المالكية - صوت الامارات
بدأت الادارة الذاتية الكردية الاثنين باجراء احصاء للسكان في مناطق سيطرتها انطلاقا من محافظة الحسكة في شمال شرق سوريا، في خطوة هدفها تشكيل قاعدة بيانات تسبق مرحلة اجراء انتخابات داخلية، وفق ما اوضح احد المنظمين.
وقال عضو اللجنة المشرفة على الاحصاء جهاد عمر لفرانس برس "هدف الاحصاء معرفة التعداد السكاني والتحضير لانتخابات مجالس النظام الفدرالي".
واوضحت "الهيئة التنظيمية لفيدرالية روج آفا" في بيان اصدرته الاحد ان التعداد السكاني ياتي في اطار "ترسيخ دعائم هذه الفدرالية لتستمد قوتها من المجتمع على أساس الانتخابات التي ستجري في الفترة المقبلة".
واعلن الاكراد في آذار/مارس الماضي قيام النظام الفدرالي في المقاطعات الكردية الثلاث، كوباني (ريف حلب الشمالي) وعفرين (ريف حلب الغربي) والجزيرة (الحسكة)، بالاضافة الى تلك التي سيطرت عليها قوات سوريا الديموقراطية في شمال وشمال شرق سوريا.
ويضم الاستبيان الذي اعده مركز روج افا للدراسات الاستراتيجية واطلعت فرانس برس على نسخة منه اسئلة حول البيانات الشخصية والتحصيل العلمي والعمل ومكان الاقامة والديانة. كما يتضمن تحديد اذا كان الشخص نازحا ام لاجئا من خارج سوريا او يحمل صفة مكتوم القيد.
واوضح عمر ان الاحصاء "لا يشمل تحديد نسب القوميات لكونه احصاء اجتماعيا" حتى تتسنى "معرفة نسبة اللاجئين القادمين الى المنطقة والمهاجرين منها، تمهيدا للاعداد والتخطيط للمشاريع التنموية والاقتصادية" المقبلة.
ومن المقرر استكمال الاحصاء في الايام المقبلة، على ان يشمل وفق عمر، المقاطعات الكردية الثلاث.
وبدأ اليوم الاول من التعداد وفق مراسل فرانس برس، في مناطق عدة في محافظة الحسكة بينها مدن القحطانية والمالكية والجوادية. وجالت مجموعات تضم بين مدرسين اثنين واربعة مدرسين على المنازل لملىء الاستمارات.
واستبقت الادارة الذاتية بدء التعداد باعلانها الاثنين عطلة رسمية في المناطق التي شملها الاحصاء وإقفال كافة المؤسسات والاسواق ومنع التجول الا في الحالات القصوى.
وقال مراسل لفرانس برس في مدينة المالكية في شمال شرق الحسكة ان الحركة في الشوارع توقفت بشكل كامل خلال ساعات النهار مع ملازمة السكان منازلهم. كما فرضت قوات الامن الكردية "الاسايش" اجراءات امنية مشددة وحظرا للتجول في المناطق التي شملها الاستبيان.
ويعد هذا الاحصاء الاول من نوعه في المناطق ذات الغالبية الكردية في سوريا منذ تصاعد نفوذ الاكراد مع اتساع رقعة النزاع في العام 2012 مقابل تقلص سلطة النظام، واعلانهم اقامة ادارة ذاتية موقتة في شمال سوريا اطلقوا عليها تسمية "روج آفا" (غرب كردستان).
ويشكل الاكراد اكثر من عشرة في المئة من سكان سوريا، وقد عانوا من التهميش على مدى عقود قبل اندلاع النزاع، اذ ان فئة كبيرة منهم محرومة من الجنسية السورية، كما كان يمنع عليهم تعلم لغتهم او الكتابة بها أو حتى احياء تقاليدهم مثل احتفالات عيد النوروز.