الدوحه - قنا
أكد دولة السيد علي لعريض رئيس الحكومة التونسية على عمق العلاقة التي تربط بلاده بدولة قطر، واصفاً إياها بالوثيقة والصافية جداً، ومعرباً عن تقدير الشعب التونسي لموقف دولة قطر قبل الثورة وخلالها وما بعدها. وأعرب رئيس الحكومة التونسية في حوار مع صحيفة "الوطن" القطرية نشرته الخميس عن تقديره لموقف دولة قطر عبر الدعم المالي والاقتصادي وحتى الاستثماري ومباشرة بعد الثورة، مشيراً إلى زيارته وعدد من كبار المسؤولين التونسيين لدولة قطر والتي تمخضت عن عدة مشاريع مشتركة، وقال إن علاقتنا مع قطر هي في أفضل مستوى سواء كان ذلك مالياً أو فنياً". وشدد لعريض بهذا السياق، على أن دولة قطر لم تتدخل في الشأن الداخلي لتونس إطلاقاً، وهي تقدم وتريد مساعدتنا فقط، موضحاً أنه وحتى على مستوى المساعدات، ليست استثمارات قطرية لرجال الأعمال في تونس، بل هي أيضاً أعمال اجتماعية كثيرة، فعلى سبيل الذكر لا الحصر، قطر الخيرية عندها عدد كبير من الأعمال الخيرية في كافة الجهات في تونس". وجدد رئيس الحكومة التونسية رفضه لادعاءات بان دولة قطر تتدخل في شأن تونس أو شيء من هذا القبيل، وقال" نحن نرفض هذا ونتألم منه، وأفهمنا أشقاءنا في قطر، بأنها اندفاع الحريات، وأنها لا تمثل عامة الشعب التونسي، وهم فعلاً مشكورون، أخذوا ذلك بعين الاعتبار، وفعلاً علاقتنا في افضل مستوى، وتبشر بكل الخير". وأكد لعريض على أن مرحلة الحوار الوطني في بلاده هو نوع من الوفاق بين اهم الاطراف السياسية والاجتماعية على صيغة لاخراج البلاد من مرحلة شهدت فيها كثيراً من التجاذبات والصراعات والشكوك المتبادلة مما أثر سلباً على وضعها الأمني والاقتصادي وحتى السياسي. وأشار إلى أنه قد تم تحديد أهداف عليا للبلد خلال هذه المرحلة الانتقالية مثل أن يكون له دستور وطني وأن تجرى فيه انتخابات ديمقراطية بعد إعداد مستلزماتها القانونية وتكون الحكومة التي تدير الشأن لاسيما في مرحلة الانتخابات محل توافق ولا يطعن في نزاهتها أو ميلها إلى هذه الجهة أو تلك. وأعرب السيد لعريض رئيس الحكومة التونسية في حواره لصحيفة "الوطن" عن أمله في تذليل كافة المشاكل والعوائق والصعوبات من أجل انجاح الحوار الوطني. وأوضح أن تكليف أحد بالسلطة أو ادارة شأن بلد مثل تونس خلال هذه المرحلة المليئة بالتحديات والطموحات والصعوبات وبعد ثورة وفي منطقة وإقليم صار فيه زلزال من الثورات ويلعب فيه الإرهاب بل وجد فيه متسعاً لكي يفعل أفاعيله، ليست مكافأة وانما كان استحساناً للشخص الذي يستطيع أن يصمد على هذه الابتلاءات والمحن. وأكد رئيس الحكومة التونسية في حواره على "إن بلاده بصفة عامة هي بيئة طاردة للإرهاب ومناهضة له وتكوينها والمزاج العام الشعبي، هو مزاج نسبياً يرفض الإرهاب، والغلو، سواء كان هذا الغلو على أساس الدين، أو العلمانية، أو التطرفات اليسارية، وأن السمة الغالبة على قطاعات عريضة من المجتمع هي الوسطية". وأوضح أن بلاده ماضية في طريقها ..وطريقها هو إنهاء هذه المرحلة الانتقالية بتضافر جهود كل عقلائها، والغالبية الساحقة من شعبها، وهو أن يكون لها دستور، وأن تكون لها مؤسسات شرعية مفرزة عبر الانتخابات، وأن تكون في حالة أمن وسلم داخلي، وأن تكون متوحدة إزاء التحدي الأكبر، وهو الإرهاب، والتنمية إلى آخره . وحول الوضع الاقتصادي لبلاده قال العريض"إن البلاد بشهادة خبراء الاقتصاد الحقيقيين، بعيدة تماما عن موضوع الإفلاس، وقال "عندنا مشكلات حقيقة، وهي تكمن في نسبة النمو التي حققناها، ليست في المستوى الذي يلبي لنا ما نريده من تحقيق تنمية في المناطق النائية، والمهمشة، والوصول إلى نسبة تشغيل كبيرة والبطالة التي يعاني منها الشباب في تونس تحسنت في السنوات الثلاث الماضية، أو على الأصح في سنتين، أي من نهاية 2011، وإلى شهر سبتمبر الماضي، انقصنا ثلاث نقاط في المائة في البطالة، وهذا ليس سهلاً، وفي بعض الدول تزيد فيها البطالة وليس العكس".