الشيخ خالد بن أحمد بن محمد آل خليفة

أكد الشيخ خالد بن أحمد بن محمد آل خليفة وزير خارجية مملكة البحرين أن ظاهرة الإرهاب وانتشار الجماعات الإرهابية من أخطر التحديات التي تواجه الدول العربية حيث تتخذ هذه الجماعات من الأراضي العربية مقرات لها لنشر فسادها وخطرها وإجرامها في ظل دعم من دول تقوم بإيواء المجرمين الهاربين من العدالة وفتح المعسكرات لتدريب المجموعات الإرهابية وتهريب الأسلحة والمتفجرات بالإضافة إلى الدعم المادي والإعلامي وغيرها من الممارسات التي تتعارض مع مبادئ حسن الجوار والقوانين والأعراف الدولية.

وذكرت / بنا / ان الشيخ خالد بن أحمد بن محمد آل خليفة وزير خارجية البحريني اعرب في كلمته بعد تسلمه رئاسة مجلس جامعة الدول العربية على المستوى الوزاري في دورته العادية 145 اليوم بالقاهرة من الدكتور أنور بن محمد قرقاش وزير الدولة للشؤون الخارجية .. عن خالص تقديره للجهد الكبير الذي بذلته الامارات العربية المتحدة الشقيقة خلال ترؤسها للدورة السابقة لمجلس جامعة الدول العربية على المستوى الوزاري ودورها المتميز في الوصول إلى آليات جديدة وقرارات ومواقف هامة كان لها الدور الكبير والإيجابي في العمل العربي المشترك.

واشاد بجهود الدكتور نبيل العربي أمين عام جامعة الدول العربية وجميع منتسبي الأمانة العامة في التنظيم والمتابعة والإعداد الجيد لأعمال الدورة.

واستعرض أهم التطورات والموضوعات على الساحة العربية.. مشيرا إلى أن القضية الفلسطينية أصبحت أكثر تعقيدا مما كانت عليه بسبب زيادة وتيرة الاحتلال والاستيطان والحصار والاعتداءات المتكررة على أبناء الشعب الفلسطيني الأبي والمقدسات الدينية.. داعيا المجتمع الدولي وخاصة مجلس الأمن إلى الاضطلاع بمسؤولياته القانونية والأخلاقية لتحقيق السلام الشامل والعادل وفقا لمبادرة السلام العربية وقرارات الشرعية الدولية.

وجدد موقف مملكة البحرين الثابت الرافض لاستمرار احتلال إيران للجزر الإماراتية الثلاث طنب الكبرى وطنب الصغرى وأبو موسى.. مشددا على حق سيادة الإمارات العربية المتحدة على جزرها الثلاث.

واستنكر الشيخ خالد بن أحمد بن محمد آل خليفة استمرار التدخلات الإيرانية في الشؤون الداخلية للدول العربية ومساندة الإرهابيين وتدريبهم وتهريب الأسلحة والمتفجرات ومواصلة التصريحات العدائية على كافة المستويات.. مؤكدا أن إيران لا تكترث بحسن الجوار والروابط الجغرافية والدينية ولا بمبادئ الأمم المتحدة ولا القوانين والمواثيق والأعراف الدولية.. مستشهدا بوجود جماعات إرهابية في مملكة البحرين ممولة ومدربة من الحرس الثوري الإيراني وحزب الله الإرهابي وكذلك بالعدوان الذي تعرضت له سفارة المملكة العربية السعودية في طهران وقنصليتها في مشهد.. مطالبا إيران بضرورة الكف فورا عن هذه الممارسات التي تمس سيادتنا واستقلالنا وأن تغير سياستها مع دولنا بما يكفل الحفاظ على أمن واستقرار المنطقة.

وفيما يتعلق بالوضع في سوريا أوضح وزير الخارجية البحريني أن الحل الأفضل والأسمى يتمثل في عملية سياسية شاملة وفقا لما جاء في بيان مؤتمر جنيف الأول الذي صدر في 2012 وتأمين دخول المساعدات الإنسانية إلى الشعب السوري الشقيق في الداخل وفي الدول المجاورة المستضيفة للاجئين السوريين وتفعيل قرار مجلس الأمن رقم 2165 والقرار رقم 2254 .. داعيا الدول الكبرى للتفاهم والتعاون في حل الأزمة في سوريا.

وبشأن اليمن أكد مواصلة جهود التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية الشقيقة حتى تتمكن الحكومة الشرعية من بسط نفوذ الدولة على كافة ربوع اليمن.. مشددا في الوقت ذاته على الالتزام بتقديم مختلف أنواع المساعدات الإنسانية.. مؤكدا ضرورة الحل السياسي الذي يقوم على أساس المبادرة الخليجية وآلياتها التنفيذية ومخرجات الحوار الوطني الشامل ومؤتمر الرياض بالإضافة إلى التنفيذ غير المشروط لقرار مجلس الأمن رقم 2216.

ورحب بالجهود المبذولة لتعزيز الشراكة الوطنية في العراق بما يساعد في التغلب على كافة التحديات والتخلص من الجماعات الإرهابية على أراضيه كـ"داعش" و"حزب الله" وغيرها من الميلشيات المسلحة وإنهاء التدخلات الخارجية واستعادة الأمن والاستقرار.

وأعرب عن أمله في أن تتوصل الأطراف الليبية إلى اتفاق بشأن تشكيل حكومة الوفاق الوطني المصغرة واعتمادها لتكون خطوة متقدمة داعمة لإنهاء الأزمة الليبية وتحقيق ما يصبو إليه الشعب الليبي الشقيق من أمن وأمان واستقرار وتنمية ورفاه.

واشار وزير الخارجية البحريني إلى ضرورة اعطاء مزيد من الاهتمام للتحديات الاقتصادية التي تواجه الدول العربية عن طريق تطوير آلية القمة الاقتصادية وغيرها من الآليات وخاصة في ظل الأزمة المالية التي تواجهها كثير من الدول العربية والتي تفاقمت بعد تهاوي أسعار النفط وهبوطها إلى مستويات متدنية الأمر الذي من شأنه أن ينعكس سلبا على استدامة التنمية الاقتصادية والاجتماعية التي نسعى إليها جميعا.

وأكد أن ما تواجهه الدول العربية من صعوبات ومشكلات وما تمر به من محن وأزمات لا يجب أبدا أن يصيبنا باليأس أو الإحباط ويجرنا إلى الفرقة والفشل بل يجب أن يدفعنا لبذل المزيد من الجهود الجادة للحفاظ على الوحدة بين دولنا وشعوبنا مؤمنين بقدراتنا وموقنين بأننا وبما نمتلكه من مقومات كبيرة وإمكانيات هائلة قادرون على ردع كل محاولات إضعاف موقفنا وجهودنا نحو الاستقرار والتنمية والانتقال معا إلى مرحلة مشرقة بالسلام والازدهار والرخاء.