رفضت الحكومة العراقية، دخول مسلحي حزب العمال الكردستاني الـ"pkk"، إلى أراضيها، في إطار اتفاق سلام للحزب مع الحكومة التركية على وقف أعمال العنف بين الطرفين. وقالت الحكومة إن هذا الرفض جاء للحفاظ على مبدأ سيادة البلاد وأمنه، معربة عن ترحيبها بأي حل سلمي وديمقراطي للمسألة الكردية في تركيا. وقالت الخارجية العراقية في بيان، الخميس، تلقى "العرب اليوم" نسخة منه، إن"الحكومة العراقية لا تقبل من باب الحفاظ على مبدأ السيادة وأمن المجتمع، دخول جماعات مسلحة إلى أراضيها". وأكدت أن" الحكومة ترحب بأي تسوية سياسية وسلمية للمسألة الكردية في تركيا، بغية وضع حداً لإراقة الدماء ودوامة العنف بين الطرفين". وتابعت الخارجية أن "الدستور العراقي ومبادئ القانون الدولي، لا تسمحان بأن تستغل الأراضي العراقية للمساس بأمن واستقرار العراق، أو أمن واستقرار ومصالح دول الجوار، والتدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى". وكانت صحيفة تركية، كشفت في 8 أيار/ مايو الجاري، عن بدء عملية سحب قوات حزب العمال الكردستاني من الأراضي التركية، موضحة أن عملية الانسحاب تستغرق حوالي أربعة أشهر، فيما رفضت الحكومة التركية التعليق على عملية الانسحاب. وأصدرت قيادة حزب العمال الكردستاني، الأربعاء، بيانا اطلع عليه "العرب اليوم" أعلنت فيه أن أول مجموعة من مقاتليها ستغادر تركيا الأربعاء، وتتمركز في قواعدها في جبال قنديل في كردستان العراق، خلال أسبوع، موضحا أن عناصر الـ" PKK"، ماضون بعملية الانسحاب رغم الأعمال الاستفزازية لتركيا، في نصبها لمواقع عسكرية حدودية، واستخدام طائرات استطلاع مسيرة، وحشد قوات على امتداد حدود جنوب شرقي تركيا، أثناء عملية الانسحاب". وكان حزب العمال الكردستاني، أعلن في 26 نيسان/ أبريل أن موعد انسحاب قوات الـ"pkk" من الأراضي التركية، سيبدأ في 8 أيار/مايو على مراحل، مؤكدا أنه لن يلقي سلاحه لحين إطلاق سراح زعيمه عبد الله أوجلان من السجن. وكان زعيم حزب العمال الكردستاني عبد الله أوجلان، طالب في 4نيسان/ أبريل الماضي، أتباعه بالانسحاب من الأراضي التركية والالتحاق بقواعدهم في جبال قنديل في كردستان العراق، في رسالة كتبها إلى قادة الـ" PKK"من معتقله في تركيا. ويدعو حزب العمال الكردستاني ذو التوجه اليساري الذي تأسس في سبعينات القرن الماضي إلى تشكيل دولة كردستان المستقلة ويقاتل الحكومة التركية منذ العام 1984 وهو من أهم الأحزاب الكردية في المنطقة بعد حزبي الديمقراطي الكردستاني بزعامة مسعود بارزاني والاتحاد الوطني الكردستاني بزعامة جلال طالباني، وأهم حليف لهما على الرغم من الحديث عن تلقيه دعما من قبل نظام صدام حسين الذي كان من أشد أعداء الحزبيين الكرديين خلال فترة حكمه. يذكر أن السلطات التركية اعتقلت في شباط /فبراير من العام 1999 زعيم حزب العمال الكردستاني عبد الله أوجلان في كينيا، وحكم عليه بالسجن مدى الحياة.