ضربات جوية تقضي على مساع روسية للتهدئة في حلب

أصابت ضربات جوية مناطق خاضعة للمعارضة السورية في حلب الخميس بعد ساعات من سريان هدنة أعلنتها روسيا مدتها 48 ساعة في محاولة لوقف أسابيع من القتال المكثف في الوقت الذي تسعى فيه القوات الحكومية إلى السيطرة على المدينة بالكامل.

وأعلنت روسيا حليف الرئيس السوري بشار الأسد الهدنة القصيرة يوم الخميس لكنها لم توضح الأطراف التي وافقت عليها. وقالت في بيان مساء الخميس إن الهدنة سارية. إلا أن المرصد السوري لحقوق الإنسان ومقره في بريطانيا قال إن الضربات الجوية والصواريخ أصابت عددا من الأحياء في القطاع الخاضع لسيطرة المعارضة مما أدى لسقوط سبعة قتلى.

وأضاف المرصد أن المعارضة أطلقت أيضا صواريخ على أراض تسيطر عليها الحكومة في حلب وأن القتال والضربات الجوية استمرت في المناطق الريفية المحيطة بالمدينة. وقالت موسكو إن مقاتلين من جبهة النصرة فتحوا النار على حدد من أحياء حلب في الأربع والعشرين ساعة الأخيرة.

وقال بيبرس مشعل المسؤول في الدفاع المدني بالمناطق الخاضعة للمعارضة في حلب لرويترز "كان هناك قصف جوي اليوم. وحصل قصف على بعض الأحياء المدنية وتسببت في حرائق وأضرار. كان من المتفق عليه أن تبدأ الهدنة عند الساعة 12 ليلا وحاليا لا توجد أي هدنة."

وتحول الاهتمام الدولي في سوريا في الأسابيع الأخيرة إلى الصراع مع تنظيم الدولة الإسلامية مع تحقيق القوات الحكومية وخصومها مكاسب على حساب التنظيم على عدة جبهات. لكن أمل القوى الأجنبية بإمكانية إنهاء الحرب الأهلية قد تبدد.

وقتل المئات في حلب منذ توقف محادثات السلام في ظل سعي الأسد لاستعادة السيطرة على المدينة التي كانت أكبر مدن البلاد قبل الحرب التي اندلعت في 2011 وباتت الآن مقسمة بين القوات الحكومية والمعارضة.

وتسعى القوات السورية المدعومة من روسيا منذ شهور للسيطرة على كل طرق الإمدادات إلى حلب. ووضع تصعيد الضربات الجوية وضربات المدفعية في الأسبوعين الماضيين على آخر طريق إمدادات وهو طريق الكاستيلو مئات الآلاف من الناس تحت حصار فعلي.

وقالت منظمة ميرسي كوربس الخيرية التي تدير أكبر عملية مساعدات غير حكومية في سوريا إن القصف المتصاعد تسبب في أطول فترة توقف لنقل المساعدات إلى المناطق الخاضعة للمعارضة في حلب منذ بدء الحرب مما تسبب في ارتفاع أسعار الغذاء وأعاق الجهود الرامية لتخفيف محنة السكان.

* ضربات جوية تغلق مستشفى

قال المرصد إن قتالا عنيفا بين القوات الحكومية والمعارضة اندلع خلال الليل قرب طريق الكاستيلو صحبه قصف شديد من قبل الحكومة. وقال شاهد إن طائرات حربية وهليكوبتر تحوم بشكل دائم فوق الطريق منذ الفجر.

وقالت منظمة أطباء بلا حدود إن ضربة جوية أوقفت عمل أحد أكبر مستشفيات حلب. ولم يتضح بعد هل أصابت الضربات مستشفى عمر بن عبد العزيز الذي يسع 64 سريرا أم منطقة مجاورة ومدى الضرر الذي وقع.

ورغم العنف وصف يان إيجلاند مستشار الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية إعلان هدنة حلب بأنه "خطوة أولى" نحو تلبية الاحتياجات الإنسانية.

وقال إن التقدم الأخير في إيصال المساعدات إلى البلدات المحاصرة في مناطق سورية أخرى جدد الأمل في تحقيق تحسن مضيفا أن أكثر من دولة ومنها روسيا شعرت "بأن الحاجز النفسي قد تحطم" بالانفراجات الأخيرة في المساعدات بما فيها تلك المتجهة إلى بلدة داريا جنوب غربي دمشق.

وقالت وزارة الدفاع الروسية إنه جرى تمديد التهدئة في داريا 48 ساعة حتى منتصف ليل يوم 18 يونيو حزيران.

لكن إيجلاند قال إن فرصة إيصال المساعدات "قد تنتهي غدا" وإنه لم يتم رفع أي حصار.

واندلع القتال في مناطق مختلفة من سوريا منذ انهيار وقف إطلاق النار الذي توسطت فيه روسيا والولايات المتحدة في فبراير شباط والذي عزز محادثات السلام.

وقالت الوكالة العربية السورية للأنباء إن المعارضين في منطقة الغوطة الشرقية قرب دمشق استخدموا "مواد سامة" ضد القوات السورية مما أدى إلى مشاكل في التنفس بين القوات يوم الأربعاء دون تحديد نوع المادة الكيميائية المستخدمة.

وقال إسلام علوش المتحدث باسم جيش الإسلام المعارض بالمنطقة إن الحكومة تكذب. وأضاف أن الحكومة هي من كانت تملك أسلحة كيماوية وتتحمل مسؤولية هجوم بأسلحة كيماوية في نفس المنطقة عام 2013.

وتصف الحكومة السورية كل الفصائل المعارضة التي تقاتل ضدها بالإرهابيين.

وقال جون برينان مدير وكالة المخابرات المركزية الأمريكية(سي.آي.إيه) إن روسيا وسوريا تقاتلان نفس الجماعات "لكن نسبة كبيرة من غاراتهم الجوية كانت موجهة ضد ما نعتبره المعارضة السورية الشرعية التي تحاول إنقاذ بلادهم من بشار الأسد."

وقال في جلسة علنية نادرة أمام لجنة المخابرات بمجلس الشيوخ إن هناك عشرات الآلاف من مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية ينتشرون في العالم بشكل يزيد كثيرا عن تنظيم القاعدة في أوجه لكنه توقع أن يعتمد التنظيم بشكل متزايد على "أساليب حرب العصابات" لتعويض خسائره الميدانية ومواجهة القيود المفروضة على أمواله.

وذكرت لجنة تحقيق مستقلة بالأمم المتحدة أن تنظيم الدولة الإسلامية يرتكب إبادة جماعية ضد اليزيديين في سوريا والعراق.

ومثل هذا التصنيف -وهو نادر بموجب القانون الدولي- يمثل أول حالة إبادة جماعية معترف بها من جانب جماعة وليس دولة أو ميليشيات تتصرف نيابة عن دول.