الرباط ـ وكالات
أصدرت محكمة عسكرية في الرباط أحكاما بالسجن من عامين إلى المؤبد بحق 24 صحراويا بتهمة قتل أفراد من قوات الأمن خلال إزالة مخيم في نهاية 2010 كان قد أقامه آلاف الصحراويين احتجاجا على ظروفهم الاقتصادية.أصدرت المحكمة العسكرية بالرباط في وقت متأخر من مساء أمس السبت (16 فبراير/شباط 2013) أحكاما بالسجن على صحراويين في قضية أحداث الشغب التي شهدها مخيم "إكديم ايزيك" قرب مدينة العيون بالصحراء الغربية منذ أكثر من عامين وقتل فيها11 شخصا وسقط عشرات الجرحى أغلبهم من رجال الأمن المغربي.وقضت المحكمة بالسجن المؤبد على تسعة أشخاص منهم شخص هارب وأربعة أشخاص بالسجن 30 عاما وسبعة بالسجن 25 عاما وثلاثة بالسجن 20 عاما وعلى اثنين بما أمضياه خلال مدة الاعتقال عقب إلقاء القبض على المتهمين إثر الأحداث التي شهدتها منطقة العيون في أكتوبر /تشرين الأول عام 2010. وأدانت المحكمة المتهمين الـ 25 بتهمة "تكوين عصابة إجرامية واستعمال العنف ضد قوات الأمن المؤدي إلى الموت بنية إحداثه والمشاركة فيه."تسببت أحداث الشغب في مخيم "إكديم ايزيك" قرب مدينة العيون في الصحراء الغربية عن مقتل 11 شخصا أغلبهم من رجال الأمن المغربي بالإضافة إلى عشرات الجرحىوكانت هذه المحاكمة قد أثارت الكثير من الجدل إذ قال حقوقيون إن المتهمين مدنيون ويجب ألا يحاكموا أمام محاكم عسكرية في حين أخذ القضاء المغربي بعين الاعتبار سقوط ضحايا عسكريين خلال الأحداث. وتابع المحاكمة التي امتدت من أول فبراير/شباط الحالي حتى أمس 52 مراقبا دوليا و25 مراقبا محليا. ورفعت عائلات الضحايا شعارات مؤيدة للأحكام في حين طالب المدانون باستقلال إقليم الصحراء الغربية فيما كان القاضي يتلو الأحكام.جدير بالذكر أن مخيم "إكديم ايزيك" في العيون بالصحراء الغربية شهد احتجاجات اجتماعية على البطالة والفقر في أكتوبر/ تشرين الأول عام 2010 وتدخلت السلطات لفتح حوار مع المحتجين. وما لبثت أن تحولت الأحداث إلى أعمال عنف قالت السلطات إن المتظاهرين استعملوا فيها الزجاجات الحارقة والأسلحة البيضاء والحجارة فيما انتشر فيديو لأعمال عنف ظهر فيه صحراويون غاضبون يقومون بأعمال عنف وتمثيل بالجثث. وعرض القاضي هذا الفيديو على الصحراويين المدانين لكنهم نفوا صلتهم به.يذكر أن المغرب وجبهة بوليساريو يتنازعان على السيادة على الصحراء الغربية منذ 37 عاما. وضم المغرب الصحراء الغربية إليه عقب انتهاء الاستعمار الاسباني عام 1975 وتأسست جبهة بوليساريو بعد ذلك بعام لتطالب بانفصال هذه المنطقة عن السيادة المغربية.