بيروت ـ وكالات
صعّد مفتي لبنان، الشيخ محمد رشيد قباني، من وتيرة خطابه ضد موضوع الزواج المدني في البلد المتعدد الطوائف، فهدد بإعلان ردة أي زعيم مسلم يوافق على تشريع هذا النوع من الزيجات الذي عادة ما يلجأ إليه الأزواج من أتباع الديانات المختلفة لتجاوز القيود القانونية التي تحول دون إتمام عقودهما.ونقلت وكالة الأنباء اللبنانية الرسمية أن قباني قال خلال اجتماع استثنائي حول موضوع الزواج المدني في دار الفتوى إن على العلماء مواجهة محاولات التحييد عن التمسك بالدين" واصفا المقترحات الخاصة بالزواج المدني بأنها "مشاريع هدامة، تحت عناوين الإصلاح،" كما وصف الزواج المدني بأنه "جرثومة."وختم بالقول: "أفتي مستعينا بالله العظيم بأن كل من يوافق من المسؤولين المسلمين في السلطة التشريعية والتنفيذية في لبنان، على تشريع وتقنين الزواج المدني، هو مرتد وخارج عن دين الإسلام، ولا يغسل ولا يكفن ولا يصلى عليه، ولا يدفن في مقابر المسلمين، ويحمل أوزار كل الذين يدخلون في هذه العلاقة غير المشروعة."وكان الرئيس اللبناني، ميشال سليمان، من بين أول المسؤولين اللبنانيين الذين أعادوا طرح مشروع الزواج المدني، عبر تغريدة له في موقع "تويتر" الأحد قال فيها إن هناك مرجعيات تعارض الزواج المدني، ولكنه رأى أن ذلك "لا يبدل من قناعاته وسعيه إلى وضع القطار على السكة الصحيحة،" ودعا إلى "التجاوب مع التطور ومتطلبات الشعب وإيجاد القوانين المناسبة لموضوع الزوج المدني" على حد تعبيره.يشار إلى أن مجلس النواب اللبناني كان قد ناقش منذ سنوات قضية الزواج المدني، قبل أن يصار إلى طي ذلك الملف بسبب اعتراض مرجعيات دينية، وعادة ما يلجأ اللبنانيون إلى خيار الزواج المدني في حال انتماء الزوج والزوجة إلى دينين أو مذهبين مختلفين، وذلك لتجاوز عقوبات قانونية تحول دون ارتباطها، وتُجري تلك الزيجات في دول مجاورة، أبرزها قبرص.