بيروت - صوت الامارات
تشهد محافظة حلب تصعيدا عسكريا بين اطراف عدة وعلى اكثر من جبهة ما يهدد الهدنة الهشة المعمول بها في سوريا ويشكل ضغطا على المفاوضات غير المباشرة الجارية في جنيف بين المعارضة والحكومة.وكانت المفاوضات بدأت امس بلقاء بين الموفد الدولي ستافان دي ميستورا ووفد الهيئة العليا للمفاوضات الذي يمثل اطيافا واسعة من المعارضة السورية، بينما يلتقي دي ميستورا الخميس وفدا من المعارضة القريبة من موسكو.
وميدانيا، استأنفت قوات النظام السوري بغطاء جوي روسي هجوما كانت بدأته قبل ايام ضد فصائل مقاتلة بينها اسلامية وجبهة النصرة، في مناطق واقعة شمال مدينة حلب، وتحديدا في محيط مخيم حندرات، وفق ما افاد مدير المرصد السوري لحقوق الانسان رامي عبد الرحمن.
وتمكنت قوات النظام من "التقدم في مزارع الملاح ما يعني اقترابها من طريق الكاستيلو"، المنفذ الوحيد للاحياء الشرقية الواقعة تحت سيطرة الفصائل المقاتلة في مدينة حلب. وتهدف العملية العسكرية التي تعد استكمالا لهجوم واسع نفذته قوات النظام في شباط/فبراير الماضي، الى قطع طريق الكاستيلو و"بالتالي محاصرة الاحياء الشرقية للمدينة بالكامل"، وفق عبد الرحمن.
واعربت واشنطن الخميس عن "قلقها البالغ" امام المجموعة الدولية لدعم سوريا حيال معلومات عن هجوم يشنه النظام السوري "قرب حلب" بدعم روسي، الامر الذي قد يشكل انتهاكا لوقف اطلاق النار المعلن.وقال مسؤول اميركي لم يشأ كشف هويته لفرانس برس ان "مثل هذه التحركات يمكن ان تعني خرقا لوقف العمليات القتالية المستمر منذ نحو سبعة اسابيع، والذي يتعرض لضغوط متزايدة في الاسابيع الأخيرة".
- نازحون جدد -
وبالاضافة الى هجوم قوات النظام، تدور في محافظة حلب اشتباكات بين اطراف مختلفة على جبهات عدة وبالقرب من الحدود التركية.وتخوض منذ بداية الشهر الحالي فصائل مقاتلة معظمها اسلامية، وبينها "فيلق الشام" المدعوم من انقرة، معارك ضد تنظيم الدولة الاسلامية في القرى المحاذية للحدود التركية في ريف حلب الشمالي والشمالي الغربي.
وتمكن تنظيم الدولة الاسلامية من التقدم وسيطر على ست قرى بالقرب من الحدود التركية اهمها قرية حوار كلس، وفق المرصد.وتنفذ طائرات حربية، رجح عبد الرحمن انها تابعة للتحالف الدولي بقيادة واشنطن، غارات ضد مواقع التنظيم في منطقة الاشتباكات.
واجبرت تلك المعارك "المئات على النزوح من مخيم بالقرب من حوار كلس الى مناطق اخرى اكثر امنا"، وفق عبد الرحمن.ونقلت وكالة "الاناضول" التركية ان "عددا كبيرا" من النازحين السوريين يقتربون من الحدود مع تركيا هربا من تقدم الجهاديين في شمال حلب.
وفي ريف حلب الجنوبي، تسعى قوات النظام منذ اسابيع لاستعادة بلدة العيس الاستراتيجية والمطلة على طريق دمشق حلب الدولي من جبهة النصرة والفصائل الاخرى المتحالفة معها.في موسكو، كشف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عن تنسيق بين القوات الروسية والاكراد المدعومين من الولايات المتحدة والذين يحاربون تنظيم الدولة الاسلامية في سوريا.
وقال في حوار مع مجموعة من الصحافيين الروس "قواتنا على اتصال مع المجموعات الكردية المسلحة، لا سيما في محيط حلب حيث النصرة وتنظيم الدولة الاسلامية الارهابي يحاولان اخذ مواقع منها. نحن ندرك هذا وسندعم" الاكراد.في جنيف، اعربت الامم المتحدة عن "قلق شديد ازاء الوضع في شمال سوريا ومحافظة حلب ضمنا حيث تصاعدت اعمال العنف التي تفاقم بدورها الوضع الانساني"، وفق ما قالت مسؤولة اعلامية في مكتب الشؤون الانسانية التابع للامم المتحدة لوكالة فرانس برس.
وقد استؤنفت المفاوضات الاربعاء بلقاء بين دي ميستورا ووفد من الهيئة العليا للمفاوضات التي تمثل اطيافا واسعة من المعارضة.ويلتقي الموفد الدولي الخميس وفدا من المعارضة السورية القريبة من موسكو، في عدادها نائب رئيس الوزراء السوري سابقا قدري جميل والمتحدث السابق باسم وزارة الخارجية السورية جهاد مقدسي.
ويصل وفد الحكومة السورية غدا الجمعة الى جنيف، حيث يفترض ان يعقد اول لقاءاته مع دي ميستورا الذي اكد ان جدول اعمال الجولة الراهنة يتضمن الانتقال السياسي والحكم والدستور، وان كافة الاطراف المعنية وافقت على مضمونه.