كركوك - صوت الامارات
- استعادت القوات العراقية الجمعة السيطرة على مدينة بيجي الاستراتيجية بعد اشهر من سيطرة تنظيم "الدولة الاسلامية" الذي اتهمته لجنة تحقيق اممية بارتكاب جرائم حرب في سورية في حين قتل 17 شخصا في تفجيرين في بغداد.
وتقع بيجي التي سيطر عليها التنظيم المتطرف منذ اشهر، على الطريق الرئيسية بين تكريت الخاضعة لسيطرته، والموصل كبرى مدن شمال البلاد واولى المناطق التي سقطت في هجومه في حزيران/يونيو. وشمال بيجي، تقع كبرى مصافي النفط، وهي محاصرة من قبل "الدولة الاسلامية".
وتعد بيجي اول مدينة تتمكن القوات العراقية من استعادتها، مدعومة من الضربات الجوية للتحالف الدولي بقيادة واشنطن، ومسلحين موالين لها.
وقال رئيس مجلس محافظة صلاح الدين احمد الكريم لوكالة فرانس برس "القوات العراقية تمكنت اليوم من استعادة السيطرة بشكل كامل على مدينة بيجي بعدما فر مسلحو داعش"، الاسم الذي يعرف به التنظيم.
واكدت ضابط برتبة لواء في الجيش ورائد في الشرطة، السيطرة على بيجي ومتابعة التقدم شمالا لفك الحصار عن المصفاة التي يحاصرها التنظيم المتطرف، ويشن هجمات دورية على القوات التي تدافع عنها.
وكانت المصفاة تنتج اكثر من 300 الف برميل من النفط يوميا، ما يلبي 50 بالمئة من استهلاك العراق.
وشنت القوات العراقية حملة عسكرية لاستعادة بيجي في 17 تشرين الاول/اكتوبر، ودخلت المدينة نهاية الشهر نفسه. وازاء التقدم التدريجي، لجأ تنظيم "الدولة الاسلامية" الى الهجمات الانتحارية والعبوات الناسفة.
واليوم، قتل اربعة اشخاص على الاقل في تفجير انتحاري بشاحنة مفخخة استهدف جامعة تكريت. وتعد الجامعة مركز قيادة عسكريا، وهي الوحيدة التي تسيطر علها القوات الامنية في تكريت (160 كلم شمال بغداد).
وتبنى التنظيم في بيان الهجوم. كما سبق للجهاديين شن هجمات على جامعة تكريت نهاية الشهر الماضي. وكان التنظيم اعلن مسؤوليته عن تفجير انتحاري في بيجي الاسبوع الماضي، اودى بحياة ضابط في الشرطة برتبة لواء.
وادى هجوم "الدولة الاسلامية" قبل اشهر الى انهيار العديد من وحدات الجيش العراقي وانسحابها من مواقعها. الا انه بدعم من الضربات الجوية للتحالف، واعادة هيكلة الجيش على يد حكومة رئيس الوزراء حيدر العبادي، بدأت هذه القوات تستعيد بعض الزخم.
وتمكنت القوات الامنية ومجموعات شيعية موالية لها، من استعادة السيطرة على منطقة جرف الصخر جنوب غرب بغداد نهاية الشهر الماضي. كما تسعى الحكومة الى استمالة العشائر السنية للقتال الى جانبها ضد التنظيم الذي يسيطر على معظم المناطق ذات الغالبية السنية.
وفي بغداد، قتل 17 شخصا واصيب 57 آخرون على الاقل في تفجير سيارتين مفخختين في شمال العاصمة مساء.
ووقع احد التفجيرين قرب مجرى نهر الفرات في منطقة الكريعات، ما ادى الى مقتل سبعة اشخاص على الاقل. اما الثاني فوقع قرب مطعم في منطقة الاعظمية، ما ادى الى مقتل عشرة اشخاص، بحسب مصادر امنية وطبية.
وفي حين لم يصدر اي اعلان مسؤولية عن التفجيرين، الا ان تنظيم "الدولة الاسلامية" تبنى خلال الفترة الماضية سلسلة تفجيرات وهجمات في بغداد، آخرها هجوم انتحاري ضد مقر للشرطة الاربعاء، ادى الى مقتل 11 شخصا على الاقل.
وتتعرض بغداد بشكل دوري لتفجير سيارات مفخخة وهجمات انتحارية.
على صعيد اخر، كررت الولايات المتحدة التي ارسلت مستشارين عسكريين الى العراق، انها لن ترسل "قوات برية" للقتال، بل ستكتفي بتدريب القوات العراقية والكردية على قتال "الدولة الاسلامية".
وتوعد التنظيم في تسجيل صوتي منسوب الى زعيمه ابو بكر البغدادي الخميس دول التحالف بانها ستكون مضطرة "للنزول الى الارض" لقتاله، مؤكدا ان الضربات الجوية لن توقف "زحف" مقاتليه.
في واشنطن، قال رئيس هيئة اركان الجيش الاميركي الجنرال مارتن دمبسي، ان ارسال مجموعات قتالية محدودة امر قد يتم بحثه.
وقال في جلسة استماع امام مجلس النواب "بالتأكيد ننظر في هذا الامر"، مؤكدا انه وقادة عسكريين آخرين لا يؤيدون ارسال قوات ميدانية كبيرة.
الا انه حذر من عواقب وخيمة اذا لم تتمكن حكومة بغداد من اشراك السنة والاكراد بشكل اكبر في عملية صنع القرار. اضاف "يمكنني ان اتوقع من الان، اذا لم يحصل هذا الامر فان القوات الامنية العراقية لن تصمد".
واعرب وزير الدفاع الاميركي تشاك هيغل عن تفاؤله بعزل العبادي هذا الاسبوع 36 من القادة العسكريين، معتبرا ان ذلك يمثل "تغييرات جوهرية" قد تؤدي الى رفع معنويات الجيش وجذب السنة والاكراد الذين كانوا يعتبرون الجيش منحازا الى الشيعة خلال عهد سلفه نوري المالكي، واتهموا الاخير باعتماد سياسات اقصائية وتهميشية.
وفي خطوة اولى على صعيد حل الخلافات حول النفط والموازنة مع اقليم كردستان، توصلت بغداد واربيل الخميس الى اتفاق تحول بموجبه الحكومة المركزية 500 مليون دولار الى الاقليم، في مقابل وضع الاخير 150 الف برميل من النفط يوميا في تصرفها.
وتراجعت الخلافات بين الطرفين في سلم الاولويات بعض الشيء منذ هجوم "الدولة الاسلامية"، حيث يخوض الطرفان معارك ضد عدو مشترك.
والجمعة، اعلنت لجنة التحقيق التابعة للامم المتحدة حول سوريا ان تنظيم الدولة الاسلامية يرتكب "جرائم ضد الانسانية" و"جرائم حرب" في المناطق الخاضعة لسيطرته في سوريا.
وفي اول تقرير لها ركز بشكل خاص على ممارسات التنظيم في سوريا، قدمت اللجنة صورة مرعبة عن تفاصيل ما يحصل في هذه المناطق، من مجازر وقطع رؤوس وسبي نساء واغتصابهن وارغامهن على الحمل.