صورة لرضيع جزائري

أثارت صورة لرضيع جزائري لا يتجاوز عمرة 8 أشهر، على متن قارب هجرة غير شرعية كان يقل حوالي 18 مهاجرًا سريًا، الجدل على مواقع التواصل الاجتماعي، وأظهرت الصورة الرضيع ممددا في مهده تارة وبجانبه شابين لم يتضح إن كان أحدهما والده، ليكون بذلك الرضيع أصغر مهاجر تطأ أقدامه قارب " الموت "، وتعد هذه الحادثة الثانية من نوعها التي أثارت جدلًا كبيرًا في البلاد، بعد صورة الشاب المشلول الذي ظهر خلال رحلة هجرة غير شرعية إلى إيطاليا، طلبا للعلاج، وبعد أن وصل الشاب المريض إلى جزيرة سردينيا، تم التكفل به وخضع إلى عملية جراحية وهو يرقد حاليا في أحد المراكز الإيطالية الخاصة لتلقي العلاج.

واتهمت أحزاب سياسية في الجزائر، في إطار الحملة الدعائية للانتخابات البلدية المقررة يوم 23 نوفمبر / تشرين الثاني، السلطة بتشجيع الشباب على الهجرة إلى الخارج بسبب إخفاقها في توفير ظروف العيش الكريم خاصة في ظل الوضع المالي الصعب الذي تمر به البلاد بسبب الأزمة التي طرقت أبوابها عام 2014 بعد تراجع أسعار الذهب الأسود في الأسواق العالمي، وقال رئيس حزب جبهة المستقبل، عبد العزيز بلعيد، في تجمع شعبي نظمه بمحافظة تلمسان، إن السلطة في البلاد تتحمل مسؤولية رغبة الشباب في الهجرة نحو الخارج.

وشدد على ضرورة توفير أبسط الحقوق للمواطن الجزائري كالسكن والعمل اللذان يضمنان له العيش الكريم، قائلا إن الممارسات السلبية في حقه لا تجلب الاستقرار" بل هذا الأخير "يأتي بالتضامن واستعمال الذكاء لأن استعمال الحيل مع المواطن خاصة الشباب يجرنا إلى عديد الظواهر أبرزها الطوابير أمام السفارات الأجنبية من أجل الهجرة أو الهجرة غير الشرعية"، ويرى أنه من الضروري بناء مستقبل زاهر لأبنائنا و شبابنا بطريقة شفافة و نزيهة بتفادي التزوير و القضاء على الفساد والظواهر التي طغت على الساحة السياسية.

ودعا رئيس حركة الإصلاح الوطني، فيلالي غويني، إلى ضرورة معالجة مشكل هجرة الأدمغة والهجرة غير الشرعية علاجا متكاملا ليس من شقه القانوني والردعي بل من خلال تكريس دولة القانون والتنمية البشرية وتحقيق العدالة الاجتماعية، وانتقد رئيس الجبهة الوطنية الجزائرية، حزب سياسي جزائري معارض، موسى تواتي، السلطات الجزائرية قائلا إن الشباب الجزائري أظهر أن لديه كفاءات علمية عالية في كبرى دول العالم لكن السلطة في الجزائر تدفع بأبنائها إلى الهجرة نحو الخارج للظفر بالعيش الكريم.

وقال تواتي إن هذه للأسف لم تجد في الجزائر من يوفر فضاءات الابتكار والاهتمام بالبحث العلمي، ولذلك اضطرت إلى الهجرة بحثاً عن دول تستقبلها"، ويرى رئيس حزب طلائع الحريات، ومنافس الرئيس في رئاسيات 2014، على بن فليس، إن اليأس هو من يدفع الشباب إلى الهجرة نحو الخارج، بسبب تجاهل السلطة لحل المشاكل الاجتماعية ومطالب الشباب إلى الهجرة واستمرارها في شراء السلم الاجتماعي، وجاءت هذه الانتقادات بعد الحادثة التي شهدها أخيرا المركز الثقافي الفرنسي، بعد تدفق الشباب والطلبة الجزائريين على المركز الثقافي الفرنسي،

وأثارت سخرية واستياء مدونين ونشطاء على شبكات مواقع التواصل الاجتماعي، حيث قضى آلاف الشباب الليل في العراء عند المركز في انتظار دورهم لإجراء اختبارات في اللغة الفرنسية بغرض الهجرة أو التسجيل في جامعات فرنسية لمواصلة التعليم والحصول على فرصة الإقامة في فرنسا والقارة الأوروبية، وأيضا شهدت الجزائر في الفترة الأخيرة ارتفاع لافت لظاهرة الهجرة غير الشرعية، حيث اعترض حراس خفر السواحل قرابة 699 شخصا على متن قوارب الموت في عرض البحر