بيروت ـ وكالات
لا شيء يتغير في المخيمات الفلسطينية في لبنان، باستثناء ازدياد الاوضاع فيها سوءا. يشعر من يذهب إلى تلك المخيمات حاليا أن أزقتها باتت أضيق وشوارعها فقدت شيئا من مساحاتها التي لا تتسع في الأصل سوى لدراجة نارية وعدد محدود من المشاة. وفي مخيم شاتيلا في بيروت نجد أن كل أهله يحتلون طرقاته وأزقته طلبا لشمس لا تدخل منازلهم أو هواء ضاقت به النوافذ ان وجدت، بينما الواقع أن أعداد قاطنيه زادت بشكل كبير. تقصد العشرات من العائلات هذا المخيم يوميا هربا من جحيم الاشتباكات في سوريا حتى بلغ عدد النازحين من الفلسطينيين المقيمين في سوريا حوالي أربعين ألفا يتوزعون على مخيمات لبنان الاثني عشر، ومخيم شاتيلا واحد من هذه المخيمات. لكن استيعاب المخيم للقاطنين الجدد بات محدودا حتى أن العائلات النازحة بدأت تستأجر غرفا من دون أي خدمات. رفض أبو موسى، وهو أحد هؤلاء النازحين، ذكر اسمه الحقيقي كاملا او تصويره لأنه سيعود إلى سوريا يوما، كما قال. لكنه سمح لزوجتيه بالحديث عن الضائقة التي يعاني منها النازحون. وقالت احدى زوجتيه إنهم تسعة اشخاص في غرفتين وقد حولوا جزءا منها الى مطبخ. أما الوصول الى هاتين الغرفتين فعبر درج متشقق تتسرب منه المياه. العشرات من العائلات تقصد المخيمات الفلسطينية في لبنانا يوميا هربا من جحيم الاشتباكات في سوريا. بعض هؤلاء النازحين يزور لبنان للمرة الاولى وقد فاجأتهم اسعار الايجارات المرتفعة ونقص المساعدات التي اجمعوا على وصفها بالعشوائية. فالحصص الغذائية التي توزع ليست منتظمة، ولا يحصلون على مساعدات نقدية إلا مرة واحدة عند الوصول. ويبدو أن أكثر ما يزيد أعباء هؤلاء المعيشية هو رسم تفرضه الدولة اللبنانية على الفلسطينيين القادمين وتعفي منه اللاجئين السوريين. ويبلغ الرسم 50 ألف ليرة لبنانية للشخص الواحد أي ما يقارب 37 دولار يدفع كل ثلاثة أشهر. وقد عجز كثيرون عن تسديده حتى باتوا عالقين في لبنان لأن عودتهم تعني أن غرامة مالية ستنتظرهم عند الحدود. ويراهن هؤلاء على قرار تتخذه الدولة اللبنانية تلغي به تلك الرسوم. تأتي كل المساعدات التي تقدم للفلسطينيين عبر وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) وهي محدودة وإن كانت تشمل الرعاية الطبية. وتعمل هيئات دولية ومحلية على تقديم معونات غذائية لكنها أيضا غير منتظمة ودون الاحتياجات. حال مخيم شاتيلا هو حال غالبية مخيمات لبنان حيث تحتشد العائلات القادمة بما خف حمله، ومن اتى بشيء مما إدخره بات يتحسر على تلك الأيام التي كان يمكنه الادخار فيها ولم يفعل.