كشف رئيس الأمن العام في مملكة البحرين اللواء طارق الحسن عن عمليات البحث والتحري التي قامت بها وزارة الداخلية للكشف على المتورطين في العمل الإرهابي الذي حدث في الرفاع واستهدف المصلين خلال صلاة التراويح وعرض خلال مؤتمر صحافي عقد أمس تصوير الكاميرات الأمنية في الشوارع التي مر فيها المتهمون بالسيارة حتى وصلوا إلى المسجد وقاموا بتفجيرها عن بعد باستخدام عبوة متفجرة محلية الصنع. وقال اللواء طارق الحسن، إنه «في إطار حرص وزارة الداخلية على اطلاع الرأي العام على مستجدات الوضع الأمني، وإبراز نتائج الجهود الأمنية المكثفة التي تتواصل على مدار الساعة لحفظ الأمن والنظام والاستقرار والتصدي للأعمال الإرهابية التي تتنافى مع القانون، يأتي هذا المؤتمر الصحافي استكمالا للإعلان الصادر يوم الأحد الموافق 21 - 7 - 2013 بخصوص تمكن الأجهزة الأمنية من القبض على 3 من المتهمين في التفجير الإرهابي الذي وقع في موقف سيارات مسجد بمنطقة الرفاع أثناء أداء المصلين لصلاة التراويح». وأوضح اللواء الحسن أنه كنتيجة مباشرة للتعاون والتنسيق المستمر والذي يتم على أعلى مستوى بين كل الأجهزة المختصة، فقد تم تحديد هوية عدد من المشتبه بضلوعهم في هذا العمل الإرهابي، حيث تمكنت الشرطة من القبض على 3 منهم وهم: حسين حسن عباس المدهون (25 عاما)، وعلي محمد حبيب محمد عاشور (34 عاما) وزهير جاسم محمد عباس (32 عاما). وأكد اللواء الحسن أن المتهمين قد تم عرضهم على النيابة العامة وتسجيل اعترافاتهم، بينما لا تزال أعمال البحث مستمرة للقبض على الباقين منهم تمهيدا لتقديمهم للعدالة، فيما أوضح أن أعمال البحث والتحري قد كشفت بأن هذه العملية الإرهابية قد تم التخطيط لها بشكل مسبق مع دراسة الوقت الأنسب للتنفيذ من حيث وجود الكثير من سيارات المصلين في الموقع، واستغلال حركة دخول وخروج المصلين للدخول إلى المنطقة، وقام المتهمون بسرقة سيارتين من منطقة سلماباد الأولى نوع «شيفورليه» كحلية اللون (جيب صغير) خاصة والثانية سيارة نقل خاص اللون أبيض «بيك آب»، ووضعوا بداخل السيارة الأولى قنبلة محلية الصنع عبارة عن أسطوانتي غاز موصولتين بمصدر إشعال يعمل عن بعد، حيث قام المتهم الأول المدعو حسين المدهون بقيادة السيارة الأولى التي تم تفخيخها، وقام المتهم الثاني علي محمد حبيب بقيادة السيارة الثانية التي استخدمت في الهروب، وانطلقت السيارتان من منطقة كرزكان إلى منطقة الرفاع ثم أوقف المدعو حسين المدهون السيارة المفخخة الجيب بالقرب من المسجد، ثم ركب السيارة الثانية مع المتهم الثاني وقام بتفجير السيارة ولاذ الاثنان بالفرار، وقد تم رصد خط سير السيارتين والتعرف على المتهمين عن طريق الكاميرات الأمنية، إضافة إلى الأدلة المادية والعلمية الأخرى سواء تلك التي وجدت في الموقع أو التي تم رفعها من موقع الانفجار والسيارات المستخدمة في العملية والتي شملت رفع البصمات وفحص عينات من الحمض النووي الـDNA. وسرد رئيس الأمن العام البحريني تفاصيل سير الأحداث قائلا إنه «في يوم الأربعاء 17 يوليو 2013 وفي نحو الساعة 8.30 مساء، تلقت غرفة العمليات الرئيسة، بلاغا يفيد بانفجار سيارة في موقف سيارات مسجد بمنطقة الرفاع، حيث تم توجيه أطقم الدفاع المدني والدوريات المختصة وطاقم مسرح الجريمة والمختبر الجنائي إلى موقع الحدث لاتخاذ الإجراءات الأمنية المقررة، وإجراء المعاينة ورفع البصمات من قبل الفنيين حيث أظهرت المعاينة الأولى وجود سيارة نوع (شيفروليه)، اللون كحلي، (جيب) منشطرة ومحترقة بالكامل مع تناثر شظايا السيارة لنحو 50 مترا، كما تعرض عدد من السيارات القريبة من الانفجار لأضرار». وأشار اللواء الحسن إلى أنه تم إجراء المعاينة والكشف على موقع الانفجار، حيث تمكنت الفرق المختصة من رفع الأدلة الجنائية التي عثر عليها بالقرب من السيارة المنفجرة ومن ضمنها قاعدتان لأسطوانتي غاز منشطرتان، وصمام خاص بأسطوانات الغاز وأسلاك، كما عثر في الموقع على بطارية متضررة وبقايا للوحة هاتف نقال، وبمقارنة الأسلوب المستخدم في التفجير وصنع القنبلة تبين أن هذه الطريقة شائع استخدامها في أسطوانات الغاز المعدة كعبوات متفجرة، وفق ما أثبتته أعمال المعاينة لعمليات تفجير إرهابية سابقة في مواقع مختلفة». وبحسب الأدلة المادية التي تم رفعها من الموقع وتقرير الخبير، تبين أن الأسطوانتين، تم تفجيرهما على الأرجح بواسطة تحكم عن بعد باستخدام هاتف نقال مع تدعيم الأسطوانتين بجالون يحتوي على سائل سريع الاشتعال لزيادة تأثيرهما التدميري، وبناء على التقديرات كان من المتوقع وجود خسائر فادحة في الأرواح لولا ستر الله، نظرا لطبيعة الموقع والتوقيت خصوصا وأننا في شهر رمضان الكريم، وتوافد الكثير من الناس لأداء صلاة التراويح في المسجد المستهدف للطائفة السنية وتوقيت العملية يظهر النية لدى من خطط لهذا العمل الإرهابي ونفذه لجر البلد إلى صدامات أهلية وفتنة طائفية لا يحمد عقباها. وأشاد رئيس الأمن العام البحريني بالتعاون والشراكة المجتمعية المتقدمة التي أبداها المواطنون والمقيمون والتي ساعدت كثيرا في الكشف عن ملابسات القضية وتحديد هوية الإرهابيين والقبض عليهم، فيما أكد أن رجال الأمن ملتزمون بأداء واجبهم في حفظ أمن واستقرار الوطن ويمارسون مهامهم في إطار القانون ويعملون على تطبيقه في مختلف الظروف ومهما كانت التحديات.