رام لله ـ وكالات
كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات يشدد على رفض التدخل الأمريكي في الشؤون الفلسطينية الداخلية، وذلك بعد استقالة رئيس الوزراء سلام فياض. وحماس ترحب بالاستقالة، معتبرة أن فياض ترك الحكومة غارقة في الديون. شدد كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات اليوم الأحد (14 نيسان/ أبريل 2013) على رفض التدخل الأمريكي في الشؤون الفلسطينية الداخلية، وذلك بعد استقالة رئيس الوزراء سلام فياض. وقال عريقات، للإذاعة الفلسطينية، إن استقالة فياض "قضية فلسطينية بامتياز"، مؤكداً على رفض أي تدخل أمريكي فيها من قبل المسؤولين الأمريكيين.وذكر عريقات أن الرئيس محمود عباس سيباشر قريباً بإجراءات مشاورات لتشكيل حكومة جديدة، متأملاً أن توافق حركة حماس على تنفيذ تفاهمات المصالحة وتشكيل حكومة توافق من شخصيات مستقلة تمهيداً لإجراء الانتخابات العامة. وكان عباس قد وافق أمس السبت على استقالة فياض وكلفه بتسيير الأعمال لحين تشكيل حكومة جديدة، وذلك بعد شهور من الجدل بشأن ذلك على خلفية انتقادات لحركة فتح والنقابات ضد رئيس الوزراء المستقيل. وبرز الخلاف بين عباس وفياض منتصف الشهر الماضي بسبب استقالة وزير المالية في حكومته نبيل قسيس الذي أمضى فقط 10 أشهر في منصبه وذلك رغم تمسك عباس به، ما أثار غضب واحتجاج الرئاسة.الرئيس الأمريكي بارك أوباما في لقائه مع رئيس الوزراء الفلسطيني المستقيل سلام فياض في شهر مارس الماضي وبينما رفض المسؤولون الإسرائيليون التعليق على استقالة فياض، اتصل وزير الخارجية الأميركي جون كيري بالرئيس الفلسطيني وطلب منه تطويق أزمة استقالة فياض من منصبه وحل الإشكال.كما نوهت المتحدثة باسم مجلس الأمن القومي الأمريكي كايتلن هايدن قائلة: "نشيد بالأدوار المهمة التي لعبها الرئيس محمود عباس و رئيس الوزراء فياض ونثمن جهودهما في وقت نعمل فيه ودول أخرى من أجل دعم دولة فلسطينية مستقلة وقابلة للحياة". وأضافت: "كان رئيس الوزراء فياض شريكاً قوياً للأسرة الدولية ورائداً في دعم النمو الاقتصادي وتكوين دولة وأمن الشعب الفلسطيني. نعول على جميع القادة الفلسطينيين من أجل دعم هذه الجهود". وتنسب القوى الغربية إلى فياض، المسؤول السابق في البنك الدولي، الفضل في المساعدة على إنشاء المؤسسات التي يحتاج إليها الفلسطينيون في حالة إنهاء الاحتلال الإسرائيلي. غير أن فياض، الذي يحظى بإعجاب على نطاق واسع في الخارج بما في ذلك إسرائيل- فشل في بناء قاعدة سياسية قوية داخل المناطق الفلسطينية، مما جعله عرضة للهجوم من حركة فتح بزعامة عباس وحركة حماس التي تسيطر على قطاع غزة.من جهته أعرب أمين سر المجلس الثوري لحركة فتح أمين مقبول عن ارتياح الحركة لتقديم فياض استقالته وقبولها من قبل الرئيس عباس. وقال مقبول للإذاعة الرسمية، إن العامين الماضيين شهدا أزمات اقتصادية ومالية وثبت أن الإدارة المالية والاقتصادية للدكتور فياض "لم تكن حكيمة بل كانت مرتبكة". ولم يستبعد مقبول أن ترشح حركة فتح أحد قادتها لخلاقة فياض، لكنه قال إن التغيير في رئاسة الحكومة يستهدف بالدرجة الأولى حل الأزمات المالية والاقتصادية وانقطاع الرواتب وليس مجرد تعيين قادة من الحركة. وأكد أن التوجه حالياً هو لتشكيل حكومة جديدة من عدة فصائل في حال استمرار تعذر تشكيل حكومة توافق وطني مع حركة حماس.من جانبها رحبت حركة حماس باستقالة فياض. وقال سامي ابو زهري المتحدث باسم حماس إن فياض ترك الحكومة وهي غارقة في الديون. وهون من تأثير الاستقالة على محادثات الوحدة مع فتح. وأضاف أبو زهري أن قبول استقالة فياض لا علاقة له باتفاق الوحدة، لكنه متصل بالصراع بين فتح وفياض.