غزة – محمد حبيب
قال المتحدث الرسمي باسم حركة المقاومة الإسلامية "حماس" سامي أبو زهري إنّ من يصنع القرار داخل حركته ليس رئيس المكتب السياسي أو نائبه، إنّما قادة الحركة بأكملها. وأكد أبو زهري في تصريحات صحافية، السبت "أن من يصنع القرار في حماس ليس رئيس الحركة خالد مشعل أو نائبه إسماعيل هنية أو أي قائد آخر، بل المؤسسة، وما تقرره هذه المؤسسة هو الذي يعتمد وينفّذ"، مشددًا على أنّ المواقف السياسية لحركة حماس هي مواقف ثابتة، خصوصاً مع الاحتلال الإسرائيلي. وأضاف "نحن نعتبر أنّ "إسرائيل" احتلت أرضنا، ويجب أن تنهي احتلالها لأرضنا"، موضحاً أنّه يجب استخدام الوسائل كافة لتحرير فلسطين، بما فيها المقاومة التي يكفلها القانون الدولي، والتي لا تعترف بها "إسرائيل". ورداً على سؤال فيما إذا كان التغير في حماس قد يُحدث أيّ تغير في العلاقة مع "إسرائيل"، اعتبر الناطق باسم حماس أنّه وبغض النظر من هو رئيس المكتب السياسي؛ فإنّ لحركة حماس مواقف ثابتة، "ومن الظلم أن يُطلَب من الشعب الفلسطيني أن يعترف بالاحتلال، بينما الاحتلال لا يعترف بحقوقنا، ولذلك نحن لا نعترف بالاحتلال؛ لأنه هو الذي احتل أرضنا، وهذا شيء ثابت في الحركة سواء بوجود خالد مشعل أو أي قائد آخر". وفيما يتعلق بعلاقة حماس مع القاهرة، علّق أبو زهري "هناك ثورة في مصر، ولكن هذه الثورة في حاجة إلى وقت كي تنضج، ومصر في حاجة إلى وقت كي تعيد ترتيب أوضاعها الداخلية، ونحن في حماس غير مستعجلين من الاستفادة من الثورة المصرية". وأوضح أنّ حماس تتعامل مع مصر كدولة كبيرة، فهي "دولة مؤسسات، ونحن نتعامل معها كدولة بغض النظر من يقودها، حينما كان مبارك يحاصرنا، وكان سبباً في الحرب علينا، وبارك الحرب على غزة، نحن تعاملنا معه لأن المستقبل في الحقيقة للشعوب، ولذلك نحن احترمنا مصر حينما كان مبارك، ولم نأخذ أي قرار فيه انتقاد لمبارك، رغم أنّ نشاطه كان معروفًا معنا، وبالتالي من باب أولى أن نتعامل باحترام مع الرئيس محمد مرسي". وتابع حديثه "بغض النظر عن شخصية الرئيس المصري أو انتمائه السياسي، نحن نتعامل مع مصر كدولة، وما يدلل على ذلك أكثر أننا ما زلنا نتعامل مع جهاز المخابرات ذاته الذي كان قناة التواصل مع القيادة المصرية السابقة، وهو بأشخاص أداة اتصاله نفسهم مع القيادة المصرية الحالية". وشدّد أبو زهري على أنّ حركته حريصة على العلاقة مع الأطراف كافة، ولاسيما الأطراف التي لها مواقف متميزة تجاه فلسطين، ومن بين تلك الأطراف "تركيا، فهذه الدولة لها مستقبل واعد في المنطقة، واضح أنها دولة طموحة ومعنية بتفعيل دورها في المنطقة، لذلك نحن معنيون بالعلاقة معها، والاستفادة منها"، موضحاً أنّ حماس "لا تضع فيتو مع أي طرف، الفيتو الوحيد الذي تضعه هو مع الاحتلال الإسرائيلي". واستدرك أبو زهري "المشكلة في علاقة حماس دولياً ليست في أنّها حماس، بل في أنّ الآخرين يسدون الأبواب ويغلقونها في وجهنا؛ نحن معنيون في علاقات مع دول غربية وشرقية، وهذا هدف لدينا في حماس، لكن مقاطعتنا مع الاحتلال فقط كونه يحتل أرضنا".