الدار البيضاء ـ يسري مصطفى
أكد الفنان اللبناني مروان خوري، أن الأغنية العربية ليست في أفضل حالاتها، وأن الفن انعكاس للوضع المجتمعي ككل٬ والآن، يعكس أمراضا يعانيها المجتمع، كما شدد على أن ما يهمه حاليا أن يبدع أغاني "تعيش"، ولا تكون رهينة اللحظة، بل من صلب الحياة التي نعيشها. وقال خوري الذي قدّم ألحانا لمجموعة من الفنانين من بينهم ماجدة الرومي، ونجوى كرم، وإليسا، وكارول سماحة، ونوال الزغبي، وفضل شاكر، وصابر الرباعي، وأصالة، في مقابلة مع "مصر اليوم"، إنه اختار الفنانة المغربية كريمة الصقلي ليقدم ديو غنائي معها في مهرجان "موازين إيقاعات العالم"، باقتراح من جمعية "مغرب الثقافات"، المنظمة للمهرجان، مؤكدا أنه يؤمن أن كريمة فنانة رائعة بكل المقاييس، ولها تجربة كبيرة في مجال الغناء، وتشعر بمسؤولية كبيرة تجاه فنها وجمهورها، وتحرص على تقديم الأفضل والأجود لتكون عند حسن ظن معجبيها، وتلك هي مقومات الفنان الجيد. وبخصوص رؤيته لواقع الأغنية العربية حاليا، أكد أنها ليست في أفضل حالاتها، لأن الفن انعكاس للوضع المجتمعي ككل٬ وهو يعكس الآن أمراضا يعانيها المجتمع أصلا، مشيرا في الوقت نفسه إلى أن حلمه للوصول إلى العالمية قائم، لكن الأمر يتطلب معايير أخرى ذات صلة أساسا بالتسويق، لكن، ما يهمه بشكل خاص الآن أن يبدع أغاني "تعيش" ولا تكون رهينة اللحظة، وأن تكون من صلب الحياة التي نعيشها. وعن غنائه دوما من كلماته وألحانه، وما إذا كانت هذه هي أنانية الفنان الملحن، قال: "لدي قناعة هي أنني أغني في الأساس لأنني أكتب وألحن، وليس العكس، وليس لدي أي مشكل في أن أغني لغيري، شرط أن تأتي هذه الأعمال ضمن سياق شخصيتي، وأعتقد أنني مازلت أستطيع تقديم أفكار جيدة، وهذا ما يبعدني عن البحث عن نصوص للآخرين". وبشأن إمكانية تقديمه أغنيات باللهجة الخليجية، خاصة أن أغنيتي "أدري" و"فكرت نسيت" التي قدمهما في ألبوم "راجعين"، تقتربان من الغناء الخليجي قال: "هذه ليست المرة الأولى التي أستخدم فيها (اللهجة البيضا)، التي أعتبرها من أجواء الطرب العربي القديم، ولا يمكن اعتبارها خليجية، لأن اللفظ الخليجي مختلف وصعب نوعا ما، ويمكنني أن أقدم أغنية خليجية مناسبة لأسلوبي الفني". وأضاف أنه يشكر الله، لأنه ما زال يعمل مع شركة إنتاج تقدّم ما يريد من دون تدخّل. منها، قائلا: "لا أنكر أنّ شركات الإنتاج لا تميل لتقديم الفن الملتزم، الذي يعبّر عن قضايا معينة، لأنها تعتبره لا يدر الأموال"، وموضحا أن "الفنان بعاطفته ملك للجميع، وكما أنني أنتمي إلى بلدي لبنان فأنا أنتمي أيضا، إلى تونس ومصر وغيرهما، كما أؤمن بقيمة الإنسان والمكان، لذلك فأنا مع الشعب وأنا واحد منهم، وعموما دور الفنان أن يعطي رأيه بصراحة مثل أي مواطن، غير أنني ضد الالتزام النهائي بالقضايا السياسية، فأنا لست مع الفنان عند دخوله في قضايا سياسية بطريقة مباشرة أو الغناء لقضايا سياسية فالفنان صوت الشعب لا غير". وعن علاقاته الجيدة بالجميع وعدم دخوله في أي خصومات مع فنانين آخرين، وهل هذه دليل على دبلوماسيته، قال: "لا أحب أن يغضب أحد مني، كما أنني أفضل أن أعيش في عالمي الخاص، بل الخصام هو الذي يحدث من الفنانين الآخرين أو الطرف الآخر، ولا أخفي أن هناك فنان بطبيعته في حديثه ونقاشه بعض العنف، وإذا اختلفت معه في أمر عاد جدا لمجرد الاختلاف يتحول إلى إنسان عدائي، وهو أمر بالتأكيد لا أقبله على نفسي، وفي هذه الحالة أفضل الابتعاد عن شخص جرحني أو ضايقني، لأنه على المستوى الإنساني لم يكن في محله". أما بشأن موقع الحب في حياته، خاصة أنه يلقب بـ"ملك الرومانسية"، يوضح: "الحب موجود دوما في حياتي وفني، لكن إذا كان الحب الرومانسي هو الذي يؤدي إلى الزواج، فليس هذا قاعدة ثابتة، والحب برأيي تحرر من أي قيد، والزواج شر لا بد منه".