دمشق-صوت الإمارات
في الوقت الذي تواصل فيه مقاتلات التحالف الدولي والقوات العراقية والمعارضة السورية خوض معارك شرسة وشن غارات جوية على مواقع تنظيم «داعش» المتطرف في العراق وسوريا، ظهر أمير التنظيم أبوبكر البغدادي في شريط فيديو جديد مساء الخميس مدته 17 دقيقة، ليؤكد توسع التنظيم إلى مصر والسعودية وليبيا والجزائر واليمن، وتوصل التنظيم إلى اتفاق مع «جبهة النصرة»، جناح تنظيم «القاعدة» في سوريا، لوقف المعارك التي يخوضها الجانبان وتوحيد صفوفهما، وهو ما اعتبرته صحيفة «ديلى تليجراف» البريطانية ضربة حقيقية لاستراتيجية التحالف الدولى.
ونقلت وكالة «أسوشيتدبرس» الأمريكية، الخميس، عن مصدر في المعارضة السورية، قوله إن «جبهة النصرة» و«داعش» توصلا إلى اتفاق لوقف الاقتتال الدائر بينهما منذ شهور، والذى أسفر عن مقتل وإصابة المئات من التنظيمين، وأضاف أن «قادة التنظيمين التقيا في حلب شمال سوريا في نوفمبر الجارى، وقررا وقف الاقتتال بينهما والتعاون على الأرض»، وتعهد التنظيمان بالتعاون لتدمير «جبهة ثوار سوريا»، التي تضم فصائل المعارضة المسلحة، والتى تحظى بدعم الولايات المتحدة، ويعتقد أنها تضم ما بين 10 آلاف و12 ألف مقاتل.
ولفتت الصحيفة إلى أن هذا الاتفاق يأتى بعد فترة من تبادل الاتهامات بين التنظيمين تخللتها مواجهات على الأرض وحرب تصريحات بين البغدادي وزعيم «القاعدة» أيمن الظواهري.
وتخضع 80 سيدة للاحتجاز بمحافظتى الرقة ودير الزور كرهائن بيد «داعش» الذي أسرهن بعد سيطرته على مقر الكتيبة 17 للجيش السورى.
وشنت مقاتلات أمريكية غارات على تنظيم «خراسان» في سوريا الخميس للمرة الثالثة، فيما يبحث مسؤولون أمريكيون في أنقرة سبل دعم وتسليح وتدريب قوات المعارضة السورية المعتدلة، وأكد وزير الدفاع التركى، عصمت يلماز، أن الجيش التركى لن يدخل العراق ولا سوريا ما دامت مصلحة الشعب التركى لا تقتضى ذلك.
وفى العراق، أعلنت مصادر أمنية عراقية نجاح القوات العراقية في تحرير مدينة بيجى، التي تتواجد بها مصفاة بيجى النفطية الأكبر في العراق، بعد أن حاصرتها لأيام، وتمكنت من طرد مسلحى «داعش»، وأعلن مسؤولون تحرير عدة مدن من التنظيم، منها جسر عامرية الفلوجة ومنطقتا الرزازة والآبار في الأنبار، وقتل 16 من «داعش» في غارات للتحالف الدولى على محافظة صلاح الدين شمال العراق، وقتل 20 من التنظيم في اشتباكات مع قوات البشمركة الكردية غرب كركوك.
وصدت القوات الأمنية بدعم العشائر هجوما لـ«داعش» على 3 مناطق بمدينة الرمادى بعد اشتباكات استمرت لساعات، في الوقت الذي يواصل فيه رئيس الوزراء العراقى، حيدر العبادي، تطهير قوات الجيش والشرطة للتخلص من إرث سلفه نورى المالكى، وأعلن أنه سيجرى تغييرات في قيادات وزارة الداخلية في المرحلة المقبلة، بعد أن أقال وأحال للتقاعد العشرات من قيادات الجيش، وعين 18 قيادة جديدة، بينها قيادات سنية، بعد الخسائر التي منى بها الجيش العراقى.
وقال رئيس هيئة الأركان الأمريكية المشتركة، الجنرال مارتن ديمبسى، خلال شهادته أمام لجنة القوات المسلحة بالكونجرس، إنه يدرس إرسال مستشارين عسكريين أمريكيين لمساعدة القوات البرية العراقية إذا تقدمت ضد «داعش» في الموصل وعلى الحدود بين العراق وسوريا، موضحا أنه سيتم تكثيف الحملة على التنظيم، وحث «ديمبسى» الكونجرس على إقرار تمويل إضافى بـ5.6 مليار دولار للحملة، وقال إن العراق يحتاج 80 ألف جندى مدرب لاستعادة المناطق التي استولى عليها «داعش» والسيطرة على الحدود، وأكد أنه يقدر تعداد قوات «داعش» ما بين 15- 18 ألف مقاتل، يتواجد ثلثاهم في سوريا، بخلاف توقعات المخابرات الأمريكية التي قدرت عددهم ما بين 21- 31 ألف مقاتل.
بدوره، قال وزير الدفاع الأمريكى، تشاك هاجل، أمام اللجنة، إن بلاده وحلفاءها وبدعم القوات العراقية والكردية استطاعوا تعطيل تقدم تنظيم «داعش» ودحره في بعض مناطق العراق.
وأوضح أنه سيتم تخصيص 3.4 مليار دولار لدعم عملية «العزيمة الصلبة»، وهى اسم الحرب على «داعش»، وتزامنت إفادات المسؤولين العسكريين الأمريكيين مع تسجيل جديد للبغدادى الخميس، نفى فيه ما أعلنه التحالف الدولى من وقوع خسائر في صفوف «داعش»، وبعد الأنباء التي ترددت حول إصابته الأسبوع الماضى في غارة أمريكية.
وأعلن البغدادى تمدد «داعش» إلى بلاد الحرمين واليمن وإلى مصر وليبيا والجزائر، لافتا إلى قبول بيعة من بايع التنظيم في تلك الدول.