"أنا نازل"والسيناريو الذي أرعب الحوثيين

تمكنت ميليشيات الحوثي الانقلابية من إجبار المناوئين لها على تأجيل أول تظاهرة احتجاجية لهم بصنعاء منذ اجتياح الحوثيين العاصمة اليمنية في 21 أيلول/سبتمبر 2014، وانقلابهم تالياً على السلطة الشرعية.

وكان ناشطون وحقوقيون وإعلاميون دعوا سكان صنعاء للنزول إلى الشوارع يوم الأحد، والتظاهر ضد ممارسات التجويع التي يقوم بها الحوثيون، وللمطالبة بصرف رواتب الموظفين والعاملين في مؤسسات الدولة.

الدعوة التي تم إطلاقها يوم الخميس تحت شعار "أنا نازل" وبدأت على مواقع التواصل الاجتماعي تحولت إلى حملة مجتمعية ولاقت تفاعلا امتد إلى شريحة واسعة من أنصار حزب المؤتمر الشعبي العام الذي يتزعمه المخلوع علي عبدالله صالح.

وبحسب محللين فقد جاء التفجير الذي وقع مساء السبت بصالة عزاء جنوب العاصمة وأسفر عن سقوط عشرات القتلى والجرحى بمثابة طوق نجاة بالنسبة للحوثيين وحلفائهم الذين أعلنوا على الفور عن تظاهرة مضادة صباح الأحد أمام مكتب الأمم المتحدة بصنعاء.

وبموازة ذلك استيقظ أهالي العاصمة يوم الأحد على انتشار أمني كثيف ونقاط تفتيش بعدد غير مسبوق وعلى مسافات أقل تباعدا في الشوارع وداخل الأحياء السكنية.

وإضافة إلى المسلحين قامت الميليشيات بوضع آخرين من أنصارها في حالة ترقب واستعداد للقيام بدور "الشبيحة" وقمع أي تحرك للمتظاهرين ضد السلطة الانقلابية.

وكان الحوثيون المدعومون من المخلوع علي عبدالله صالح لجأوا قبل أكثر من عامين إلى استخدام ورقة الديمقراطية وحق التظاهر وإقامة الفعاليات الاحتجاجية لتمرير مخططهم الرامي إلى الانقلاب على السلطة.

واستغلت الميليشيات آنذاك قرار حكومة الوفاق الوطني برفع أسعار المشتقات النفطية لتبدأ تحركاتها التي تمت تحت شعار "إسقاط الحكومة الفاسدة ورفض الجرعة الظالمة"، وبدأت بفعاليات سلمية قبل أن تتحول إلى عمل مسلح انتهى باجتياح العاصمة صنعاء يوم 21 أيلول/سبتمبر 2014.

وعلى مدى الأشهر الماضية تنامى السخط الشعبي نتيجة ممارسات الميليشيات التي لم تقف عند حد قتلها المدنيين في أكثر من محافظة وإنما امتدت إلى ممارسة فساد مالي وإداري وأخلاقي غير مسبوق وبلغت حداً عجزت معه الجهات الحكومية عن صرف رواتب الموظفين.

وفي هذا السياق، تحدث المحلل السياسي محمد سلطان لـ"العربية.نت" قائلاً: حملة "أنا نازل" للتظاهر في شوارع صنعاء أصابت الحوثيين بالذعر وشعروا أنها بمثابة شرارة ثورة مضادة وبداية سيناريو مشابه للسيناريو الذي رسموه لتنفيذ مشروعهم الانقلابي.

وأضاف: "الانقلابيون وظفوا حادثة قاعة العزاء بصورة مثيرة للارتياب، وهذا ما دفع الكثير من المراقبين والمحللين وحتى الناس العاديين إلى القول بفرضية إن من دبر حادثة تفجير قاعة العزاء هو من شرع على الفور في عملية الانتشار الأمني غير المسبوق لمنع تنظيم أي تظاهرة احتجاجية داخل صنعاء.