استانا - صوت الامارات
عقد وفد الجمهورية العربية السورية برئاسة الدكتور بشار الجعفري اجتماعاً تشاورياً في أستانا اليوم مع الوفد الروسي برئاسة المبعوث الخاص للرئيس الروسي إلى سورية ألكسندر لافرنتييف في إطار اجتماع أستانا 7 حول سورية
وفي مؤتمر صحفي عقب لقائه وفد الجمهورية العربية السورية جدد لافرنتييف تأكيده أن اجتماعات أستانا حول الأزمة في سورية تهدف الى تحقيق الاستقرار في جميع المناطق السورية.
وقال لافرنتييف “أجرينا محادثات بناءة مع وفد الجمهورية العربية السورية ورأينا أن هناك تفهما كاملا من جانبه” معربا عن اعتقاده بأن اجتماع استانا سينتهي بنجاح وأن النتائج ستظهر بعد الجلسة النهائية يوم غد.
ولفت لافرنتييف الى أنه لمس خلال لقاءاته مسألة رفع درجة الثقة بين السوريين مبينا في الوقت ذاته أن حل الملفات التي تتعلق بالمخطوفين والمحتجزين وإزالة الألغام مهمة وتتطلب المزيد من الثقة والتوافق وعددا من الإجراءات القانونية وداعيا “المعارضة” إلى التخلي عن الشروط المسبقة للمشاركة في الحوار.
وأشار لافرنتييف الى أن بلاده طرحت مؤخرا مبادرة حول مؤتمر للحوار الوطني السوري ستركز على الحوار بين السوريين والمصالحة الوطنية والحل السياسي للأزمة مبينا أن مكان عقد هذا المؤتمر يحتمل خيارات مختلفة ولا يزال قيد النقاش .
وأكد المبعوث الروسي أن “تحالف واشنطن” استخدم قوة مبالغا فيها خلال عملياته في مدينة الرقة السورية ما أدى الى ايقاع أعداد كبيرة من الضحايا المدنيين بشكل مختلف تماما عما حدث أثناء تحرير الجيش العربي السوري وحلفائه مدينة دير الزور من ارهابيي تنظيم “داعش”.
ولفت لافرنتييف إلى أن الحكومة السورية تواصل تقديم المساعدات الانسانية الى أهالي دير الزور وكذلك الى الغوطة الشرقية حيث يعمد ارهابيو تنظيم جبهة النصرة ومجموعات متفرعة عن تنظيم “داعش” الارهابي الى عرقلة وصول المساعدات الانسانية مضيفا.. “لكننا سنواصل مواجهة ومجابهة جميع المجموعات الإرهابية”.
وكان لافرنتييف دعا في مقابلة مع قناة روسيا اليوم النظام التركي الى الوفاء بكامل التزاماته بما يخص منطقة تخفيف التوتر في ادلب وعدم السماح للمجموعات الارهابية بشن أعمال عدائية في تلك المنطقة موضحا أن قرار انشاء مناطق تخفيف التوتر كان “صائبا” لكن هناك مجموعات معينة تحاول القيام بأعمال استفزازية هناك “ونسعى الى القضاء على مثل تلك الانشطة”.
وبين لافرنتييف أنه قريبا ستكون هناك مشاركة أكثر نشاطا للسوريين الاكراد في الحوار الوطني وعملية التسوية السياسية للأزمة مشيرا الى أن الحكومة السورية أبدت استعدادها لمناقشة جميع الأمور في اطار التوافقات السياسية للبلاد.
وأعاد لافرنتييف التأكيد أن بلاده ستبذل كل ما بوسعها لتجنب أي صدامات مع تحالف واشنطن الموجود بشكل غير شرعي على الاراضي السورية مؤءكدا في الوقت ذاته أن الحكومة السورية ستواصل بمساعدة حلفائها تطهير كامل الاراضي السورية من الارهابيين.
وأشار لافرنتييف الى الزيارة التي قام بها مؤخرا إلى سورية ولقائه السيد الرئيس بشار الأسد وقال.. “إن الشيء الاهم هو أن القيادة السورية أبدت اهتماما بتحريك العملية السياسية نحو الامام وإيجاد طرق للمصالحة الوطنية”.
وبين لافرنتييف أنه تجري في الوقت الراهن عودة الحياة في سورية تدريجيا إلى ما كانت عليه سابقا لافتا الى أن المصالحة الوطنية شهدت وتائر متسارعة في السنة الأخيرة وبدأ الناس يعودون إلى ديارهم وهو شيء يدل على أنهم يشعرون بالتغيرات على الأرض ويسعون إلى مواصلة حياتهم في وطنهم وليس خارج البلاد.
كما عقد الوفد في وقت سابق اليوم لقاءً تشاورياً ثنائياً مع الوفد الإيراني برئاسة مساعد وزير الخارجية الإيراني للشؤون العربية والأفريقية حسين جابري أنصاري.
إلى ذلك عقدت وفود روسيا وإيران والنظام التركي إلى اجتماع أستانا 7 اجتماعاً ثلاثياً اليوم لبحث المسائل المطروحة للنقاش على جدول أعمال هذا الاجتماع.
وشارك في الاجتماع لافرنتييف وجابري أنصاري ورئيس وفد النظام التركي مساعد وزير الخارجية سيدات أونال.
وأعلن جابري أنصاري أن الاجتماع الذي بدأ اليوم يركز على دراسة آخر المستجدات الميدانية على الأرض وخاصة تنفيذ الاتفاقات التي تم التوصل إليها في الاجتماعات السابقة حول مناطق تخفيف التوتر.
وقال جابري أنصاري في تصريح عقب الاجتماع الثلاثي “إن الاجتماعات الثنائية والثلاثية ستبحث انتهاك وقف الأعمال القتالية إضافة إلى ملفي المخطوفين والمحتجزين والألغام مع متابعة التطورات المتعلقة بمسار الحل السياسي للأزمة في سورية”.
وأضاف جابري أنصاري “تم التوصل إلى تفاهمات أولية حول القضايا الخلافية وتقرر مواصلة البحث حول هذه القضايا على مستوى الخبراء”.
وبدأ صباح اليوم في العاصمة الكازاخية اجتماع أستانا 7 حول سورية بمشاركة وفد الجمهورية العربية السورية والوفود الأخرى.
ومن المقرر أن يستمر اجتماع أستانا 7 حول سورية لمدة يومين حيث ستعقد اليوم لقاءات ثنائية وثلاثية بين الوفود المشاركة فيما ستعقد الجلسة العامة للاجتماع بعد ظهر غد.
وكانت وزارة الخارجية الكازاخية أعلنت في وقت سابق أن جميع الوفود المعنية بالمشاركة في اجتماع أستانا السابع وصلت إلى العاصمة الكازاخية بمن في ذلك وفد الجمهورية العربية السورية ووفود الدول الضامنة “روسيا وايران وتركيا”، إضافة إلى ممثلين عن الولايات المتحدة والأمم المتحدة والأردن والمجموعات المسلحة، مبينة أن المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى سورية ستافان دي ميستورا ليس في قوام وفد الأمم المتحدة إلى الاجتماع.