منذ بداية عام 2014، وفي كثير من الأحيان نزحوا لمرات عدة، في حين هناك مدرسة واحدة من بين كل خمس مدارس لم تعد صالحة للاستخدام بسبب النزاع، ويوجد ما يقرب من 3.5 مليون طفل ومراهق ممن لم يتمكنوا من الاستمرار في التعليم".ودعت اليونيسف إلى "اتخاذ إجراءات عاجلة لحماية حقوق الطفل في العراق، فهناك خمس خطوات ملموسة يجب اتخاذها على الفور، من خلال "إيقاف أعمال القتل والتشويه والاختطاف والتعذيب والاعتقال والعنف الجنسي وتجنيد الأطفال، كما يجب إيقاف الهجمات التي تستهدف المدارس والمرافق الطبية والعاملين فيها".

وأكد على "ضمان إيصال المساعدات الإنسانية دون عوائق ودون قيد أو شرط لجميع الأطفال أينما كانوا في البلاد، بما في ذلك المناطق التي لا تخضع لسيطرة الحكومة، وفي المناطق التي تقع تحت النزاع الدائر، يجب تأمين ممرات آمنة للمدنيين الراغبين في مغادرتها وضمان تلقيهم للخدمات التي تلبي احتياجاتهم".

ودعا إلى "توسيع نطاق وتحسين الخدمات التعليمية للأطفال الذين هم خارج المدرسة، من خلال توفير الصفوف المدرسية الإضافية للحاق بالركب، وزيادة فرص الحصول على التعليم والتعلم وتزويد المدرسين والأطفال بالمستلزمات والمواد التعليمية والتدريب، وهؤلاء هم الأطفال الذين سوف يعيدون بناء العراق ويساهمون في صنع مستقبلٍ أكثر سلماً وازدهاراً".

وطالب "بوضع وتنفيد برامج الدعم النفسي والاجتماعي لمساعدة الأطفال على الشفاء والتعافي وإعادة التواصل مع طفولتهم".واختتم البيان الاجارءات من خلال "زيادة التمويل حيث بدأت الموارد في النفاذ مما قلّص حجم المساعدات المنقذة للحياة إلى الأطفال، وتلتمس اليونيسف 270 مليون دولار أميركي لتغطية احتياجات الاستجابة لحالات الطوارئ في العراق للعام 2016.