الجزائر - صوت الإمارات
أجرى الرئيسان الجزائري عبد العزيز بوتفليقة والسودانى عمر حسن البشير تقييما شاملا لوضع العلاقات العربية حيث أكدا ضرورة اعتماد أسلوب المصالحة وإزالة الشوائب التي تعترض صفاء هذه العلاقات.
جاء ذلك في بيان مشترك صدر اليوم /الأربعاء/ بمناسبة الزيارة التى اختتمها الرئيس البشير أمس إلى الجزائر واستغرقت ثلاثة أيام.
وجاء فى البيان أن بوتفليقة والبشير أكدا التزامهما بمواصلة العمل الجاد من أجل دعم مسيرة العمل العربي المشترك وحرصهما على تكثيف أوجه التعاون والتشاور والتنسيق على المستوى العربي لمواجهة التحديات الماثلة وتحقيق الأهداف المرجوة في التقدم والرقي في كنف الأمن والاستقرار.
كما أكد الجانبان إيمانهما بالتضامن العربي والالتزام بتعزيزه بما يحفظ الأمن ويكفل احترام وسلامة كل دولة عربية وحقها في الدفاع عن سيادتها وحرمة أراضيها وعدم التدخل في شؤونها الداخلية وأهمية تجاوز الخلافات العربية من خلال الحوار الجاد والمعمق وتعزيز دور جامعة الدول العربية بما يمكنها من تحقيق الأهداف التي تصبو إليها الأمة العربية.
وفي هذا الإطار شدد الجانبان على أهمية إيجاد حل عادل وشامل ودائم للصراع العربي-الإسرائيلي يقوم على أساس قرارات الشرعية الدولية ومرجعيات السلام ومبادرة السلام العربية بما يضمن استعادة كافة الأراضي العربية المحتلة بما فيها الجولان السوري ومزارع شبعا وكفر شوبا في جنوب لبنان.
وفيما يتعلق بالقضية الفلسطينية، أكد الجانبان أهمية مواصلة تقديم كل أشكال الدعم للشعب الفلسطيني ومقاومته المشروعة ضد الاحتلال الإسرائيلي وسياساته العدوانية التي تقوض حقوق الشعب الفلسطيني غير القابلة للتصرف بما فيها حقه في تقرير مصيره وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف على حدود 1967 وتأمين حق العودة للاجئين الفلسطينيين والإفراج عن المعتقلين.
كما جدد الجانبان تأكيدهما على أهمية وحدة الصف الفلسطيني، وفي هذا الإطار دعا إلى ضرورة التوصل إلى مصالحة وطنية فلسطينية حقيقية ودائمة وإلى تكثيف الجهود العربية والدولية لتحقيق ذلك.
وبشأن الأزمة الليبية، رحب الجانبان بإعلان مبعوث الأمم المتحدة لليبيا برنادينو ليون التوصل إلى إافاق بشأن تشكيل حكومة وحدة وطنية، والذي جاء تتويجا للجهود الدولية المبذولة ومن بينها جهود البلدين في إطار آلية دول جوار ليبيا وكذا في اللقاءات التي احتضنتها الجزائر للأحزاب السياسية الليبية بحضور المبعوث الأممى.
كما أكد الجانبان عزمهما على مرافقة الحكومة الليبية الجديدة ووقوفهما إلى جانب الشعب الليبي لتحقيق طموحاته في الحرية والديمقراطية وبما يحفظ أمن ليبيا وسيادتها واستقرارها.
وعن الأزمة اليمنية، أكد الجانبان أهمية الحفاظ على وحدة اليمن واحترام سيادته واستقلاله وسلامة أراضيه ورفض التدخل الأجنبي في شؤونه الداخلية، كما أكدا على الحل السياسي للأزمة عبر الحوار والتفاوض طبقا لقرارات مجلس الأمن ذات الصلة ودعم الحكومة الشرعية.
وحول الأزمة السورية، أكد الرئيسان بوتفليقة والبشير على أهمية حل الأزمة عبر الحوار السياسي الشامل بين كل الأطراف بما يحقق تطلعات الشعب السوري ويضمن وحدة سوريا وسيادتها وسلامة أراضيها، كما أكدا دعمهما للمبعوث الخاص للأمم المتحدة ستيفان ديميستورا وجهوده من أجل الوصول إلى أرضية سياسية توافقية.
كما أبدى الرئيس الجزائري دعمه لمبادرة الحوار الوطني التي أطلقها الرئيس السوداني ولدعوته كل الأطراف المعنية إلى الانخراط الجاد في هذه العملية لتحقيق السلام والوفاق الوطني المنشود، ونوه بالجهود التي يبذلها السودان لإنهاء الصراع في إقليم دار فور ومناشدة الحركات المسلحة التي لم توقع على وثيقة الدوحة لسلام دارفور أن توقع عليها من أجل تحقيق السلام للسودان.
وفي إطار جهودهما الرامية إلى مكافحة الإرهاب، جددت الجزائر والسودان إدانتهما للإرهاب بجميع أشكاله وصوره وعلى تجريم دفع الفدية وأكدا ضرورة تضافر الجهود الدولية لتجفيف منابعه والتصدي للجريمة العابرة للحدود وخاصة الإتجار بالمخدرات والتهريب باعتبارهما يشكلان رافدا مهما لتمويل الإرهاب.. ودعيا إلى تعظيم الاستفادة من المركز الإفريقي للدراسات والبحوث حول الإرهاب الذي مقره الجزائر.. كما أشاد البشير، من جانبه، بنتائج الندوة الدولية التي احتضنتها الجزائر فى يوليو الماضى والمخصصة لمكافحة التطرف العنيف واجتثاثه.
وأكد الجانبان أهمية جعل منطقة الشرق الأوسط خالية من أسلحة الدمار الشامل وذلك وفقا لقرارات الشرعية الدولية.. وفى هذا الشأن نوه الجانب السوداني بدور الجزائر في رئاسة مؤتمر المراجعة لعام 2015 وما بذلته من جهود لتقريب وجهات النظر للتوافق على الوثيقة الختامية للمؤتمر.
وفيما يتصل بالعلاقات الثنائية، نوه الجانبان بالمستوى المتميز الذي بلغته علاقات الأخوة والتعاون القائمة بين البلدين الشقيقين في مختلف المجالات، كما دعيا، فى هذا الشأن، إلى اجتماع اللجنة المشتركة فى يناير 2016 بالخرطوم بما يمكن من تعزيز التعاون والقدرات المشتركة للبلدين ويخدم مصالحهما العليا.
كما دعا الجانبان إلى ضرورة تشجيع الاستثمار والشراكة في البلدين، معربين عن إرادتهما في مواصلة دعم هذا الجانب الهام في التعاون وتوفير كل التسهيلات والتحفيزات التي يتطلبها.
وكان الرئيس السوداني عمر حسن البشير قد قام بزيارة دولة إلى الجزائر خلال الفترة من 11 وحتى 13 أكتوبر الحالى تلبية لدعوة تلقاها من الرئيس الجزائرى عبد العزيز بوتفليقة وذلك تدعيما للعلاقات الأخوية المتميزة القائمة بين الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية وجمهورية السودان.