تونس ـ وكالات
وقال بيريز الطرابلسي رئيس الكنيس لفرانس برس "ينتظم حج هذا العام بين 26 و28 من الشهر الحالي، ليس لدينا بعد معطيات حول العدد المتوقع للحجيج". وسنة 2011 ألغي الحج بسبب تدهور الوضع الامني اثر "الثورة" التي اطاحت في 14 كانون الثاني/يناير من نفس العام بالرئيس المخلوع زين العابدين بن علي. واستؤنف سنة 2012 وسط اجراءات امنية مشددة وبمشاركة 1500 يهودي بينهم 500 من اوروبا وزائر وحيد من اسرائيل والبقية من تونس. ويبدأ الحج عادة في اليوم الـ33 من الفصح اليهودي ويستمر يومين.ويعد كنيس الغريبة الواقع في جزيرة جربة التي تبعد 500 كم جنوب شرقي العاصمة التونسية، والذي يعود تاريخه إلى ما يزيد على 2500 عام، أقدم كنيس في أفريقيا وأحد أقدم المعابد اليهودية في العالم. وترقد فيه ، بحسب الاسطورة، واحدة من اقدم نسخ التوراة في العالم.وتقول لافتة معلقة داخل الكنيس ومكتوبة بأربع لغات (العربية والانكليزية والفرنسية والألمانية) "يرجع عهد هذا المقام العتيق والمقدس المعروف بالغريبة إلى عام 586 قبل الحساب الافرنجي، أي منذ خراب الهيكل الاول لسليمان تحت سلطة نبوخذ نصر ملك بابل وقد وقع ترميمه عبر العصور". ويقول بيريز الطرابلسي إن اليهود يحجون إلى كنيس الغريبة منذ حوالي 200 عام، لإقامة طقوس دينية واحتفالات "الهيلولة". وتتمثل هذه الاحتفالات في اقامة صلوات وإشعال شموع داخل الكنيس والحصول على "بركة" حاخاماته وذبح قرابين (خرفان) والغناء في أجواء من الفرح وتناول نبيذ "البوخة" المستخرج من ثمار التين والذي يشتهر بصناعته يهود تونس دون سواهم.وتعرض كنيس الغريبة يوم 11 نيسان/أبريل 2002 لهجوم انتحاري بشاحنة مفخخة أسفر عن مقتل 21 شخصا (14 سائحا ألمانيا و5 تونسيين وفرنسيين اثنين) تبناه تنظيم القاعدة. وكان للاعتداء انعكاسات كبيرة على السياحة في تونس، التي يوجد بها أكبر طائفة يهودية في العالم العربي. ويعيش في البلاد أكثر من 1500 يهودي يقيم أغلبهم في جزيرة جربة وتونس العاصمة. وقبل استقلالها عن فرنسا سنة 1956، كان يعيش في تونس 100 ألف يهودي غادروا البلاد بعد الاستقلال نحو أوروبا وإسرائيل.