بغداد - صوت الامارات
استأنفت قوات مكافحة الارهاب العراقية الجمعة هجومها على الجبهة الشرقية لمدينة الموصل، آخر اكبر معاقل الجهاديين في العراق، فيما تواصل قوات سوريا الديموقراطية المدعومة من الولايات المتحدة تقدمها باتجاه الرقة في سوريا.
وواجهت قوات مكافحة الارهاب العراقية مقاومة شرسة خلال توغلها قبل أسبوع في عمق مدينة الموصل، الامر الذي دفعها الى تعزيز مواقعها قبل شن هجمات جديدة.
وقال قائد "فوج الموصل" في قوات مكافحة الإرهاب المقدم منتظر سالم ان "قواتنا بدأت الهجوم على الاربجية. الاشتباكات مستمرة" في شرق المدينة.
يحمل الضابط جهاز اتصال بيد، وخارطة في الأخرى تشير إلى مناطق السكنية التي باتت تحت سيطرة قوات مكافحة الارهاب.
وكان سالم أشار في وقت سابق إلى أن الهدف هو حي كركوكلي في شرق الموصل، لكن الهدف الأول للهجوم كان منطقة الأربجية، مشيرا إلى أن الهجوم على كركوكلي سيبدأ قريبا.
ويأتي هذا الهجوم "بعد أيام من الهدوء"، وفق سالم.
من جهته، اكد المقدم علي حسين فاضل السيطرة على الصف الاول من المباني في الاربجية.
وأضاف "نحن على مسافة قريبة جدا من كركوكلي، لكن الهجوم الفعلي لم يبدأ بعد".
في هذه الاثناء، كان احد مقاتلي قوات مكافحة الارهاب داخل منزل من طابقين يستخدم كمبيوترا لتوجيه طائرة استطلاع لضرب جهاديين انتحاريين.
ويستخدم الجهاديون اضافة الى العبوات الناسفة والهجمات الانتحارية بالسيارات المفخخة والمنازل المفخخة، انفاقا تعيق تقدم القوات الامنية.
-إعدام مدنيين-
وذكرت المفوضية العليا لحقوق الانسان التابعة للامم المتحدة الجمعة أن تنظيم الدولة الاسلامية أعدم الأسبوع الحالي ستين مدنيا على الاقل في الموصل وضواحيها، متهما أربعين منهم بـ"الخيانة" والعشرين الآخرين بالتعامل مع القوات العراقية.
واوضحت المتحدثة باسم المفوضية رافينا شمدساني في جنيف، ان "عمليات القتل" هذه حصلت في اوقات واماكن مختلفة في الموصل.
واضافت المتحدثة التي لم تحدد مصادرها ان الجهاديين "قتلوا اربعين مدنيا في مدينة الموصل بعدما اتهموهم بـ+الخيانة والتعاون+ مع قوات الامن العراقية".
وذكرت المفوضية ان الضحايا الذين علقت جثثهم على اعمدة الكهرباء في الموصل، كانوا يرتدون زيا برتقاليا مع كتابة باللون الاحمر "خونة وعملاء لقوات الأمن العراقية".
من جهتها، قالت منظمة "سايف ذي تشيلدرن" ان الاطفال باتوا ضحايا المعارك في الموصل، مشيرة الى تلقي عشرات منهم يوميا العلاج اثر اصابات بليغة.
ونقل تقرير لاحدى المنظمات الانسانية عن احد الاطباء قوله "انهم يأتون مصابين برصاص وشظايا وحروق".
وفي وقت لاحق الجمعة، أشارت المنظمة الدولية للهجرة إلى أن أكثر من 47 ألف شخص نزحوا من الموصل منذ بدء الهجوم على المدينة.
ومنذ اطلاق القوات العراقية بدعم من التحالف الدولي عملية استعادة الموصل في 17 تشرين الاول/اكتوبر، لم تتمكن سوى قوة مكافحة الارهاب من اختراقها ومقاتلة الجهاديين داخل المدينة.
على المحور الشمالي والشرقي، تمكنت قوات البشمركة من استعادة السيطرة على مناطق بينها بعشيقة وبرطلة، من البلدات المسيحية في العراق، لكن القوات الكردية لن تدخل الموصل بحسب ما اعلن رئيس الوزراء حيدر العبادي.
وفي المحور الجنوبي، تمكنت قوة من الجيش التقدم باتجاه موقع نمرود الاثري،الواقع على بعد حوالى ثلاثين كيلومترا جنوب الموصل.
على الجبهة الغربية، تخوض قوات الحشد الشعبي التي تضم مقاتلين ومتطوعين شيعة مدعومين من ايران، مواجهات مع الجهاديين لقطع طرق الامداد وعزلهم عن الرقة.
-غارات على الجهاديين في سوريا-
في سوريا، تحاول قوات سوريا الديموقراطية، وهي تحالف من فصائل كردية وعربية، احراز تقدم اضافي في هجوم بداته قبل نحو اسبوع بدعم من التحالف الدولي لطرد الجهاديين من الرقة.
وقالت جيهان شيخ احمد المتحدثة باسم حملة "غضب الفرات" وهي التسمية التي اطلقت على الهجوم، لوكالة فرانس برس "الوضع جيد والعمليات مستمرة".
وتركزت الاشتباكات الجمعة في قرية الهيشة التي تقع على بعد نحو اربعين كلم شمال الرقة و13 كلم جنوب شرق بلدة عين عيسى، احدى المحاور الاساسية في المعركة.
وافادت "حملة تحرير الرقة - غضب الفرات" عبر تطبيق تلغرام مساء الجمعة عن "تحرير قرية الهيشة" في محور عين عيسى فضلا عن ثلاث قرى اخرى في محور سلوك. واضافت انه بالسيطرة على تلك القرى التقت قوات سوريا الديموقراطية من المحورين ببعضها.
واعاقت عاصفة رملية ضربت المنطقة الصحراوية الخميس تقدم قوات سوريا الديموقراطية خشية من تسلل جهاديين كما اعاقت ايضا حركة طائرات التحالف الدولي التي تستهدف مواقع الجهاديين.
وبحسب مراسل فرانس برس، تراجعت حدة العاصفة الجمعة لافتا الى ان طائرات التحالف وجهت ضربات بكثافة على نقاط الجهاديين.
ودفعت الغارات والمعارك منذ السبت اكثر من خمسة الاف شخص الى النزوح وفق حملة "غضب الفرات" باتجاه عين عيسى. ويعيش هؤلاء في ظل ظروف صعبة جراء النقص في تأمين مستلزماتهم الضروية وغياب المنظمات الدولية.
يرجح مسؤولون اميركيون أن تستمر المواجهات في الموصل والرقة أسابيع وربما أشهرا.