الأطفال

 

حذرت خبيرة فنون التواصل الاجتماعي ومدربة مهارات التفوق الدراسي هبة إبراهيم، من استخدام أسلوب الضغط على الأطفال في التعليم، وكشفت عن أسس يجب أن يضعها الوالدان في مقدمة تعاملهما مع طفلهما، أبرزها مراعاة الفروق الفردية.

وأكدت إبراهيم في حوار مع "العرب اليوم" أنّه "لا يوجد أحد يستطيع أن يقلل من أهمية التعليم في حياة أبنائنا، فنتائج تقييم التعليم في مجتمعنا العربي يترتب عليها الكثير في حياتهم، أولها: تنسيق دخول الكليات وما بعدها من تحديد مجال العمل وما يترتب عليه من تحديد المستوى الاجتماعي، ليصل أحيانًا للتأثير على اختيار شريك الحياة".

وأوضحت: "من أجل كل هذا، اعتبر الأهل التعليم وتقييمه أهم ما في حياة أبنائهم, فمارسوا كل وسائل الضغط عليهم ليحصلوا على أعلى الدرجات، وللأسف لم يقتصر الضغط على الأعوام الأخيرة التي من المتعارف أنها المحددة للمستقبل؛ إنما طال الضغط بكل وسائله من الترغيب والترهيب أبناءنا في كل مراحل التعليم حتى وصل هلع التفوق الدراسي إلى أبنائنا في مرحلة الحضانة ما قبل المدرسة".

وأضافت: "أصبح أبناؤنا يقضون أجمل مراحل عمرهم بين ضغط الأهل ليُرضي مستواهم المؤسسة التعليمية، وضغط المدرسة ليَرضي الأهل، فتتحول بذلك حياتهم إلى كابوس لا ينتهي ولا يستطيعون مقاومته لضعف بنيتهم وصغر سنهم"، مشيرةً إلى أنّ هذه المرحلة الجميلة التي تمر سريعًا في حياتهم لا يبقى لديهم من ذكرياتها غير الألعاب والمهارات الحركية التي اكتسبوها بالتجربة.

واسترسلت إبراهيم: "على العكس تمامًا من رغبة الأطفال في الحركة واللعب والتعلم، يعمل الأهل والمدرسة على كبت الرغبات الطبيعية لديهم من حب المرح واللعب والحركة، ويبدؤون في معاملة الأطفال من سن الرابعة وأحيانًا أصغر من ذلك علي أنهم أشخاص بالغين مطلوب منهم أداء مهام مدرسية من كتابة وحفظ، مجبورين غير مخيرين وذلك على مدار اليوم كله, صباحًا في الفصل ومساءً في البيت".

وزادت: "لا أقصد من حديثي أنني أرفض شكلًا ومضمونًا التعليم في مجتمعنا العربي؛ ولكن بما أننا نعيش في هذا المجتمع فلابد لنا من إيجاد حلول عملية لاجتياز هذه المرحلة الجميلة في حياة أبنائنا من دون أي خسائر، سواء في علاقتنا بهم أو في تكوين صورة ذاتية سلبية لديهم عن أنفسهم بعدم رضى وعدم قبول وشعورهم بأنهم غير آمنين في هذه الحياة".

واستطردت: "كما يجب تحذير الأهل من استخدام العنف والقسوة تجاه الأبناء لما يترتب عليه من أضرار نفسية عليهم, واستدركت: "لكني أجد هذا الموضوع قُتل بحثًا ومعرفة"، وبينت أنّ هناك أسس يجب أن يضعها الوالدين في مقدمة تعاملهما مع طفلهما، منها مراعاة الفروق الفردية، فكل إنسان له قدراته الخاصة والمختلفة عن الباقين كبصمة الإصبع، كما لا يجب أن تلقب طفلك بألقاب سلبية: لأنه سيتحول بالتكرار لمعتقد وصورة ذاتية، كقول: أنت غبي, شقي, نكدي, عصبي, عنيد".

وشدَّدت على أنَّه "يجب عدم وضعه في مقارنة، ليس بينه و بين إخوته وأقرانه من الأصدقاء والأقارب و لا حتى المقارنة بينه وبين نفسه من وقت للآخر، كقول: كنت بالصباح أفضل أو كنت أول الدراسة أجمل، فضلًا عن كثرة الثناء والتحفيز والتعبير اللفظي والعملي للحب؛ تزيد من ثقتهم بأنفسهم وإحساسهم بالانتماء للأسرة، ومعرفة نمط تعلم ابنك".

وأوضحت: "أعتبر هذه النظرية أشبه بالسحر فتستطيع من خلالها توصيل المعلومة بأسرع وقت وأقل جهد، ومن هذه الأنماط: النمط البصري: إدراكه البصري مرتفع, يميز الألوان جيدًا, يتذكر التعليم بالصور والرسوم, خياله واسع، والنمط السمعي: يتذكر ما يسمعه جيدًا, الإزعاج يشتته بسهولة, يحب الكلام, يتذكر ما يقول بصوت مسموع".

واستكملت: "النمط الحسي: يكون تعلمه في أفضل صوره بفعل الأشياء بيده, يستمتع بالدروس التي بها أنشطة عملية, يواجه صعوبة في الجلوس بهدوء, لديه قدرات جسدية ورياضية وحركية جيدة"، ونوّهت إلى أنّ معرفة نمط تعلم الأبناء يساعدك على استخدام الأسلوب المناسب في توصيل المعلومات وتقدير أفعاله.

ونصحت الجميع: "امنحوا أبناءكم طفولة جميلة هادئة ممتعة ففي هذه المرحلة المتقدمة من العمر تتكون ثقتهم بأنفسهم وبكل من حولهم، وتتكون أيضًا صورتهم الذاتية وتترسخ كثير من الصفات الجميلة التي تُقتل بالضغط والعنف كالمثابرة وحب المغامرة والإبداع والتفكر".

واختتمت إبراهيم: "من المهم جدًا الوصول إلى هذه الحياة المستقرة وتعلم الكثير عن تربية الأبناء بالطرق الإيجابية وفنون التواصل الصحيحة ومعرفة حاجاتهم النفسية في مراحل عمرهم المختلفة".