الاقصى

شرعت عائلات مقدسية تقطن جنوب المسجد الأقصى بإخلاء منازلها، حفاظاً على حياتها بعد تهديدات حقيقية سببتها حفريات متواصلة تنفذها جمعيات استيطانية بدعمٍ وإسنادٍ من مؤسسات الاحتلال المختلفة، والتي تسعى بأساليب متنوعة للضغط على السكان لترك منازلهم وتهويد المنطقة بشكل كامل وتحويلها الى "مدينة داوود".

وقرّرت عائلة المواطن أشرف أبو رميلة المقدسية، إخلاء منزلها بحي بوادي حلوة ببلدة سلوان جنوب المسجد الأقصى، لخطورة السكن فيه بسبب التشققات والتصدعات في كافة أنحاء المنزل التي سببتها حفريات المستوطنين المتواصلة أسفل منزل العائلة وعائلات الحي.

ونقل مراسلنا في القدس عن مركز معلومات وادي حلوة أن المواطن أبو رميلة دعا لمشاهدة ما آلت اليه الأوضاع في منزله، بسبب الحفريات وما نتج عنها من تشققات خطيرة وانهيارات أرضية، وكأن زلزالاً مدمراً أصاب المنطقة؛ ويستحيل معها البقاء في المنزل لخطورة الأوضاع فيه.

ولفت أبو رميلة إلى أن حفريات المستوطنين تتواصل مثل الأخطبوط، وأثّرت على كل مباني الحي وشوارعه.

وكانت عائلات مقدسية اضطرت في وقت سابق إخلاء منازلها بسبب تداعيات الحفريات المتواصلة، بينما لجأت عائلات أخرى لترميم التشققات، وأخرى لا تملك أي قدرات للسكن في أماكن أخرى أو ترميم منازلها بقيت في الحي وسط ازدياد الخطورة على حياة أفرادها مع توسع رقعة التشققات.

وأكد سكان الحي أن حفريات المستوطنين تتواصل على مدار الساعة، فضلاً عن التشققات والتصدعات والانهيارات التي تحدثها الحفريات، فإن المواطنين يعانون من أصوات آليات الحفر المزعجة، فيما بين مركز معلومات وادي حلوة أن الحي تحوّل الى منجم تنقيبٍ عن آثار مزعومة.

ولفت مراسلنا إلى وقوع انهيارات أرضية في الشارع الرئيسي في الحي خلال السنوات السابقة، دون معالجة أسبابها، في الوقت الذي كثّفت فيه جمعيات استيطانية عمليات الحفر أسفل الشارع والمنازل لشق أنفاق باتجاه المسجد الأقصى وباحة حائط البراق، دون اكتراث إلى خطورة هذه الحفريات على حياة المواطنين، في الوقت الذي يؤكد فيه السكان أن الهدف الحقيقي لهذه الحفريات وما تسببه من تصدعات وانهيارات وتشققات في مباني الحي هو ممارسة الضغط على السكان لإخلاء منازلهم ليكون الحيّ مرتعا لمخططاتهم التهويدية، خاصة أنه الأقرب الى الجدار الجنوبي للمسجد الأقصى.

وكانت جمعيات استيطانية نجحت في الاستيلاء على عدد من عقارات ومنازل الحي وحوّلتها الى بؤر استيطانية، وتعدّ مستوطنة "مدينة داوود" في حي وادي حلوة الأكبر، وسط مساع لتوسعتها في كل الاتجاهات.

وكان مركز معلومات وادي حلوة حذر قبل أعوام من خطورة الانهيارات والتشققات الآخذة في الاتساع بصورة خطيرة، خاصة في الآونة الأخيرة، علماً أن حي وادي حلوة يُفضي الى كافة أحياء الحي في سلوان التي تتعرض لهجمة شرسة من جمعيات استيطانية ومؤسسات رسمية لتهويده والسيطرة على الجزء الجنوبي للمسجد الاقصى والبلدة المقدسة من القدس المحتلة.