واشنطن ـ وكالات
وضع أحد المراكز البحثية في واشنطن تكلفة تقديرية لأي حرب محتملة قد تشنها الولايات المتحدة على إيران، يرافقها غزو القوات الأمريكية لأراضي الجمهورية الإسلامية، بأنها قد تكبد العالم ما يقرب من تريليوني دولار، خلال أول ثلاثة شهور، وقد ترتفع إلى ثلاثة تريليونات دولار. ومن المستبعد، في الوقت الراهن على الأقل، أن يقوم الجيش الأمريكي بعملية برية واسعة النطاق، بهدف تفكيك البرنامج النووي الإيراني، إلا أنه أحد الخيارات المطروحة من قبل فريق يضم تسعة خبراء، تم اختيارهم من قبل اتحاد العلماء الأمريكيين، لدراسة التداعيات المحتملة على الاقتصاد العالمي، نتيجة إجراء أمريكي تجاه إيران. وقال تشارلز بلير، الذي شارك في إعداد التقرير: "كانت هناك محادثات حول ارتفاع أسعار النفط، وحول ما يمكن أن يحدث إزاء البرنامج النووي الإيراني، والخسائر التي قد تتعرض لها إيران نفسها، ولكن لم تكن هناك، على الأقل في المصادر المتاحة، ما يمكن الاستناد إليه على نطاق واسع، بشأن ما يمكن أن يحدث على الصعيد العالمي." وفيما يلي بعض التصورات التي وضعتها المجموعة فيما يتعلق بالسيناريوهات المختلفة المطروحة، مع ملاحظة أن التقديرات المقترحة للثلاثة شهور الأولى، لكل سيناريو على حدة، كما أن هناك كثير من المتغيرات التي قد تحكم التكلفة المتوقعة: مزيد من العقوبات: تقوم الولايات المتحدة بزيادة الضغوط الاقتصادية على إيران، من خلال فرض حزمة جديدة من العقوبات، تتضمن معاقبة أي بنك أجنبي يتعامل مع أي بنوك إيرانية.. العقوبات الحالية لا تنطبق إلا على المعاملات الكبيرة المتعلقة بقطاع الطاقة الإيراني. وبحسب التقرير، فإن العقوبات سوف "تعمل على عزل قطاع الطاقة الإيراني بشكل كامل عن الاقتصاد العالمي"، ومن شأن جولة جديدة من العقوبات أن تحد فرصة إيران في الحصول على قروض دولية بالعملات الأجنبية. وتصل التكلفة التقديرية العالمية لهذا السيناريو إلى حوالي 64 مليار دولار. الحصار: وفي حالة إذا لم تحقق العقوبات الضغط الكافي على الاقتصاد الإيراني، فإن الاتفاقات الدبلوماسية ما زالت لا تلوح في الأفق بعد، فالولايات المتحدة تهدف إلى "وقف" جميع صادرات النفط والغاز الطبيعي وكل إمدادات وخدمات الطاقة الإيرانية. وتنتشر العديد من وحدات البحرية الأمريكية في منطقة الخليج، يمكنها أن تفرض حصاراً على أعمال الشحن، كما يمكن فرض حظر عالمي على الاستثمار في قطاع الطاقة الإيراني، كما يحظر منح إيران أية قروض أو سندات مالية. وتبلغ التكلفة التقديرية العالمية نحو 325 مليار دولار. ضربات موجهة: تقود الولايات المتحدة حملة جوية محدودة، بالإضافة إلى استخدام وحدات من قواتها الخاصة، تستهدف المنشآت النووية الإيرانية، ومنشآت عسكرية تثير بعض القلق. ومن أجل تجنب مزيد من تصعيد النزاع إلى أزمة أوسع، تعتمد الولايات المتحدة على طائرات الشبح، التي لديها القدرة على التخفي، والتي تتميز بالسرعة، في تنفيذ المهمة، لا تستهدف مواقع عسكرية إيرانية يمكنها التصدي للضربات، مع الوضع في الاعتبار أن القوات الأمريكية ستكون مستهدفة هي الأخرى. وتصل التكلفة التقديرية العالمية حوالي 713 مليار دولار. القصف الجوي: وبموجب هذا السيناريو، تقود الولايات المتحدة حملة جوية أوسع، تستهدف منشآت إيران النووية ومواقعها العسكرية، بهدف تقليص قدرة القوات الإيرانية على الرد.. وتكون مواقع الدفاع الجوي وأنظمة الرادار ومنظومة القيادة والسيطرة، ضمن الأهداف التي تستهدفها الحملة. وتبلغ التكلفة التقديرية العالمية لهذا الخيار نحو تريليون دولار. الغزو البري: تقوم القوات الأمريكية بغزو إيران، مع فرض حصار بحري شامل، وكذلك فرض منطقة "حظر جوي"، مع قيام الجيش الأمريكي، في عملية ممنهجة، بتدمير القواعد العسكرية الإيرانية واحدة تلو الأخرى.. وهذا يتطلب أعداد كبيرة من القوات البرية لتنفيذ المهمة. التكلفة التقديرية العالمية لمثل هذا الغزو تصل إلى 1.7 تريليون دولار.