الخرطوم ـ مصر اليوم
نفت "هيئة علماء السودان"، صدور أي فتوى منها تمنع إهداء المصحف الشريف إلى القائم بأعمال السفارة الأميركية في الخرطوم جوزيف استانفورد. وقال مساعد الأمين العام للهيئة، د.حيدر خضر التوم، في تصريحات له، الخميس، "إن الخبر الذي ورد في الصحف عن هذا الأمر يغلب عليه الطابع الشخصي بعيدًا عن الهيئة، وإن الفتاوى بشأن القضايا تخرج من دائرة الفتوى داخل الهيئة وبصورة رسمية موقّعة من رئيسها". وكرمت جماعة "أنصار السنة" في السودان، القائم بأعمال السفارة الأميركية في الخرطوم، الاربعاء، خلال زيارته إلى المركز العام للجماعة في العاصمة، حيث أهداه الرئيس العام للجماعة الشيخ إسماعيل عثمان نسخة من المصحف الشريف، وأعداد من مجلة الاستجابة الإسلامية التي تصدرها الجماعة، بعدما نشط استانفورد في الفترة الأخيرة في القيام بزيارات إلى شيوخ الطرق الصوفية في الخرطوم وخارجها". وانتقد عضو "هيئة علماء السودان"، عبدالرحمن حسن، ما قام به الرئيس العام لجماعة "أنصار السنة المحمدية"، ووصفه بـ"الفعل المستغرب"، حيث قال "كيف لرجل من المنتسبين إلى حقل الدعوة الإسلامية يهدي مصحفًا إلى القائم بالأعمال الأميركي في السودان". وفي تعليق له على اللقاءات والزيارات التي درج على إجرائها الدبلوماسي الأميركي، قال الباحث السوداني سليمان صديق، في تصريحات لـ"مصر اليوم"، إن زيارات القائم بالأعمال الأميركي لشيوخ الطرق الصوفية وللقيادات الدينية، تأتي في إطار خطة أميركية لمواجهة الأصولية الإسلامية في أفريقيا، وهذه الخطة اعتمدتها الولايات المتحدة في أفغانستان، وتعتمدها الآن في غرب أفريقيا، حيث قامت بإنشاء مجلس أعلى للطرق الصوفية هناك، ولا تقوم واشنطن وحدها بذلك العمل، حيث يشاركها في ذلك الاتحاد الأوروبي، فهو أنشط من الولايات المتحدة الاميركية في غرب أفريقيا مثلاً في إطار تقاسم الأدوار". واختتم صديق تصريحاته، بالإشارة إلى أن القائم بالأعمال الأميركي وممثلين للاتحاد الأوروبي، أجروا لقاءات في الخرطوم مع قيادات الحركة الإسلامية و"أنصار السنة" والتيار السلفي، على الرغم من أن هؤلاء مصنفين بموجب الخطة على أنهم من الأصوليين الإسلاميين، لكن اللقاءات مع هؤلاء تأتي في إطار عملية تكتيكية بحتة".