نيويورك ـ صوت الإمارات
أكد سامح شكري وزير الخارجية المصري أن الامن والاستقرار في العراق يستلزم حشدا دوليا قادرا على التصدي لخطر مشترك والذي يمثله تنظيم داعش والتنظيمات الإرهابية بشكل عام في العراق والمنطقة تهيدا لاستئصال هذه الافة الخطيرة من منطقتنا ومعالجة الانقسام المذهبي الذي ساد ما يزيد على عقد من الزمان في منطقة الشرق العربي بشكل خاص.
وأضاف شكري - خلال كلمته امام جلسه مجلس الامن المنعقدة بشأن العراق - أن مصر قد شاركت مع مجموعة من الدول العربية والولايات المتحدة في اجتماع هام بجدة في الحادي عشر من الشهر الجاري لبحث أسلوب التعامل مع ظاهرة الارهاب المنتشرة في العراق والمنطقة العربية بأكمالها مع التركيز فيما يخص تنظيم داعش باعتباره الاكثر تهديدا لامن المنطقة وذلك وفقا لقرار مجلس الامن 2170 واتساقا مع مضمون المجلس الوزاري لجامعة الدول العربية الصادر في السابع من الشهر الجاري.
وأوضح شكري أن مصر شاركت أيضا في مؤتمر باريس حول السلام والامن في العراق والذي أكدت الحكومة العراقية خلاله طلبها الحصول على دعم عسكري في مواجهة الارهاب وتأمين الاصطفاف الدولي للدعم لها.
وقال شكري إن لاجتماع مجلس الامن اليوم خصوصيته لانه يعكس الارادة الدولية وقدرا من التنسيق يشمل جميع اركان النظام الدولي، فضلا عن القوى الاقليمية المعنية بشكل أساسي بالازمة العراقية وهو التنسيق الذي تأمل مصر في استمراره وتكثيفه حفاظا على الزخم والتوافق والاجماع لهذه المواجهة التي قد يطول امدها.
واضاف أن مصر تعول على وفاء الحكومة العراقية بمقتضيات الوفاق الداخلي والتمثيل العادل لمختلف المكونات الوطنية العراقية ليتثنى لها التضامن في مواجهة مخاطر الارهاب ودحر سيناريوهات التقسيم.
وأوضح أن مصر ملتزمة بأن توفر الدعم المناسب لدولة العراق والتعاون من اجل القضاء على تنظيم داعش وكافة التنظيمات الارهابية في كل ارجاء العالم.
وجدد - خلال كلمته - على ثوابت الموقف المصري من أمن العراق وهو ما يتطلب تضافر كافة الجهود في سبيل احياء مفهوم الدولة الوطنية البعيدة عن الاصطفاف السياسي او الطائفي او الاقليمي.
وحذر شكري من خطورة الارهاب الذي يتهدد الجميع انطلاقا من المنطقة العربية مما يمثله ذلك من ايدلوجيات تختبىء وراء الشعارات الدينية كوسيلة لارتكاب انتهاكات وحشية ضد كل من هو مختلف .. موضحا ان الارهاب هو فكرة تعبر عن نفسها من خلال اسماء وعناوين متعددة تظهر في اماكن مختلفة من العالم .
وقال إن مصر اكثر من غيرها لانها على وعي تام بطبيعة التنظيمات الارهابية من واقع تصديها لهذه الظاهرة.. مؤكدا ضرورة عدم اغفال الابعاد السياسية والثقافية التي أسهمت في انتشار ظاهرة الارهاب لذلك يجب على المجتمع الدولي ان يصل الى مرحلة الادراك الكامل بعدم جدوى الاستناد الى منطق الاحتواء وانصاف الحلول مع مثل هذا الفكر المتطرف.