دبي – صوت الإمارات
أنهت الإدارة العامة لحقوق الإنسان في شرطة دبي معاناة اللاجئ "رقم 45"، وهو الأخير من بين 45 سريلانكيًا غرقت سفينة صيد كانت تقلهم أثناء محاولتهم اللجوء إلى أستراليا، وأنقذتهم سفينة سنغافورية، ثم نقلتهم إلى ميناء جبل علي، قبل أكثر من ثلاث سنوات.
وأوضح مدير الإدارة، العميد محمد المر، أن شرطة دبي أشرفت على إيواء اللاجئين السريلانكيين منذ إنقاذهم، وأنفقت عليهم، بمساهمات من جمعيات خيرية، أكثر من 667 ألف درهم.
وكشف أن "امرأة من بين الناجين، كانت حاملًا عند إنقاذها، وقد وضعت وليدتها في مستشفى لطيفة، وحظيت برعاية فائقة، هي والطفلة، طوال فترة وجودهما في دبي".
وأكد المر أن الدولة حرصت على ضمان حصول العائدين منهم إلى سريلانكا على معاملة لائقة، تضمن عدم شعورهم بالضيق النفسي، أو تعرضهم لأي ضرر، عازيًا تأخر معاناة اللاجئ "رقم 45"، حتى الأسبوع الجاري، إلى انتظار الحصول على موافقة السلطات السريلانكية على استقباله مجددًا، لافتا إلى انتهاء معاناته كليًا، والتنسيق مع السلطات السريلانكية لاستقباله، بعد مساعدته بمبلغ مالي لبدء حياة كريمة.
وذكر رئيس قسم الخدمات الإنسانية في الإدارة، الرائد عبدالمنعم شرف الهاشمي، إن 38 شخصًا من الناجين حصلوا على حق اللجوء إلى خمس دول، فيما رتبت الإدارة عودة المتبقين إلى سريلانكا.
وأشار الهاشمي إلى أن اللاجئين توزعوا بين دول عدة منحتهم حق اللجوء، إذ توجه 17 منهم إلى الولايات المتحدة، و11 إلى البرازيل، وتسعة إلى السويد، وشخص واحد إلى تشيك، وآخر إلى فنلندا، والبقية عدلت أوضاعهم للعودة إلى سريلانكا.
وأوضح أن شرطة دبي شكّلت فريقًا بالتنسيق مع وزارة الخارجية ومفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين ومنظمة الهجرة الدولية، للتعامل مع السريلانكيين الناجين، منذ وصولهم إلى دبي في أكتوبر 2012، مضيفًا أنها خصصت لهم سكنًا كريمًا، مزودًا بالخدمات الطبية والنفسية، فضلًا عن تلبية احتياجاتهم كافة، من ملابس وغذاء.
وكشف الهاشمي أن مؤسسات عدة شاركت في إنهاء معاناة اللاجئين، منها مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للأعمال الخيرية والإنسانية، التي أنفقت 120 ألف درهم، ثم منحت اللاجئ الأخير 18 ألف درهم ليتمكن من بدء حياة كريمة في بلاده، فيما أسهم مكتب الأميرة هيا بنت الحسين بـ295 ألفًا و600 درهم، وجميعة بيت الخير بـ76 ألفًا و860 درهمًا، وهيئة الهلال الأحمر في دبي بـ50 ألف درهم، وجمعية دار البر بـ25 ألف درهم، ليصل إجمالي المبالغ إلى 667 ألفًا و460 درهمًا.
وأشار الهاشمي إلى أن مفوضية شؤون اللاجئين وشرطة دبي والجهات ذات الصلة، حققت مع الناجين لضمان توافر اشتراطات اللجوء حسب القانون الدولي، ومن ثم مخاطبة الدول التي يمكن أن توفر لهم لجوءًا.
وأوضح أن المفوضية تواصلت مع الدول التي قبلت استضافتهم، كما بادر فريق العمل بالإدارة العامة لحقوق الإنسان إلى التنسيق مع قنصلية سريلانكا، بشأن الأشخاص الذين لم تقبل استضافتهم، لتوفير الوثائق اللازمة لعودتهم إلى بلادهم مجددًا.
وأشار إلى أن إجراءات تعديل أوضاع اللاجئين، سواء بنقلهم إلى الدول التي قبلتهم أو إعادتهم إلى وطنهم، استغرقت فترات متفاوتة حسب كل حالة، وأنهم زادوا شخصًا أثناء وجودهم في دبي، إذ رزقت امرأة بطفلة، وقد انتقلتا إلى الولايات المتحدة.