الكويت ـ وام
أعرب مجلس الأمة الكويتي عن استنكاره الشديد لجميع "الدعوات الضالة" لاستغلال ما تشهده سورية من أحداث في التحريض على إثارة النعرات الطائفية وتقسيم المجتمع وتهديد أمنه وكيانه، داعيًا إلى الوقوف صفًا واحدًا لمحاربة الفتن والمحافظة على الوحدة الوطنية.وطالب المجلس، في بيان صحافي، الخميس، بثته وكالة الأنباء الكويتية، الحكومة بتطبيق القانون على الخارجين عليه من دون تلكؤ أو تأخير وأن تقطع بسيف العدالة دابر كل من يضمر الشر بالكويت التي لن تسمح للتطرف الأعمى والسلوكيات المريضة بأن تهدم "بيتنا الكبير". وقال البيان إنه "مع تفاقم الأوضاع في سورية برز علينا من يحاول استغلال تلك الأحداث في التأجيج الطائفي ونقل ساحة القتال إلى مجتمعنا المسالم الذي جبل منذ نشأته على التواد والتراحم بين أطيافه وجميع فئاته". وندد بجميع الدعوات الضالة والسلوكيات المتطرفة والدخيلة على المجتمع الكويتي الآمن. مضيفًا أن الكويت كانت وما زالت بلدًا "ينأى بنفسه عن التدخل في الشؤون الداخلية لأي دولة وهي في معظم الأحوال تقف على الحياد بشكل يجعلها لا تتخلى عن واجباتها الإنسانية تجاه الشعوب المكلومة والمتضررة". وذكر أن موقف الكويت السياسي واضح وصريح تجاه ما يجري في سورية من أحداث "وارتضينا جميعا ما قررته الدبلوماسية الكويتية في هذا الشأن"، مضيفًا أنه "لا يمكن لأيِ كان أن يخرج على هذه القرارات والمواقف وأن يهدد وحدة الوطن بإطلاق التهديدات والتصريحات المعادية لأي من مكونات المجتمع الواحد". ونبه البيان، إلى أن الكويت لا تتحمل مثل هذا التصعيد الخطير الذي يهدد أمن المواطنين ويزعزع استقرار الوطن، مطالبًا الحكومة القيام بدورها والنهوض بمسؤولياتها لوأد هذه الفتنة قبل استفحالها، وأن تضرب بعصا القانون كل من يحاول ترويج خطاب الكراهية ويهدد النسيج الاجتماعي ويضرب اللحمة الوطنية في مقتل". وجاء في البيان " أنه لم يسبق لأي متطاول أن بلغت فيه الجرأة إلى الحد الذي يهدد فيه جهارًا نهارًا بتجييش الآلاف من شبابنا والزج بهم إلى التهلكة في قضايا خارجية لا دخل لمجتمعنا بها، كما لم يسبق أن بلغت الجسارة بأحدِ إلى درجة أن أعلن صراحة عن جمع أموال طائلة خارج مظلة القانون، ومع ذلك لا تتحرك الجهات المعنية في الدولة لمساءلته عن الكيفية والطريقة التي جمع بها الأموال". مؤكدًا أن هذه السلوكيات المتطرفة خارجة عن إطار الدين والوطنية والدستور والانتماء لهذا الوطن، وفيها إذكاء لنار الطائفية وتهديد مباشر لأمن مجتمع الكويت الذي يقاوم منذ الأزل جميع المحاولات الساعية لشق وحدة الصف والتكسب الرخيص من الاختلافات المذهبية والقبلية والفئوية.