الخرطوم - عبد القيوم عاشميق
كشف جهاز الأمن والمخابرات السوداني أن حركة العدل والمساواة فصيل جبريل إبراهيم نفذت عملية إرهابية في منطقة بانا داخل الأراضي التشادية واستهدفت عددا من القادة المنشقين عن الحركة والموقعين على اتفاق سلام الدوحة مع الحكومة في نيسان/أبريل الماضي، والذين كانوا يتحركون دون حراسة. وأشار جهاز الأمن والمخابرات في بيان له مساء الأحد، إلى مقتل كل من أركو سليمان ضحية ومحمد بشر وخمسة آخرين بالإضافة إلى اقتياد قرابة عشرين شخصاً من الوفد، وأوضح البيان أن المتمردين الذين نفذوا هذه العملية استولوا على عدد من السيارات إلى جانب عربة مدير الأمن التشادي في منطقة الطينة. وأعلن البيان إدانة قيادة البلاد والحكومة السودانية لهذه الجريمة الإرهابية والمسلك العدواني الذي يؤكد أن حركة التمرد التي يقودها جبريل إبراهيم تمارس الإجرام باسم النضال، وأن أعمالهم الإجرامية هذه لن توقف مسيرة السلام لعودة الاستقرار إلى دارفور، وكان محمد بشر أحد القيادات العسكرية في حركة العدل والمساواة الأم لينشق عنها بعد مقتل زعيم الحركة خليل إبراهيم في العام 2011، أما نائبه أركو سليمان ضحية فكان يشغل منصب رئيس هيئة الأركان في حركة تحرير السودان جناح مني أركو مناوي ثم انشق عنها لينضم إلى حركة العدل والمساواة في العام 2010، وشغل فيها منصب نائب القائد العام لقوات الحركة، وانشق عنها لاحقاً مع محمد بشر ليوقعا اتفاقا مع الحكومة السودانية الأشهر الماضية في العاصمة القطرية الدوحة. ووصف رئيس حركة تحرير السودان القيادة التاريخية الدكتور عثمان إبراهيم موسى الاغتيال بأنه مؤشر خطير، مضيفاً في تصريحات إلى "مصر اليوم" عبر الهاتف من جنوب دارفور أن العملية في مجملها استهداف لعملية السلام في الإقليم، مشيراً إلى أن الجبهة الثورية والتي تضم حركة العدل والمساواة جناح جبريل إبراهيم وآخرين أعلنت مراراً أنها ستستهدف القيادات الموقعة على اتفاقيات سلام ثنائية مع الحكومة السودانية، وأضاف "الأمر يشكل مهدداً مباشراً وخطيراً لعملية السلام. وقال نائب رئيس حركة الإرادة الحرة الدارفورية هاشم عثمان إن هذا المسلك يهدد السلام في إقليم دارفور، واصفاً العملية بالإرهابية، وتوقع أن تتسبب في عداء بين مكونات قبيلة الزعاوة التي ينتمي إليها جبريل إبراهيم زعيم حركة العدل والمساواة ومحمد بشر ونائبه أركو سليمان ضحية. وأضاف هاشم في تصريحات إلى "مصر اليوم" أن مقتل هؤلاء وهم قيادات سيلقي بظلال سالبة على اتفاقية الدوحة الأخيرة الموقعة مع هؤلاء إن لم تكن عملية الاغتيال تعني الموت الكامل للاتفاقية، وكانت "العدل والمساواة" قامت أخيراً باغتيال نائب القائد العام لذات المجموعة محمد بشر وضحية وهو صالح محمد جربو، في كمين نصبته له في منطقة فوراوية في ولاية شمال دارفور. وقال المستشار السياسي لرئيس الحركة نهار عثمان إن مجموعة جبريل إبراهيم نفذت الاغتيال ضمن محاولاتها الرامية لنسف السلام في دارفور، متهما في مقابلة سابقة مع "مصر اليوم" أعداء السلام باستخدام قضية دارفور كغطاء لتحقيق أجنداتهم.