ناشد مفتي الجمهورية الشيخ محمد رشيد قباني اللبنانيين من جميع الطوائف والمذاهب، "التنبه الى مخاطر الفتن المتنقلة التي تدور في أفق وفضاء لبنان وعلى أرضه، تترقب الفرصة السانحة لتنقض على اللبنانيين وتتمكن منهم، وهي تبتغي اقتتال اللبنانيين بين بعضهم البعض، واقتتال العرب في ما بينهم، وقتال المسلمين لبعضهم أيضا"، معتبراً "إن التعصب المستشري في صفوفنا، كل لرأيه وحزبه وجماعته ومعتقده ومعسكره، وتسابق الكل للاستيلاء على السلطة دون الآخر، لن يزيدنا إلا ضعفا". وجه مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ محمد رشيد قباني رسالة شهر رمضان المبارك قال فيها:"أيها المسلمون، نستقبل غداً أو بعد غد إن شاء الله تعالى، أفضل شهور السنة شهر رمضان بعد إثبات رؤية هلاله بعد غروب شمس هذا اليوم إن شاء الله تعالى، وهو شهر خصه الله من بين شهور السنة وفضله عليها، فاختصه بإنزال كتابه الأخير إلى العالمين وهو القرآن الكريم فيه، وإليه الإشارة بقول الله تعالى في القرآن الكريم: "شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدى للناس"؛ وأنزله الله أول ما أنزله تحديدا في ليلة من لياليه". اضاف :"أيها المسلمون، بل وأيها اللبنانيون من جميع الطوائف والمذاهب، إن الفتن المتنقلة التي تدور في أفق وفضاء وطننا لبنان وعلى أرضه، تترقب الفرصة السانحة لتنقض على اللبنانيين وتتمكن منهم، وهي تبتغي اقتتال اللبنانيين بين بعضهم، واقتتال العرب في ما بينهم، وقتال المسلمين لبعضهم أيضا، وإن التعصب المستشري في صفوفنا، كل لرأيه وحزبه وجماعته ومعتقده ومعسكره، وتسابق الكل للاستيلاء على السلطة دون الآخر، لن يزيدنا إلا ضعفا، وهذه العصبيات التي تغلغلت فينا ما جعلتنا إلا أدوات لمشاريع لم نضعها نحن لأنفسنا، بل أكثرها مشاريع الغير على أرض وطننا لبنان، وهي لن تعود على وطننا وأمتنا في محيطنا إلا بالخراب والويلات". وأكد المفتي قباني، "ان التصدي للفتنة واجب ديني ووطني على المسلمين والمسيحيين، ودار الفتوى في الجمهورية اللبنانية تقوم بدور فعال لتجنيب لبنان أسباب الفتنة ومسبباتها بالتعاون مع الجميع، وتدعو القيادات السياسية والدينية إلى تحمل مسؤولياتها في هذه المرحلة الحرجة بالحوار وبالخطاب السياسي المعتدل الذي يطمئن اللبنانيين، والعمل على إعادة الثقة في ما بينهم وإبقاء الخلاف السياسي في حدوده السياسية وعدم تجاوزه ليمس المشاعر التي تنزلق بهم الفتن، وما يحصل في بعض المناطق بين الحين والآخر من أحداث أمنية يستدعي منا مزيدا من الالتفاف على بعضنا البعض وتحصين مؤسساتنا الرسمية الحاضنة للجميع، ولا خوف ان شاء الله تعالى من فتنة داخلية ما دامت القيادات اللبنانية تتحلى بالحكمة والوعي والحوار بين جميع القوى للتوصل إلى حلول إنقاذية تصون البلاد وتوفر له أمنه واستقراره". وختم المفتي قباني بالقول :"وكما أصبحت قضية فلسطين اليوم، خارج أولويات دولنا وشعوبنا العربية لانشغالها بويلاتها، ومحاولات لملمة أوضاعها، أو دفع الأخطار عن نفسها، فغدا أيضا سننسى ديننا وقيمنا وسيادتنا على أوطاننا ونضيع استقلالنا، فالغد الذي نستشرفه في أجواء سيطرة العصبيات، هو غد بلا أوطان، هو غد الجماعات المتفرقة، التي تصارع بعضها للبقاء فقط بلا رسالة ولا هدف سوى الدفاع عن النفس في بحور من الدم والملاحم، حفظ الله لبنان وشعبه من الأعظم".