عمان ـ إيمان أبو قاعود
عاد الهدوء الحذر إلى مدينة معان جنوب الأردن بعد أن ألقت الأجهزة الأمنية على 7 أشخاص على خلفية ظهورهم في مقطع فيديو يظهر جثة أثنين من المطلوبين اللذين قضيا، إثر تبادل لإطلاق النار مع قوة أمنية الأسبوع الماضي في منطقة الراشدية. وقال المكتب الإعلامي، الأربعاء، إنه جرى تحويل 7 أشخاص من المثبت تورطهم في الفيديو إلى المدعي العام، فيما جرى تحليل مقطع الفيديو وتحديد هوية الأشخاص الظاهرين فيه، وبناء عليه تم ضبط الأشخاص السبعة في وقت متأخر من مساء الثلاثاء، وإداعهم عند المدعي العام لإتخاذ الإجراءات القانونية حيالهم. وتشهد مدينة معان جنوب الأردن اشتباكات يومية منذ حوالي 10 أيام بين الأهالي وقوات الشرطة التي تستخدم الغاز المسيل للدموع لتفريق المتجمهرين. جدير بالذكر أن مدينة معان شهدت عصياناً مدنياً يومي السبت والأحد الماضيين، بسبب مطاردة أمنية، الثلاثاء الماضي في إحدى الكسارات نتج عنها مقتل شخصين من المطلوبين وإصابة ثالث من قبل قوات الأمن. وأمهل وجهاء معان في اجتماع عقد مساء الخميس الحكومة الأردنية 48 ساعة للكشف عن حقيقة هذا الفيديو والتمثيل بجثث أبنائهم وتقديم الجناة للمحاكمة لأن هذا الفعل مخالف للدين والعادات والتقاليد. وأكد ذوو المصاب أن من أطلق النيران على أبنهم والمتوفين اللذين كانا معه، هم من الأجهزة الأمنية، وليس كما انتشر على مواقع التواصل الاجتماعي ادعى ناشروها أن من قتلهم هم أشخاص مدنيين كانوا قريبين من منطقة المطاردة، بحسب ما أخبرهم أبنهم المصاب. وقال شقيق المصاب خلال اجتماع عقده وجهاء معان الثلاثاء إن الأجهزة الأمنية تركت المصابين الثلاثة في موقع المطاردة لمدة ساعتين كاملتين، دون ان تقدم لهم الإسعافات الأولية أو تنقلهم إلى المستشفى، الأمر الذي أدى إلى قيام بعض من كان بالقرب من منطقة المطاردة بتصوير الجثث و التنكيل بها، على حد وصفه. وكان مصدر أمني صرح لـ"العرب اليوم" عن تفاصيل الحادثة، بأن قوة أمنية طاردت ثلاثة أشخاص في منطقة الراشدية بالمقربة من مقالع وكسارات الثلاثاء الماضي ، إثر تلقي مرتبات مديرية شرطة العقبة جنوب الأردن بلاغا بقيامهم بإطلاق النار بصورة عشوائية على العاملين في بعض الكسارات وسرقة محتوياتها. وفور وصول القوة الأمنية لاذوا بالفرار إلى منطقة جبيلة وعرة ، وبادروا بإطلاق أعيرة نارية مكثفة باتجاة قوات الأمن ومواطنين تواجدوا في محيط المنطقة ، الأمر الذي أرغم القوة الأمنية الرد عليهم بالمثل بعد أن رفضوا الامتثال بتسليم أنفسهم . وأشار المصدر إلى أنه فور توقف إطلاق النار قام مجموعة من المواطنين بالصعود إلى المنطقة الجبلية التي كان المسلحون يتواجدون فيها وفي تلك اللحظة كان الأشخاص كافة مجهولين بالنسبة للقوة الأمنية فتم إرسال عناصر أمنية بلباس مدني إلى تلك المنطقة لاستطلاع الأمر، ومعرفة هوية المسلحين وضمان عدم تجدد الاشتباك في حال ثبوت أنهم من أبناء المنطقة نفسها ومن أقارب المواطنين اللذين هرعو إلى المكان، وفور تيقن العناصر الأمنية بالباس المدني بأن المسلحين من خارج أبناء المنطقة تحفظوا على السلاح الناري الذي كان بحوزتهم واستدعي على الفور الأمن العام والشرطة المتواجدين في محيط المنطقة، حيث تم ابعاد المواطنين من المكان مباشرة، ونقل الأشخاص إلى أقرب مستشفى.