مواجهات عنيفة في المسجد الأقصى اثر اقتحامات كبيرة للمستوطنين

 اندلعت اليوم مواجهات عنيفة بين المصلين والمرابطين في المسجد الأقصى وقوات الاحتلال الإسرائيلي الخاصة بعدما تصدى المرابطون لمحاولات جماعية من المستوطنين لأداء شعائر وصلوات تلمودية داخله وأصابت عددا منهم.

وتعالت أصوات المصلين بهتافات التكبير الاحتجاجية في رحاب الأقصى خلال تصديهم للمستوطنين الذين تجمعوا لأداء طقوس جماعية في باحاته.

وفي الوقت ذاته نفذ مستوطنون أعمال عربدة عاثت خرابا في العديد من قبور المسلمين بمقبرة باب الرحمة الملاصقة للأقصى من الجهة الشرقية تخللها اشتباكات بالأيدي بين المصلين وشرطة الاحتلال التي منعتهم من الاقتراب من المستوطنين.

وتدور منذ ساعات الصباح مواجهات متقطعة بين المصلين وقوات الاحتلال في حارة باب حطة الملاصقة للمسجد الأقصى في القدس القديمة خلال تجمهر المرابطون على باب المسجد واحتجاجهم على اجراءات الاحتلال واقتحامات المستوطنين.

وفي الوقت ذاته أدت مجموعة من المستوطنين صلوات وشعائر تلمودية في منطقة باب الأسباط قرب باب الأقصى من الخارج بحماية وحراسة قوات الاحتلال واحتجاجات المصلين بهتافات التكبير.

وأشارت مصادر فلسطينية إلى أن مجموعات من المستوطنين بعد الانتهاء من اقتحامها للأقصى تعود من جديد للانتظام في مجموعات أخرى لاقتحامات متتالية وأن عناصر من مخابرات الاحتلال ترافق عناصر الوحدات الخاصة بشرطة الاحتلال في حماية المستوطنين خلال اقتحامها وجولاتها في الاقصى المبارك وتلتقط صورا للمصلين المتواجدين فيه خاصة الذين يشاركون في هتافات التكبير الاحتجاجية في الوقت الذي اضطرت فيه شرطة الاحتلال إلى اخراج مستوطن من الأقصى بعد توقيفه من أحد حراس المسجد حينما حاول تأدية صلوات تلمودية فيه.

وما زال التوتر الشديد يسود الأقصى ومحيط بواباته الخارجية الرئيسية وسط اغلاق أكثر من نصف بواباته أمام المصلين حيث تسود المدينة خاصة بلدتها القديمة ومحيطها أجواء شديدة التوتر بفعل مسيرات استفزازية متواصلة منذ الليلة الماضية للمستوطنين في البلدة القديمة ومحيط بوابات المسجد الأقصى المبارك واقتحامات واسعة منذ الدقائق الأولى من فتح باب المغاربة صباح اليوم الأحد لاقتحامات المستوطنين.

ويشهد المسجد منذ ساعات الصباح اقتحامات واسعة بمشاركة عدد كبير من قادة المستوطنين المتطرفين واضطرت شرطة الاحتلال اخراج أحد المستوطنين بعدما أوقفه حراس المسجد حينما حاول أداء طقوس تلمودية في المسجد بينما أخرجت قوات الاحتلال شابين من المسجد لمشاركتهما في التصدي بصيحات وهتافات التكبير لهذه الاقتحامات.

وكان ائتلاف منظمات الهيكل - عددها يزيد عن الـ26 منظمة - دعت الى أوسع مشاركة في اقتحامات الأقصى المبارك اليوم والمشاركة في فعاليات تلمودية في ذكرى ما أسمته "خراب الهيكل".

ونظمت هذه المنظمات الليلة الماضية مسيرات استفزازية حول أسوار القدس القديمة ومحيط بوابات المسجد الأقصى وسط هتافات عنصرية تدعو لقتل العرب والفلسطينيين واقامة الهيكل المزعوم مكان الاقصى فضلا عن الاعتداء على مقدسيين وممتلكاتهم في القدس القديمة.

وتأتي هذه التطورات في الوقت الذي حذرت فيه شخصيات وقيادات دينية ووطنية اعتبارية في القدس من هذه الاقتحامات والاعتداءات على الأقصى داعية الى تكثيف شد الرحال اليه للدفاع عن حرمته وقدسيته.

واصدرت وزارة الخارجية الفلسطينية بيانا قالت فيه " أن ما تواجهه القدس المحتلة هو اعادة احتلال بالقوة للمسجد الاقصى المبارك كما حدث في العالم 1967 ليس فقط ببعده العسكري انما التهويدي أيضا الأمر الذي يستدعي وأكثر من أي وقت مضى صحوة عربية واسلامية حقيقية تؤدي الى مواقف عملية من شأنها حماية المقدسات والمسجد الاقصى المبارك من تغول المستوطنين المتطرفين وعمليات تقسيمه زمانيا ومكانيا وتهويده".