الكويت - صوت الإمارات
رحب مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة لدى اليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد الخميس، بقرار وفد الحكومة اليمنية بالعودة إلى دولة الكويت من أجل متابعة مشاورات السلام اليمنية في الأيام الثلاث المتبقية لها. وشدد ولد الشيخ أحمد - في لقاء مع تلفزيون دولة الكويت - على ضرورة المشاركة الفاعلة في مشاورات السلام وبروح جديدة تساعد في دفع المشاورات إلى الأمام، والبناء على ما تم التوصل إليه من نتائج إيجابية.
وقال إنه سيعقد جلسة ختامية يوم السبت المقبل بمشاركة جميع الأطراف اليمنية لتأكيد أهمية العودة إلى مسار السلام واستئناف المشاورات التي لا يزال خيار الكويت لاستضافتها من جديد مطروحا، مشيدا - في هذا الصدد - بالدور المهم والبناء لدولة الكويت في تحقيق نتائج "إيجابية" خلال المشاورات، وكذلك بدور أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح ومتابعته الشخصية وتدخله الإيجابي في أوقات حرجة لإنقاذ المشاورات.
وتابع قائلا "كنا في الحقيقة موفقين في اختيار دولة الكويت لاستضافة المشاورات التي بذلت وزارة الخارجية الكويتية بقيادة النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية الشيخ صباح الخالد الحمد الصباح جهودا حثيثة لضمان نجاحها والتوصل إلى حل جذري للازمة اليمنية"، مضيفا أن مشاورات السلام التي تستضيفها الكويت منذ أكثر من 90 يوما، شهدت أياما "صعبة" بسبب وجود قضايا خلافية شائكة بين الأطراف اليمنية.
وأوضح "نريد التوصل إلى اتفاق سلام دائم وشامل لحل الأزمة اليمنية والبناء على أرضية قوية تنطلق من تفاهمات مشتركة بين الأطراف المعنية وتستند إلى المرجعيات الدولية الممثلة في قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2216 والمبادرة الخليجية وآلياتها التنفيذية ومخرجات الحوار الوطني الشامل".
وأكد أن "الأزمة في اليمن طالت ولم تعد تحتمل المزيد ويجب أن نتوصل إلى حل شامل وكامل لتلك الأزمة التي نجم عنها وضع إنساني كارثي وتسببت في انهيار حاد بالوضع الاقتصادي"، محذرا من أن أي حل يُبنى على إقصاء مكون أو جزء من الشعب اليمني لن يكون حلا مستداما، مشددا على ضرورة تبني مبدأ الشراكة الوطنية الذي طرح خلال المشاورات.
وحول مباحثاته مع وفد أنصار الله والمؤتمر الشعبي العام، أوضح أنه تقدم في الأيام الأخيرة من المشاورات بمبادرة لحل الأزمة اليمنية، مضيفا "اشكر الحكومة اليمنية التي تعاطت معها بشكل إيجابي وكنت أتطلع إلى أن يتعاطى وفد أنصار الله والمؤتمر الشعبي معها بشكل إيجابي. لمسنا من وفد أنصار الله والمؤتمر الشعبي خلال اليوميين الماضيين بعض المرونة في ما يتعلق بالقضايا الأمنية والانسحابات وتسليم السلاح، والتي يرون أنه بالإمكان مناقشتها بشكل مستفيض في الأيام المقبلة".
وبشأن الإحاطة التي قدمها لمجلس الأمن الدولي عبر الأقمار الصناعية، قال ولد الشيخ أحمد إن هناك إجماعا دوليا على دعم الشرعية ولدوره مبعوثا عن الأمين العام للأمم المتحدة من أجل التوصل إلى حل شامل الأزمة في اليمن.
وكان المبعوث قد أبلغ مجلس الأمن الدولي رفض وفد أنصار الله والمؤتمر الشعبي العام مشروع الاتفاق الأممي لحل الأزمة الذي وافق عليه وفد الحكومة وطالب المجلس بالتحرك العاجل لإنقاذ المشاورات. وأصدر مجلس الأمن عقب ذلك بيانا دعا فيه وفد أنصار الله والمؤتمر الشعبي العام إلى التعاون مع مبعوث الأمم المتحدة لليمن لإنهاء النزاع الدائر هناك.
وتتضمن بعض بنود مشروع الاتفاق الذي قدمه ولد الشيخ أحمد للأطراف اليمنية في مشاورات الكويت، من ذلك: الانسحاب الكامل والشامل من المدن وتسليم السلاح واستعادة مؤسسات الدولة، إضافة إلى تشكيل حكومة وحدة وطنية توافقية بما ينسجم مع مخرجات الحوار الوطني، وكذلك إجراء مشاورات سياسية شاملة بعد تشكيل حكومة الوحدة الوطنية.
وكان المبعوث الأممي قد التقى، في وقت سابق اليوم الخميس، النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية الكويتي وأطلعه على آخر تطورات مشاورات السلام التي تستضيفها البلاد، كما التقى وفد أنصار الله والمؤتمر الشعبي العام واستكمل معهم بحث مشروع الاتفاق الأممي لحل الأزمة اليمنية وعددا من القضايا الرئيسية، إلى جانب خطته للمرحلة المقبلة في اليمن.
يذكر أن مشاورات السلام مددت - بناء على طلب الأمم المتحدة - حتى السابع من أغسطس الجاري، بعدما أمهلت الكويت الأطراف اليمنية 15 يوما لحسم المشاورات التي تستضيفها منذ 21 أبريل الماضي أو الاعتذار عن عدم مواصلتها في حال لم يتحقق ذلك خلال المهلة المحددة.