غزة ـ محمد حبيب
أكد القيادي في حركة "الجهاد الإسلامي" في فلسطين، أحمد المدلل، أن المقاومة لن تقف مكتوفة الأيدي أمام العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، وخروقات الاحتلال المستمرة لاتفاق التهدئة الذي رعته القاهرة قبل أشهر. وحذّر المدلل، في تصريح صحافي الخميس، من مساعي كيان الاحتلال الرامية إلى خلط الأوراق، تماشيًا مع أجنداته ومع الغطاء الذي وفرته زيارة الرئيس الأميركي باراك أوباما أخيرًا، مضيفًا أن "المقاومة تحاول قدر الإمكان أن تجنب شعبنا معركةً مع العدو لا ندري مداها، لكن إذا اضطررنا، فنحن نثق بقدرة المجاهدين على ردع الاحتلال وكبح عدوانه". ونقلت وسائل إعلام العدو، عن مصادر سياسية إسرائيلية، قولها "إن رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو قرر منذ انتهاء عملية (عامود السحاب) عدم السماح بالعودة إلى الوضع الذي يتعرض فيه الجنوب - لما وصفه - قصفًا بالتنقيط"، فيما علّق المدلل على ذلك قائلاً "إن قادة الاحتلال يحاولون دائمًا طمأنة الجمهور الإسرائيلي بهذه الغارات، التي تشن على أهداف داخل قطاع غزة، ومن خلال التهديدات المتصاعدة"، مشددًا على أن فصائل المقاومة على أهبة الاستعداد في الميدان لصدّ عدوان الاحتلال. ودعا القيادي في "الجهاد"، الشعب الفلسطيني في أماكن تواجده كافة، وبخاصة في الضفة الغربية، للانتفاض في وجه عدوان الاحتلال المتصاعد، والذي راح ضحيته مساء الأربعاء قتيلان في مدينة طولكرم، مضيفًا "من الضروري تصعيد حالة الاشتباك الجماهيري ضد الاحتلال، الذي يُمعن في جرائمه العدوانية ضد أبناء شعبنا، ويواصل حربه المسعورة على الأسرى، إلى جانب عمليات تهويد المقدسات، وتنفيذ مشاريع نهب الأرض الفلسطينية"، لافتًا إلى "خطورة الدور الذي تلعبه أجهزة أمن السلطة في الضفة، لمنع اندلاع انتفاضة شعبية، وملاحقة وتعقب واعتقال قيادات وكوادر حركة (الجهاد الإسلامي) هناك"، مطالبًا بمواصلة فعاليات الإسناد والنصرة للأسرى الأبطال في معركتهم، منوهًا إلى أن "القيام بهذا الواجب الأخلاقي والديني والوطني، من شأنه تحريك عزائم الجماهير كي تنتفض وتتحول إلى كرةٍ ملتهبة في وجه الاحتلال". وحذرت الحكومة المقالة في غزة إسرائيل، من تداعيات تصاعد التوتر، إثر شنّت طائرات الاحتلال الأربعاء، غارتين على القطاع الساحلي، وذلك بعد تهديد إسرائيلي بالرد على أي هجوم، وفي الوقت نفسه، استنكر الأزهر "الهجمات الصهيونية على قطاع غزة". واعتبر المكتب الإعلامي للحكومة في بيان صحافي، أن "استئناف الغارات الإسرائيلية على غزة، يُشكل تهديدًا معيقًا لاتفاق التهدئة، المعلن بوساطة مصرية منذ تشرين الثاني/نوفمبر الماضي، مضيفًا "إن محاولة الاحتلال الهروب إلى الأمام، وحرف الأنظار عن جرائمه المرتكبة بحق مواطنينا في المعتقلات وفي الضفة الغربية عبر التصعيد في غزة، هي محاولة مكشوفة، وتعبر عن المأزق الكبير الذي يعيشه الاحتلال، وشعوره بقرب الثورة الشاملة ضده وأعوانه"، داعيًا الفصائل المسلحة في غزة إلى "رفع درجة التأهب والاستعداد تحسبًا لمخططات الاحتلال الإجرامية التي ترى في الدماء الفلسطينية وسيلة دائمة للتنصل والتهرب من دفع استحقاقات مرحلة معينة أو صرف الأنظار عن جريمة ما بجريمة أخرى". وطالب البيان، الراعي المصري لتفاهم التهدئة، بـ"التدخل من أجل صد الاحتلال وإلزامه بما تم التوافق عليه، والدفع باتجاه إنهاء ملف الأسرى المضربين عن الطعام في ظل الظروف القاسية التي يعيشها أسرانا الأبطال". وطالبت إسرائيل حركة "حماس"، بمنع النشطاء من إطلاق صواريخ عليها من قطاع غزة، بعد أن أنهى اتفاقًا للتهدئة حربًا استمرت 8 أيام في تشرين الثاني/نوفمبر الماضي، فيما أعلن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي عن سقوط قذيفتين صاروخيتين أطلقتا الثلاثاء من قطاع غزة على جنوب إسرائيل، وقال المتحدث للإذاعة الإسرائيلية "إن القذيفتين سقطتا في بلدة سديروت في النقب الغربي، من دون أن تسفرا عن وقوع إصابات أو أضرار". وحذر وزير الدفاع الإسرائيلي موشيه يعالون، في بيان له أصدره في وقت سابق، من أن إسرائيل سترد على أي هجوم على أراضيها، وأنها لن تسمح بأن يتعرض شعبها إلى إطلاق النار عليه بأي شكل من الأشكال"، مضيفًا "إن الجيش الإسرائيلي هاجم غزة مساء الثلاثاء، لأننا نعتبر حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) مسؤولة عن كل ما يتم إطلاقه من غزة على إسرائيل، ولن نسمح بأي شكل بحصول عمليات إطلاق نار بشكل منتظم على مواطنينا المدنيين وقواتنا". وشنّ الطيران الإسرائيلي، مساء الثلاثاء، 3 غارات على قطاع غزة، هي الأولى منذ التهدئة التي تم التوصل إليها بين إسرائيل وحركة "حماس" في نهاية تشرين الثاني/نوفمبر الماضي.