القاهرة محمد عمار
كشفت الإعلامية المصرية نهال كمال زوجة الشاعر الراحل عبد الرحمن الأبنودي عن أن ما ميزه في انتاجه هو أنه شاعر أحب مصر في كلماته فعبر عنها بكل صدق، مشيرة الى أنه من كتب عن الصعيد والعمال المصريين في بناء السد العالي، فأصبح شعره يمتزج مابين العرق والإبتسامة .
وقالت عن تعاونه مع العندليب الأسمر عبد الحليم حافظ في مقابلة مع "صوت الإمارات" إن الأبنودي لم يكتب أغاني عاطفية كثيرة لعبد الحليم ولكنه كتب العديد من الأغاني الوطنية له.. حيث بلغ عدد الأغاني العاطفية التي تعاون فيها مع العندليب حوالي ثلاثة أغاني أما الباقي فكانت أغاني وطنية، منها "أحلف بسماها وبترابها" .. "عدى النهار" .. "المسؤولية" .. "المسيح " وغيرها.
ولفتت الى أن الابنودي تعاون في أغاني المسلسلات وكان هو أول من كتب أغاني تترات الأعمال الدرامية والتي بدأت في ثلاثية "الساقية" التي قدمها التلفزيون المصري في بداياته، ثم تعددت بعد ذلك في الكثير من الأعمال الدرامية، موضحة أن أكثر من غنى له في هذه التترات هو الفنان علي الحجار الذي كان أكثر مطرب تغنى بأغاني الأبنودي، وكان دائما ما يقول أن الحجار هو الصوت الذي يعبر عما أكتبه من أغاني بشكل أكثر صدقا .
وعن أحب تترات الأعمال الدرامية التي كتبها قالت نهال كامل: أنه كان يحب أغاني مسلسل أبو العلا البشري ومسلسل مسألة مبدأ. وعن صداقاته الفنية قالت أن الأبنودي كان صديقا للجميع ولكنه أرتبط بصدقات قوية مع محرم فؤاد ومحمد رشدي والراحلين فؤاد حداد وصلاح جاهين، فكان يستمتع بالجلوس معهم وكان يقول أن الشاعر الكبير صلاح جاهين له قلب من الممكن أن يسع الدنيا ومن فيها لأنه لم يحمل في أي لحظة غضبا من أي شخص كان .
وحول ذكرياته مع الفنانين أشارت الإعلامية نهال كمال الى أن الابنودي كان فنانا بحق وله موقفان في السينما، فعندما طلب منه المخرج الراحل حسين كمال كتابة أغاني فيلم "شيء من الخوف" قرأ حوار الفيلم فوجد أن اللهجة الصعيدية في حاجة للإعادة وخاصة أن الفيلم كانت أحداثه تدور في إحدى قرى الصعيد، فقام بالإتصال بالمخرج حسين كمال وطلب منه مسجل ومجموعة من الشرائط لتسجيل الحوار، وقام حسين كمال بذلك، ثم قام الأبنودي بدوره بتسجيل الحوار بصوته حتى يتعلم الفنانيون اللهجة الصعيدية. ولقد سمعت الفنانة شادية ما سجله وأبدت إعجابها به. وكان الأبنودي دائما ما يقول أن اللهجات الصعيدية تختلف من نجع لنجع وتختلف من قرية لقرية.
وأشارت نهال كمال الى أن هناك موقفا أخر مع سيدة الشاشة العربية فاتن حمامة عندما كانت تصور فيلم "الحرام" المأخوذة قصته عن رواية للمبدع يوسف إدريس، حيث أتصلت فاتن حمامة بالأبنودي ليعلمها اللهجه الصعيدية، وذهب إليها أثناء التصوير وكان يعلمها وكان دائما يقول أن فاتن حمامة شديدة الذكاء والإستيعاب وتعلمت بسرعة وبشكل إحترافي وكأنها مولودة في نجوع الصعيد .
وعن أهم المواقف التي تعرض لها في حياته والتي كان يحكي عنها، أشارت الى أنه كان دائما ما يعتز بحياته مع أهل السويس الذين رفضوا التهجير بعد حرب 67 فقرر أن يعيش معهم ليكتب ويسجل حياتهم وقصص كفاحهم. وعن رؤيته لثورة 25 يناير أوضحت الإعلامية نهال كمال أن "عبد الرحمن الأبنودي شعر بشباب مصر وكتب قصيدة "الميدان" إيمانا منه بروح الشباب الصادق الذي نزل الى ميدان التحرير مطالبا بحقوقه، مشيرة الى أن قصيدة الميدان ظهرت قبل ترك الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك حكم مصر.
وحول دراسة أشعار الأبنودي في عدد من جامعات أسبانيا قالت زوجته نهال كامل: كانت مفاجأة لي عندما أرسلت سفارة أسبانيا في القاهرة تعلمها بهذا الخبر، ولا أنكر سعادتي بعد سماع هذا، فالأبنودي شاعر عالمي وأنها تتمنى أن تعم هذه التجربة الجامعات المصرية وتكون أشعار الأبنودي في يد الشباب، فالأبنودي كان يقول أنه شاعر مازال لم يقرأ من الشباب بشكل واسع.
وحول مشروعها في إنشاء صفحة لأبدعات الأبنودي قالت: إن الصفحة ستحتوي على الأشعار المكتوبه والتسجيلات التليفزيونية والإذاعية التي قام بتسجيلها على مدار حياته. وعن يوم وفاته قالت مازلت أتذكر هذا اليوم وأتذكر حب الناس له وعزاء الرئيس عبد الفتاح السيسي لي إلى جانب عزاء الرئيس الفلسطيني أبو مازن . .. .